نقلت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري، وأخرى روسية، عن مسؤولين روس من قاعدة حميميم العسكرية، أن
روسيا بدأت إجراءات صيانة كاملة للخطوط الحديدية المعدة لعمل
القطارات على شريط
الساحل السوري، بذريعة استخدامها لنقل المساعدات الإنسانية بين المدن التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد في الساحل.
وقال المتحدث باسم المركز الروسي الذي يعنى بملف "المصالحة"، العقيد ألكسندر غوبانوف، إن السكة الحديدية "ستستخدم لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مدينة اللاذقية، إذ سيساعد ذلك في زيادة وزن الشحنات وتقليص فترة إرسالها إلى النصف".
وذكر غوبانوف لقناة "روسيا اليوم"، أن خبراء روس شاركوا في عملية ترميم مقطع السكة الذي يبلغ طوله 65 كيلومترا بعد أن دمرته المعارضة السورية قبل نحو أربع سنوات خلال المعارك الشرسة التي شهدتها المنطقة، وفق قوله.
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات الجوية الروسية في قاعدة حميميم، العقيد ألكسندر دميترينكو، إن الخبراء الروس حددوا المحطات التي ستجري فيها عمليات الشحن وتفريغ الشحنات، كما أنهم أعدوا عربات مخصصة لنقل ما قال إنها "المساعدات الإنسانية ومواد البناء".
وبحسب قول دميترينكو، فقد حمل القطار الأول على متنه "شحنة إنسانية" وزنها 27 طنا، كانت قد وصلت إلى ميناء
طرطوس بحرا، على أن يتم "توزيع المساعدات على السوريين الذين تضرروا بسبب العمليات القتالية في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال الضابط المنشق عن النظام السوري، العقيد أحمد الكردي؛ إن "طبيعة الإعلان تأتي وفق دوافع إنسانية بحتة بغية إيصال المساعدات الغذائية والطبية لسكان الساحل السوري، إلا أن حقيقة الأمر تشمل الأمور العسكرية بكامل أهدافها".
وأضاف لـ"
عربي21": "الأمر الذي يظهر للعيان بمراحله الحالية أنه (القطار) للأمور المدنية والإنسانية، ولكن الهدف الأساسي للمشروع هو لاستخدامه للأمور العسكرية وتسهيل حركة تنقل الجنود الروس الذين تضاعفت أعدادهم بشكل كبيرة على طرفي الساحل السوري"، وفق تقديره.
وتابع الكردي قائلا: "هناك مرفأ وقاعدة عسكرية روسية في طرطوس، ومراكز تدريب وقواعد ومعسكرات روسية في مدينة اللاذقية، ومطار حميميم يقع في جبلة، أي أن سهولة الحركة للجنود بين هذه المناطق وسرعتها تفيد الجنود الروس في الجانب العسكري أكثر من الجانب المدني كما أعلنوا عنه، ويمكن إضافة مقطورات شحن لسهولة نقل الأسلحة".
ورحب نظام الأسد، عبر مدير فرع طرطوس في مؤسسة الخطوط الحديدية، مضر أعرج، بوضع الروس يدهم على سكة القطار في الساحل، بذريعة أن حكومة الأسد بحاجة إلى الدعم والتمويل الروسي بغية صيانة شبكة السكك الحديدية وكذلك تقديم العربات وقطع الغيار.
في المقابل، قال بلال حلوم، وهو موظف سابق في الخطوط الحديدية السورية، إن الحديث عن إصلاح خبراء روس للخطوط الحديدية جاء بعدما أهدرت حكومة الأسد مبالغ مالية ضخمة لعجزها عن إصلاح المركبات وتنفيذ مشروع الشبكات الطرقية التي أجبرت على إيقافه في تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2015 بسبب انتشار الفساد بين كافة مفاصل المؤسسة بفعل الأوضاع التي تشهدها البلاد، وفق قوله لـ"
عربي21".