ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن محطة تلفازية مغربية اعتذرت عن برنامج حاولت فيه تعليم المرأة التي يضربها زوجها طرقا لإخفاء آثار الضرب على الوجه من خلال
المكياج.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن اللقطات جاءت على قناة "تو أم" في برنامج "صباحيات" يوم الأربعاء، وظهرت فيه فنانة التجميل ليليا مولين، وقدمت تجربة عن كيفية إخفاء العنف المنزلي، الذي تتعرض له المرأة على وجهها، وطريقة التخلص من الكدمات.
وتنقل الصحيفة عن مولين قولها: "تأكدي من رش البودرة، حتى يثبت المكياج إن أردت العمل طوال اليوم، وحتى لا تظهر الكدمات"، وذلك بعدما قدمت نصائح بأهم المواد التجميلية التي ينبغي استخدامها لإخفاء الكدمات الناجمة عن ضرب الأزاوج لزوجاتهم.
ويلفت التقرير إلى أن عرض البرنامج جاء بعد يومين من اليوم العالمي للقضاء على
العنف ضد المرأة، مشيرا إلى أن عرضه أدى إلى موجة من الغضب داخل البلاد، حيث تم تنظيم عريضة، وقع عليها المئات، قدمت إلى السلطات العليا للاتصالات السمعية والبصرية، داعية إلى اتخاذ إجراءات ضد محطة "تو أم".
وتورد الصحيفة أنه جاء في العريضة :"لا تخفوا العنف المنزلي بالمكياج، عاقبوا المعتدي"، وقال أحد داعمي العريضة: "يجب ألا تعيش المرأة من خلال العنف، ناهيك عن تغطية أثاره بالمكياج، عار عليك (تو أم)".
ويكشف التقرير عن أن القناة قامت بسحب اللقطة من موقعها على الإنترنت، واعتذرت على سوء التقدير في موضوع حساس وخطير يتعلق بالعنف ضد المرأة، وقالت في بيان لها يوم الجمعة إنها ستتخذ الإجراءات الضرورية تجاه الأشخاض المسؤولين عن الخطأ، وستعمل على تقوية خط الرقابة على الموضوع، مشيرة إلى دورها في الدفاع عن قضايا المرأة، طوال الـ 27 عاما الماضية.
وتنوه الصحيفة إلى أنه لا يوجد في
المغرب قانون ضد العنف المنزلي، مع أن العنف منتشر ضد المرأة، بحسب ما تقوله منظمة "هيومان رايتس ووتش"، التي أشارت إلى رد الحكومة المغربية الضعيف في قضايا متعلقة بالعنف، وعدم مساعدة النساء اللواتي يطلبن المساعدة، حيث التقت المنظمة مع 20 فتاة قلن إن أزواجهن وأصدقاءهن وأعضاء من عائلاتهن قاموا بضربهن وحرقهن وطعنهن واغتصابهن.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن الحكومة قدمت مسودة قانون حول العنف ضد المرأة منذ عام 2013، لكن لم يتم البت فيه بعد، لافتة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" قالت في آذار/ مارس: "مع أن المسودة تحتوي على عناصر جيدة، إلا أنها لا تعطي تعريفا جيدا للعنف المنزلي، ولا تجرم الاغتصاب، الذي يقوم به الأقارب".