وصل سفير
قطر لدى
مصر، ومندوبها بجامعة الدول العربية، سيف بن مقدم البوعينين، إلى القاهرة، الاثنين، قادما من إسبانيا، مبكرا عن موعده المحدد بأربع وعشرين ساعة، في وقت توجه فيه قائد عسكري مصري، رفيع المستوى، بشكل مفاجئ، إلى الإمارات، واتهمت تقارير إعلامية محلية، مصدرها الأجهزة الأمنية، السفير القطري بالقاهرة، بتأجيج الأوضاع بمصر.
وقالت مصادر بمطار القاهرة الدولي، إن السفير القطري وصل على متن رحلة مصر للطيران القادمة من مدريد، وتم استقباله بصالة كبار الزوار بعد تعديل إخطار وصوله مبكرا 24 ساعة عن موعده المحدد، وأتم إجراءات وصوله بسرعة، وخرج في موكب سيارات إلى مقر إقامته بالقاهرة.
وقال مراقبون إن تعجيل "البوعينين" عودته إلى مصر ربما يأتي للرد سريعا على أي تحرك احتجاجي مصري في جامعة الدول العربية ضد قطر، على خلفية قيام فضائية "
الجزيرة" القطرية، مساء الأحد، بعرض فيلم "
العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، الذي اعتبرته القاهرة مسيئا إلى جيشها.
مسؤول عسكري مصري يتجه فجأة للإمارات
وفي سياق متصل، توجه قائد قوات الدفاع الجوي المصري، الفريق عبد المنعم التراس، بشكل مفاجئ، الاثنين، إلى دبي، على رحلة الخطوط الإماراتية، وذلك في زيارة وصفت بأنها تأتي في إطار الزيارات الخارجية للقادة المصريين، لدعم التعاون العسكري بين مصر ومختلف دول العالم.
ويلتقي المسؤول العسكري المصري، خلال زيارته، مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات الإماراتية؛ لبحث دعم علاقات التعاون العسكري خاصة في مجالات التدريب المشترك والتسليح، بحسب تقارير إعلامية محلية مصرية.
دس تقارير أمنية ضد قطر
وغير بعيد، تحدث موقع "صدى البلد"، المقرب من السلطات المصرية، الاثنين، بشكل مريب، عن اجتماع للقائم بالأعمال التركي في مصر مع السفير القطري، بدعوى "تأجيج الأوضاع في مصر"، والزعم بأن طائرات "الدوحة" ترسل أسلحة لمليشيات "فجر ليبيا"، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وأنه تأكد عقد اجتماعات بين "حماس" والتنظيم الدولي للإخوان بقطر.
ونقل الموقع عن "مصادر مطلعة"، (غالبا أمنية ومخابراتية) تأكيدها أن القائم بالأعمال التركي في مصر قد التقى بالسفير القطري بمصر داخل مقر سكنه بالقطامية وأنه تم خلال اللقاء بحث رؤيتهما المشتركة حول الأوضاع بالساحة الداخلية المصرية، وكيفية تأجيج الأوضاع خاصة عبر استغلال الحدود، وتم رفع تقرير عن الأوضاع في مصر للتشاور، وفق الموقع.
وأضاف موقع "صدى البلد"، أن قطر أرسلت في الفترة الأخيرة وفدا عسكريا من ضباط وأفراد بالقوات المسلحة العسكرية القطرية، يقرب عددهم من 20 شخصا لمدينة مصراتة الليبية الخاضعة لسيطرة عناصر فجر ليبيا "الإخوان".
وأكدت المصادر المطلعة، وفق الموقع، أن الوفد قائم على تدريب الميليشيات المسلحة التي تقوم بالعمليات ضد الجيش الوطني الليبي، ودعم المليشيات المسلحة في الساحة الليبية بالأسلحة والذخيرة، مشيرة أيضا إلى وصول طائرات قطرية محملة بالأسلحة والذخيرة إلى مطار "معاتيقة" الليبي، الذي تسيطر عليه الجماعات المتطرفة.
وأشار "صدى البلد" في تقريره إلى أن العاصمة القطرية، الدوحة، استضافت اجتماعات عدة بين قيادات مجلس الشورى "حماس" مع قيادات المكتب السياسي للحركة وقيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وأنه تمت مناقشة التطورات السياسية في مصر، وكيف يتم تأجيج الأوضاع داخل مصر.
برلمانيو السيسي يطالبون بطرد السفير القطري
ويأتي دس هذا التقرير بموقع "صدى البلد"، في ظل مطالب عدد من نواب "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، الموالين للسلطات، بغلق السفارة القطرية بالقاهرة، وطرد السفير القطري، وقطع العلاقات مع قطر.
وجاء أقوى هذه المطالب على لسان النائب عماد جاد، الذي طالب بطرد السفير القطري، مضيفا، في مداخلة هاتفية على برنامج "هنا العاصمة"، عبر فضائية "CBC" المصرية، مساء الأحد: "أقل رد تستحقه هذه الدويلة أن يُطرد سفيرها من القاهرة، وده مش نوع من التصعيد على فكرة، ولا نوع من الانفعال أو الغضب".
وأردف: "أقل من كده يبقى فيه برود في الدبلوماسية المصرية، لا يليق بوزن وكرامة مصر، ولا يثأر لكرامة المصريين.. لأن إحنا بنتكلم على دويلة تمول الإرهاب.. وباتت الآن تحمل العداء لمؤسسات الدولة المصرية.. الخلافات مع النظم السياسية عادي، ممكن يحصل خلافات أو تباينات في وجهات النظر.. لكن لا بد أن يحدث رد يساوي التطاول والوقاحة في هذا الأمر"، بحسب تعبيره.
ومن جهته، تقدم النائب مصطفى بكري ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب، لمطالبة الحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة للرد على المؤامرات، التي ترعاها حكومة قطر وأميرها، من خلال إغلاق السفارة القطرية، وتفعيل الإجراءات القانونية ضد المتورطين في جرائم العنف والإرهاب والإساءة لمؤسسات الدولة المصرية من خلال الدور المشبوه، الذي تلعبه قناة "الجزيرة"، بعد خروجها بفيلم مفبرك، بهدف الإساءة للجيش المصري، بحسب البيان.
أما النائب عبد الحميد كمال، فتقدم ببيان عاجل صباح الاثنين، طالب فيه باستدعاء وزير الخارجية سامح شكري، بعد عرض قناة "الجزيرة" فيلم قال إنه يسيء للقوات المسلحة المصرية، وفق قوله.
وأثار الفيلم الوثائقي، المشار إليه، جدلا واسع النطاق بمصر، إذ شن عدد من الإعلاميين المصريين هجوما شرسا على قطر، وهاجموا جيشها بانتقادات لاذعة، وانتشرت التعليقات والتهديدات لتتصدر الوسوم التي تناولت الموضوع قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر، الأحد.
ويذكر أن محكمة القضاء الإداري في مصر، قد قررت أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، إحالة دعوى قضائية تطالب بإلزام رئيس الجمهورية بإصدار قرار بطرد السفير القطري من مصر، إلى هيئة مفوضي الدولة، لإعداد تقرير بالرأي القانوني فيها.