أكد رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي أن
مصر تتبنى سياسة ثابتة تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول أو التآمر ضدها، في وقت كشفت فيه صحيفة موالية له أن المسؤولين المصريين تعرضوا للخداع بشأن الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية الأمريكية لسد "النهضة" الإثيوبي، التي تظهره بحجم أقل من حجمه، وتخفي عدد بواباته الحقيقية، في "مؤامرة إثيوبية مائية واضحة على المصريين".
ولدى استقباله وزراء المياه والري لعدد من دول حوض
النيل، الثلاثاء، في القاهرة، شدد السيسي على اهتمام مصر بالتوصل إلى حل توافقي فيما يتعلق بمسألة الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل، بحيث يكون اتفاقا شاملا يضمن الأمن المائي لجميع أطرافه، وفق قوله.
وأعرب عن أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول حوض النيل، وضرورة تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة للارتقاء بالبنية التحتية لدول الحوض.
ومن جهتها، أبرزت الصحف المصرية الصادرة الأربعاء تصريحات السيسي تلك، وصدرت صحيفة "الأخبار" بمانشيت يقول: "السيسي: مصر لا تتآمر.. والنيل شريان للتعاون لا للخلافات.. الرئيس يبحث مع وزراء الري بحوض النيل زيادة إيرادات النهر من فواقد المياه".
وقالت مواقع إخبارية إلكترونية، مساء الثلاثاء أيضا، إنه في لقاء هدفه الطمأنة، شدد السيسي على أن سياسات مصر تجاه أشقائها الأفارقة عامة، ودول حوض النيل خاصة، ثابتة تستند على احترام الشأن الداخلي، وترفض أن تتآمر على أي بلد شقيق.
وكان السيسي استقبل، الثلاثاء، وزراء المياه والري لكل من: السودان، وتنزانيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وبوروندي، الذين يشاركون في مؤتمر المركز القومي لبحوث المياه في القاهرة حول سبل تطوير البحث والتكنولوجيا للوصول إلى إدارة مستدامة للمياه، بحضور وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، وسفراء الدول المشاركة، وليس من بينها إثيوبيا.
"الدستور": هكذا تخدعك إثيوبيا وتتآمر على مصر
في المقابل، كشفت صحيفة "الدستور"، الموالية لسلطات الانقلاب، الثلاثاء، أنه في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإثيوبية نيتها في افتتاح سد "النهضة" رسميا مطلع عام 2017، كشف خبراء علوم الفضاء خداع منظومة الأقمار الأمريكية "لاند سات 8" للمسؤولين المصريين بصور غير دقيقة لمنطقة سد النهضة وما حولها، مبينين أن أغلب الصور في حاجة إلى تنقيح وتعديل لبيان حجم المأساة.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، الدكتور علاء النهري، قوله إن أول الصور الخادعة التي كشف عنها الفريق المصري كانت للصورة الخاصة ببحيرة سد السرج الذي يستقبل مياه التخزين، الذي سيعد أضم خزان مياه عذبة في القارة الأفريقية.
وأكد النهري أن الصور الأمريكية أظهرت مساحة بحيرة التخزين، لتتطابق مع وجهة النظر الإثيوبية التي تقول إن مساحتها لا تتعدى 1561 كيلو مترا مربعا، في حين أن مساحتها الحقيقية تتخطى حاجز 2408 كيلو مترات مربعة، ما يعني أن السعة التخزينية ستصل إلى أكثر من 96.3 مليار متر مكعب، وليس 76 مليار متر مكعب كما تدعي الصور الفضائية الأمريكية.
أما عن جسد السد نفسه، فأوضح النهري أن الشركة الإيطالية "ساليني" اقتربت بالفعل من الانتهاء من بنائه، وأن منتصف عام 2016 شهد اللمسات النهائية لتشطيبه، ليتم افتتاحه خلال الربع الأول من 2017، مبينا أن الصور المرسلة من القمر الصناعي الأمريكي كشفت حالة التعتيم التي مارستها "أديس أبابا" لجميع الحقائق على المفاوض المصري، وأن الهدف من بناء السد لم يكن توليد الطاقة الكهربائية، وإنما تخزين المياه، بشكل عقابي على مصر.
وأضاف النهري أن عدد البوابات يكشف عن الحالة التآمرية على المصريين، مشيرا إلى أن عدد البوابات بجسم السد 16 بوابة، وأن الإثيوبيين قاموا بتصميم السد بحيث يقوم بحجز المياه في حالة فيضان بست بوابات فقط، ما يعني أن "أديس أبابا" ستكون المتحكم التلقائي من خلال البوابات الست على مرور المياه.
وشدَّد على أن التصميمات تؤكد أن الهدف ليس توليد الطاقة، وإنما تخزين المياه، محذرا من أن مصر ستعاني فقرا مائيا مضاعفا، قد يقترب من 50% على الأقل في أول سنتين، ما يعني أن نصيب المواطن المصري من المياه العذبة سينخفض من 617 مترا مكعبا سنويا إلى 333 مترا مكعبا سنويا، أي أنه سيقل بنسبة تصل إلى 46%.
وقال النهري إنه إذا ما أصرَّت إثيوبيا على ملء خزان السد بالمياه في عام واحد، لأن الخزان سعته 74 مليار متر مكعب، وحصة مصر 55.5 مليار متر مكعب، فستحجز عن مصر مياه فيضانين، مبينا أن هذا سيجعل النيل كاليابس نسير عليه بالأقدام، وأن امتلاء السد في ثلاث سنوات يعني أن مصر ستفقد مليوني فدان.
وزير الري المصري: الوضع المائي لمصر خطر
ومن جهته، اعترف وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، بأن الوضع المائي للبلاد في خطر، وأن كميات المياه في مصر غير كافية.
وأشار، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر، على رأسها التغيرات المناخية، إذ إنه من المتوقع أن تشهد مصر فترات جفاف قاسية، وأحيانا أخرى فترات فيضان عالية، وفق قوله.