أكد خبراء ومسؤولون أمريكيون أنهم "لا يؤيدون اتهامات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، بحصول عمليات تزوير في
الانتخابات الرئاسية، في حين طلبت مرشحة الخضر جيل ستاين وفريق هيلاري
كلينتون إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن".
وقد أشار ترامب، الأحد، إلى "تزوير كبير"، لكن من دون تقديم دليل على اتهاماته التي وردت على حسابه في موقع "تويتر".
ورغم فوز الجمهوري ترامب في الانتخابات الأخيرة، إلا أن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون حصدت عددا أكبر من أصوات الناخبين، بفارق 2.2 مليون صوت، لكن الفوز حسم وفق النظام الانتخابي الأمريكي بأصوات هيئة كبار الناخبين.
وقال ترامب في تغريدته: "إضافة إلى فوز ساحق في الهيئة الناخبة، فزت أيضا بالتصويت الشعبي إذا حذفتم ملايين الأشخاص الذين صوتوا بشكل غير شرعي".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب حذر خلال حملته الانتخابية من احتمال وقوع "تزوير" في الانتخابات الرئاسية، لكنه لم يذكر أي أمر مماثل بعد فوزه المفاجئ في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى الآن.
وبعد عودته، الأحد، من عطلة عيد الشكر في مار-اي-لاغو في بالم بيتش بفلوريدا مع عائلته، قال ترامب في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" إن ولايات عدة شهدت تزويرا في الانتخابات.
ومما كتبه: "تزوير انتخابي خطير في فرجينيا ونيوهامشر وكاليفورنيا، لماذا لا تقوم وسائل الإعلام بتغطية ذلك؟ تحيز شديد، مشكلة كبيرة!".
وفي هذه الولايات الثلاث، فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات ولم يقدم فريق ترامب أدلة على مخالفات واسعة النطاق.
وقال الوزير المحلي مسؤول صناديق الاقتراع في كاليفورنيا الديمقراطي أليكس باديلا "يبدو أن السيد ترامب تزعجه حقيقة أن غالبية متزايدة من الأمريكيين لم تصوت له، والاتهامات التي لا أساس لها حول تزوير الانتخابات في ولاية كاليفورنيا وغيرها سخيفة".
وفي ولاية فرجينيا، قال المسؤول الانتخابي "ادغاردو كورتيس"، إن "اتهامات الرئيس المنتخب لا أساس لها".
وفي ولاية نيوهامشر، حيث حصلت هيلاري كلينتون على 47,6% من الأصوات مقابل 47,2% لترامب، لم يصدر عن السلطات رد فعل رسميا.
لكن التشكيك في نزاهة الانتخابات سبب صدمة لتوماس راث، وزير العدل السابق في هذه الولاية الصغيرة، والمقرب من الجمهوري ميت رومني.
وقال وزير العدل السابق: "شاركت في القوانين الانتخابية هنا منذ عام 1978، وأستطيع أن أؤكد لكم أن الانتخابات نظيفة، لا أحد يستطيع أن يدعي انتخابات مثالية، لكننا نطلب إجراء انتخابات نزيهة، وأقول لكم إن نيوهامشر تعرف كيف تنظم الانتخابات".
بدوره، قال الأستاذ في جامعة أوهايو دان توكاجي: "لا توجد أدلة ذات مصداقية حول تزوير واسع النطاق".
وقال النائب كريس كولينز لشبكة "سي أن أن": "لقد تم انتخابه رئيسا، يجب المضي قدما كما يجب طي الصفحة".
من جهته قال السناتور عن ولاية أوكلاهوما جيمس لانكفورد: "لا أعرف ما يعنيه عندما يتحدث عن ملايين الأصوات".
"احتساب الأصوات أمر سخيف"
وقد أعلن فريق كلينتون، السبت، أنه سيشارك في التعداد الجديد للأصوات في ولاية ويسكونسن، مع الإشارة إلى أنه لم يلاحظ حتى الآن حصول تجاوزات خلال الانتخابات الرئاسية.
وألمحت مستشارة ترامب، كيليان كونواي، الأحد، إلى أنه في حال أصر فريق كلينتون على إعادة احتساب الأصوات في ويسكونسن، فإن الرئيس المنتخب قد يعيد التفكير في تعهده بعدم ملاحقة كلينتون قضائيا لاستخدامها حين كانت وزيرة للخارجية بريدا إلكترونيا خاصا بدل حساب حكومي آمن في مراسلاتها الإلكترونية.
وقالت كونواي لتلفزيون "ايه بي سي"، إنه "بينما يتصرف ترامب بـ"شهامة" حيال كلينتون، فإن موقفها حيال ذلك هو إرسال مستشارها القانوني للانضمام إلى إعادة احتساب الأصوات السخيف".
وكان مارك إريك إلياس، وهو محام يعمل في فريق كلينتون الانتخابي، أكد أن حملة كلينتون مستعدة أيضا للمشاركة في حملة لإعادة احتساب الأصوات في ولايتي بنسلفاينا وميشيغن في حال تنظيم ذلك.
ويؤكد خبراء عدم وجود فرصة لعكس نتيجة الانتخابات، وتقدم ترامب على كلينتون بـ20 إلف صوت في ويسكونسن و70 ألفا في بنسلفانيا و10 ألاف في ميشيغن.
وأضاف إلياس أن "فريق كلينتون ينضم إلى هذه الجهود "من حيث المبدأ"، مع الاعتراف بأن ذلك ربما لن يغير النتائج".
وقال توكاجي: "لا أتوقع أن يؤدي ذلك إلى تغيير كبير في النتائج لأن هذا نادرا ما يحدث، عادة ما تكون صناديق الاقتراع الإلكترونية تعمل بشكل جيد، ليس هناك أي دليل حتى الآن على تلاعب ما".
وأضاف أن "تزوير الانتخابات على نطاق واسع صعب جدا، لأن الانتخابات لدينا لامركزية للغاية، وتنظم على مستوى الولاية، وأحيانا على مستوى البلديات، كما الحال في ولاية ويسكونسن".