بعد أقل من أسبوع من شموله بالعفو الذي أصدره عبد الفتاح السيسي عن مجموعة من الشباب، شارك
إسلام البحيري -المتهم بازدراء الأديان- في برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" عبر مداخلة هاتفية.
البحيري -الذي امتدح قرار العفو- شن هجوما شرسا ضد ما وصفه بالفكر السلفي الظلامي. معتبرا خروجه من السجن "انتصارا للمتنورين لأول مرة في تاريخ
مصر".
واعتبر بحيري أن مصر منقسمة بين من وصفهم بالمتنورين ومن وصفهم بـ"مواطنين بسطاء يميلون إلى الفكر السلفي".
وأكد بحيري أنه لم يتراجع عن أفكاره، مضيفا: "السجن جعلني أكثر تمسكا بآرائي إلى الأبد، في مواجهة الفكر الداعشي المتشدد الذي يستبيح قتل والتنكيل بأي شخص لمجرد أنه مختلف.. أنا طالع أكثر قوة ومرفوع الرأس، وسوف أستأنف برنامجي على أي قناة، وأنا لم أقل إلا 1% فقط مما أريد قوله"، على حد قوله.
وكان السيسي قد أصدر، الخميس الماضي، قرارا بالعفو عن 82 من الشباب المحكوم عليهم، من بينهم إسلام بحيري، في القضية المتهم فيها بازدراء الأديان.
وكانت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة قبلت في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي قبول استئناف دفاع بحيري على حبسه 5 سنوات وتخفيف العقوبة لعام.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها "إنه ثبت في يقينها أن المتهم "إسلام بحيري" عكف على بث أفكار متطرفة تحت ستار الدين؛ عن طريق استغلال حلقات برنامجه التلفزيوني "مع إسلام" وتدويناته على مواقع التواصل الاجتماعي والندوات العامة، التي اعتاد خلالها التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة، بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير".
وأثبتت المحكمة في حق المتهم ارتكابه جريمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة، بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة، وتبين من الأوراق أنه تعمد إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير والتشكيك في الثوابت الدينية وعلم الحديث، دون امتلاكه أي سند صحيح.
وأكدت المحكمة في أسباب حكمها على أن الباحث إسلام بحيري أراد من بث أفكاره -مصحوبة بمعلومات مغلوطة- إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع المصري، وزعزعة عقيدته الدينية الوسطية؛ للنيل منه، وإهدار ثوابت علم الحديث ومصادره؛ بهدف التحقير من الدين الإسلامي وازدرائه.
وبحسب الأوراق الرسمية، تبين للمحكمة أن المتهم إسلام بحيري كان على علم بكل ما أعده وجمعه من مواد، لبثها في الحلقات التي يقدمها عبر الفضائيات، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الترويج لأفكاره المتطرفة، التي من شأنها إثارة الفتنة في البلاد؛ إذ تسببت في خلق حالة من التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي بين المواطنين.