رفضت المعارضة السورية المسلحة، مقترحا يقضي بانسحابها من كامل المناطق الشرقية التي بقيت محاصرة فيها بمدينة
حلب، بعد دعوات موسكو إلى محادثات مع واشنطن لوقف القتال شرط انسحاب المعارضة.
وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية المسلحة يدعى زكريا ملاحفجي، إن الفصائل المقاتلة بحلب أبلغت مسؤولين أمريكيين بأنها لن تترك المدينة، بعد تساؤلات الأمريكيين عن توجههم للخروج أو البقاء في المدينة والصمود أمام الهجوم العنيف.
وأشار إلى أن الرد كان: "نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للمليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب. ما ممكن أن نترك بيتنا للأفغاني والعراقي وإلى آخره. هذه أحياؤنا وهذه بيوتنا وهذه مدينتنا ونحن صامدون".
وأضاف: "سمعوا الجواب وما علقوا بأي شيء". وأوضح أن مقاتلي المعارضة دعوا إلى دعمهم بكافة "أشكال الدعم سواء على الجانب العسكري أم الجانب الإغاثي والإنساني والطبي".
لكن مسؤولا آخر بالمعارضة المسلحة، قال إن حيا رئيسيا جديدا في شرق حلب سقط في أيدي القوات السورية المتقدمة، فيما يواصل الجيش وحلفاؤه حملتهم على المنطقة الخاضعة لسيطرة المقاتلين.
وأضاف المسؤول بالجبهة الشامية متحدثا من تركيا، أن حي كرم الجبل وحي الشعار يعتبران قد سقطا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة وقعت صباح اليوم في الشعار. وأضاف أن الجيش السوري وحلفاءه تقدموا إلى الشعار وسيطروا على بعض المواقع بالمنطقة.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، إنه على ثقة من أن
روسيا والولايات المتحدة بوسعهما التوصل إلى اتفاق في محادثات هذا الأسبوع بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة من شرق مدينة حلب السورية.
وقال في مؤتمر صحفي، إنه فور التوصل لاتفاق فإن المعارضين الذين يرفضون مغادرة الجزء المحاصر من المدينة سيعاملون باعتبارهم "إرهابيين، وستدعم روسيا عملية الجيش السوري ضد أي مقاتلين معارضين يبقون في شرق حلب".
وقال لافروف إن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات بشأن الانسحاب في جنيف مساء الثلاثاء، أو صباح الأربعاء.
وأضاف أن مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار "سيكون له أثر عكسي لأن وقف إطلاق النار سيسمح للمعارضين بإعادة تنظيم صفوفهم".
وتسبب الهجوم العنيف الذي شنته روسيا والنظام السوري والمليشيات المتحالفة معه، إلى تهجير أكثر من 30 ألف شخص، عن مساكنهم في المدينة ومقتل المئات.
وبحسب المعطيات التي ظهرت منذ بدء الهجوم على حلب، فإن الدول الغربية التي كانت تدعم المعارضة السورية لم تحرك ساكنا باتجاه باتجاه منع هذا الهجوم، لكنها وقفت متفرجة أمام تقدم النظام والروس والمليشيات الشيعية التي ارتكبت مجازر بحق المدنيين المحاصرين.
من جانبها، قالت مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري، إن قواتهم مصممة على مواصلة السيطرة على كامل حلب بعد السيطرة على أجزاء واسعة من
الأحياء الشرقية.
يشار إلى أن من المقرر أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب، يمكن تجديدها بعد ذلك، ولكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.