أجبر تواصل القصف المتبادل والمعارك الدائرة بين الفصائل المقاتلة و"جيش خالد بن الوليد" المتهم بمبايعة تنظيم الدولة بريف
درعا الغربي، المئات من المدنيين، على النزوح إلى
مخيمات داخل محافظة درعا، إلا أن اكتظاظها بالنازحين دفع العديد منهم للعيش في
حظائر للأبقار وتحويلها لمخيمات تؤويهم.
وقال الناشط الإعلامي الميداني، أبو محمد الحوراني، لـ"
عربي21" إن المعارك أجبرت أكثر من 500 مدني على النزوح من ريف درعا الغربي، إلى حظائر الأبقار وتحويلها لمراكز إقامة لهم.
وأردف الحوراني، الذي زار المخيم مؤخرا، أن ازدياد أعداد الأسر الوافدة إلى مخيم حظائر الأبقار، الذي بات يعرف بمركز الإيواء الثاني في محافظة درعا، يأتي نتيجة لاكتظاظ باقي المخيمات، وأهمها مخيم زيزون (مركز الإيواء الأول) بالنازحين من كافة المحافظات السورية، وخاصة ريف درعا الغربي.
وأضاف أن الحظائر المعروفة سابقا بـ"الشركة الليبية لتربية الأبقار"، كانت تتخذها "حركة المثنى الإسلامية"، إحدى فصائل "جيش خالد بن الوليد"، مقرا لها، بعد أن تخلت الشركة عن هذه الحظائر مع اندلاع الثورة السورية، وفيما بعد حولها الأهالي لمخيم يعيشون فيه، ويشرف عليه "مجلس محافظة درعا الحرة"، بعد أن سيطر عليه الجيش الحر، إبان معاركه مع جيش خالد.
وبين الحوراني أن الأهالي أقدموا على تنظيف الحظائر قبيل الدخول إليها، ليجعلوا منها مكانا ملائما نسبيا للعيش، لافتا إلى أن العديد من الأسر التي نزحت إلى هذا المكان، من قرى حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة "جيش خالد بن الوليد" جلبوا معهم مواشيهم، لتربيتها في الحظائر وتحصيل قوت يومهم منها.
ومع إقبال فصل الشتاء، يتخوف الحوراني من انتشار الأمراض وتفشيها بين قاطني المخيم، في ظل عدم وجود مركز طبي فيه، يشرف على معالجة المدنيين، وطالب المنظمات المعنية بإيجاد حلول فورية لحماية قاطني المخيم، ومعالجتهم من الأمراض خلال فصل الشتاء.
ويوضح خالد شهاب، وهو نازح من ريف درعا الغربي، أنه قدم مع عائلته للمخيم كونه الحل الوحيد الذي تبقى لديهم، وإلا سيبقون في العراء عقب خروجهم من قرى حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة جيش خالد، لافتا إلى أنهم ما زالوا يعانون الكثير من المشاكل منذ تشكّل المخيم.
وتابع شهاب في حديث لـ"
عربي21"؛ أن مساحة الحظائر الكبيرة جعلت العائلات في المخيم يتقاسمون السكن فيها، حيث فصلوا فيما بينهم بقطع القماش والخيش، وبعضهم بنوا جدرانا إسمنتية، لانعدام جدوى القماش في ستر عوراتهم.
وأكد أن الأهالي في المخيم يعانون من فقدان الكهرباء وصعوبة الحصول على مياه الشرب، والغاز للطبخ، وانعدام وجود تمديدات الصرف الصحي، كما أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المؤسسات الإغاثية لا تكفي لجميع قاطني المخيم.
مدرسة في حظيرة
وأورد ناشطون محليون أن غياب الدعم عن المهجرين في مخيم "المناهل" بريف درعا الشرقي، اضطر معلمين من بلدة المسيفرة؛ لإقامة مدرسة منذ ثلاثة شهور في حظيرة للأبقار، لتدريس قرابة 75 طفلا من المخيم فيها.
ويتوزع نازحو قرى حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، على مدينتي نوى وتسيل وبلدات وسحم الجولان ومخيمات زيزون وبريقة ومخيم "الحظائر" الذي أنشئ حديثا، وفق قول الإعلامي محمد المذيب، من مدينة نوى، لـ"
عربي21".