قال الخبير الأمني
الإسرائيلي، يوسي ميلمان، إن إسرائيل لم تعد تمتلك الحرية المطلقة للقيام بعمليات عسكرية، كما اعتادت منذ اندلاع الأزمة السورية.
وأضاف في مقال نشره بصحيفة "ميدل ايست آي"، أن حرية إسرائيل في قصف أهداف داخل
سوريا بدأت في التقلص منذ التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية.
وأوضح الخبير الأمني الإسرائيلي أن دولة الاحتلال قلصت بشكل كبير عملياتها في سوريا، منذ أن نشر الروس قواتهم، وبشكل رئيسي القوة الجوية، في البلاد، خشية أن تزعج الدب الروسي.
وأشار الكاتب إلى أن لروسيا وجود عسكري ضخم في سوريا، بما في ذلك 50 طائرة مقاتلة وقاذفة، وطائرات عمودية مهاجمة، ومدمرات بحرية، وسفن حربية، وحاملات طائرات، وراجمات صواريخ، ورادارات مضادة للطيران بالغة التعقيد، والتي عمليا تغطي كامل الأراضي الإسرائيلية.
وقال إنه يمكن لروسيا تفهم الهجمات الجوية التي نفذت قريبا من الحدود ضد عناصر من تنظيم الدولة، العدو المشترك لجميع الأطراف المشاركة في الحرب، بل يمكن لروسيا إضافة إلى ذلك أن تشجع على القيام بمثل هذه الهجمات.
واستدرك أنه عندما يتعلق الأمر بمناطق بعيدة عن الحدود الإسرائيلية، وبالتأكيد تلك التي تقع بالقرب من دمشق، فإن العملية تصبح أكثر تعقيدا وأكثر خطورة ويمكن أن تخرج عن السيطرة.
وأشار إلى هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، على قافلة ومخازن سلاح في ضواحي العاصمة السورية وعلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى بيروت، مضيفا أن إسرائيل احتفظت بالصمت بعد قصفها للأسلحة التي يعتقد بأنها كانت متجهة إلى
حزب الله.
واعتبر مثل هذه المهام بالغة الحساسية، موضحا أنه على الرغم من أن هجوم الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني كان يستهدف بشكل غير مباشر حزب الله، إلا أنه كان سيفسر على أنه هجوم على نظام الأسد.
وتابع الخبير الأمني استنتاجاته قائلا: "والهجوم على الأسد يمكن أن يشكل انطباعا غير مباشر بأنه هجوم على
روسيا أو إهانة لها، لأنها هي التي تدعم النظام. وبالفعل، قيل إنه بعد ذلك الهجوم، طلبت روسيا من إسرائيل توضيحا لما تقوم به ولما يجول في خاطرها".
وأضاف أن إسرائيل شعرت بالقلق مباشرة بعد أن نشرت روسيا قواتها في سوريا في صيف وربيع عام 2015، ليسارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشد الرحال إلى موسكو ليسترضي بوتين.
وتابع قائلا: "في ذلك الاجتماع، وفي اجتماعات تالية له، اتفق الطرفان على إقامة خط اتصال أحمر بينهما "لتجنب المواجهة" والحيلولة دون حدوث أي صدامات غير مقصودة ولا مرغوب فيها بين الجانبين".
وبين ميلمان أن ما يشغل بال إسرائيل بشكل رئيسي هو صواريخ ياخونت أرض – بحر الموجهة، وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، والرادارات، والمكونات التي من شأنها زيادة دقة صواريخ أرض – أرض التي يملكها حزب الله، والتي لديها القدرة على ضرب تقريبا كل موقع استراتيجي أو عسكري داخل إسرائيل بما في ذلك المفاعل النووي في ديمونا ومقرات الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، ومحطات توليد الطاقة والمطارات.