أثار برنامج تلفزي بالقناة الثانية
المغربية جدلا واسعا وسط نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، بعد تقديمه لحلقة حول طريقة إخفاء أثار الضرب على الوجه بمساحيق التجميل، تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة
العنف ضد المرأة.
ودشن النشطاء هاشتاغ "
#ضرب_مها"، احتجاجا على إحدى فقرات برنامج "
صباحيات دوزيم" التي أذيعت في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر بالقناة الثانية، وتمحورت حول طريقة إخفاء المرأة المعنفة لآثار الكدمات على وجهها بمساحيق التجميل، وقالوا إن هذه الحلقة تعطي الضوء الأخضر للمزيد من الانتهاكات في حق المرأة، وتدشن لنوع من "التطبيع" مع الظاهرة المرفوضة قانونيا ومجتمعيا ودينيا.
ولم يكتف المنتقدون للحلقة بتدشين وسم "#ضرب_مها"، بل شنوا حملة جمع توقيعات لعريضة بموقع "
change.org" الغاية منها مطالبة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (مؤسسة رسمية) "التحرك ضد القناة الثانية وبرنامج صباحيات دوزيم".
وجاء في العريضة: "إننا كمواطنات مغربيات ومناضلات من أجل القضية النسائية بالمغرب وباسم الشعب المغربي، نعبر عن إدانتنا لهذا الفعل الذي من بابه اعتبار التعنيف الذي تعيشه النساء أمرا عاديا، ونطالب بعقوبات صارمة مرفوقة باعتذار رسمي من طرف برنامج "صباحيات" والقناة الثانية". ولاقت الدعوة ترحيبا كبيرا من نشطاء شبكات التواصل، حيث بلغ عدد الموقعين على العريضة 1471 شخصا.
ودخلت المنظمات النسائية على خط الإدانة، حيث قالت الناشطة الحقوقية السعدية الباهي على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن مرصد صورة المرأة في الإعلام لاتحاد العمل النسائي يسائل "المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام لوزارة التضامن و المرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية عن الزلة الفادحة التي ارتكبتها 2m في صباحيتها حين قدمت نصائحها التجميلية لفائدة النساء ضحايا العنف بوصفة تجميلية وتعدهن بوصفات أخرى طيلة أسبوع الحملة الدولية والوطنية للقضاء على العنف ضد النساء تروج لخدمات على حساب المعنفات وتروج لمساحيق للمتاجرة بمعاناة المعنفات".
وتابعت: "نسائلها عن المساحيق التي تعالج الكدمات النفسية".
ولفتت الباهي إلى أن "المواقع الاجتماعية الإلكترونية احتجت والقناة الثانية اعتذرت"، لكنها استدركت بالقول: "وهل للقناة الثانية الشجاعة لتقديم الاعتذار لكل المعنفات ولكل النساء المغربيات والتنظيمات النسائية المناضلة في المجال الحقوقي النسائي، في نشراتها الرسمية؟ ! فماذا هي فاعلة الوزارة الوصية؟ والإعلام يضرب كل الخطط المناهضة للعنف ضد المرأة في الصميم، كما يكرس العنف ضد النساء، ويشرعن له ويغطيه بالمساحيق .بمثل هذه الانزلاقات".
وسارعت القناة الثانية إلى سحب الفيديو المثير للجدل من موقعها على الأنترنت، وقدمت اعتذارا لمشاهديها، في بيان أوضحت فيه أن الفقرة المقدمة "غير ملائمة وتشكل خطأ في التقدير بالنظر إلى حساسية وأهمية موضوع العنف ضد النساء".
وأضافت: "هذه المقاربة تتناقض تماما مع الخط التحريري للقناة وميثاقها المبني على إعطاء قيمة بارزة لصورة المرأة".