توقع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أنه سيكون هناك المزيد من التعطش للنفط في عام 2017، وأن أسعار
النفط ستستقر دون تدخل "أوبك"، مشددا على أن الأخيرة لا تحتاج لخفض الإنتاج لأنه يمكن الاعتماد على الانتعاش في الاستهلاك وخاصة من الولايات المتحدة.
وقال الفالح إنه "يتوقع أن يكون مستوى الطلب مشجعا في 2017 وأن تصل السوق إلى التوازن في 2017 حتى في عدم وجود تدخل من أوبك، لكنه أشار إلى أن تدخل المنظمة يهدف إلى التعجيل بهذا التوازن وتعافي السوق بوتيرة أسرع".
وكشف وزير الطاقة السعودي أن مستوى الطلب على الخام السعودي ما زال مرتفعا، وذلك ردا على إمكانية محافظة المملكة على إنتاجها مرتفعا في تشرين الثاني/ نوفمبر عند نحو 10.6 مليون برميل يوميا.
وأشار إلى أنه "بغض النظر عن المملكة وحصتها السوقية- إذا ما تم النظر إلى هذا الأمر على أنه دليل على متانة أسواق النفط وتعافيها فإن ذلك يعد إشارة جيدة تثير التفاؤل بشأن تعافي السوق".
وتثق
السعودية في قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على إعادة ازدهار النمو
الاقتصادي الأمريكي - وبالتالي الطلب على النفط. وفق ما أوردته شبكة "بلومبرغ" الإخبارية.
وكان
ترامب قد دعا لتحفيز الاقتصاد الأمريكي من خلال خفض الضرائب وتكثيف الإنفاق على البنية التحتية في الطرق والجسور والمطارات، ووعد بجعل الحياة أسهل للعاملين في صناعة الوقود الأحفوري عن طريق تقليص الإجراءات والمتطلبات التي تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا لتنفيذها، وقد يشمل ذلك إضعاف معايير كفاءة الوقود التي تفرضها وكالة حماية البيئة وغيرها من الأنظمة التي تكبح الطلب على البنزين (وبالتالي النفط).
وأوردت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن "تفاؤل المملكة العربية السعودية حول الطلب الأمريكي على النفط يتناقض مع التوقعات الأكثر تحفظا من المحللين المستقلين، إذ منذ يوم الانتخابات الأمريكية، دعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لرفع استهلاك وقود المحركات بنسبة 0.5 في المائة في عام 2017"، ولا يكاد ذلك أن يمثل نوع الطفرة في الطلب التي من شأنها أن تخفف الضغط على "أوبك".
كما توقعت إدارة معلومات الطاقة أيضا أن استهلاك البترول الأمريكي وغيره من السوائل سيرتفع بنسبة 1.3 في المائة خلال العام المقبل، ليصل إلى 19.9 مليون برميل يوميا. ولا يعد ذلك نموا كبيرا.
وقال كبير الاستراتيجيين في "راينو ترايدينغ" مايكل بلوك، إن "تعليقات السعودية هي أحدث مؤشر على الإفراط في الحماسة في الأسواق بشأن قوة خطط ترامب لتحفيز الاقتصاد".
وأضاف بلوك مازحا في مذكرة: "يبدو أن ستيف بانون سحر زملاءنا في الرياض"، في إشارة إلى كبير المستشارين الاستراتيجيين لترامب.
والتفاؤل السعودي بارتفاع الطلب على النفط في الولايات المتحدة هو جدير بالذكر، نظرا لتهديد ترامب السابق بقطع المشتريات الأمريكية من النفط السعودي.
وكان ترامب هدد في آذار/مارس الماضي بتوقيف واردات النفط من السعودية ودول عربية أخرى إذا لم يشاركوا بقوات برية في الحرب ضد تنظيم الدولة أو يدفعوا ثمن ما وصفه بـ"حماية أمريكا" لدول الخليج.