أوضح
الكرملين على لسان ديمتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، "الأسباب" التي أدت إلى سقوط
تدمر السورية، بيد تنظيم الدولة، بعد أن كان قد انسحب من المدينة جراء القصف الروسي المكثف.
وقال إن هذه الأسباب تتلخص بانعدام التعاون العملي مع الدول الأخرى، وبالدرجة الأولى أمريكا، في محاربة الإرهاب، وفق قوله.
ونقل موقع قناة "
روسيا اليوم"، عن الخبير العسكري الروسي ألكسندر بيرينجييف، أن أحد أسباب سقوط تدمر أيضا، هو عجز جيش النظام السوري والقوات الجوية الروسية حتى الآن عن مواجهة تكتيك يستخدمه تنظيم الدولة، لنقل أعداد كبيرة من عناصره إلى مكان ما، وهم متنكرون مثل جنود من قوات النظام أو سكان محليين أو بدو.
أما بيسكوف فانتقد أمريكا، الاثنين، قائلا إنها "ترفض حتى إطلاق التعاون مع روسيا"، مضيفا أن التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون مع دول أخرى، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كان من شأنه أن يسمح للأطراف كافة بالحيلولة دون وقوع مثل هذه الهجمات.
وتابع وفق تصريحاته التي نقلها الموقع الروسي، بأن هجوم تنظيم الدولة على تدمر يدل مرة أخرى على حجم الخطر الهائل الذي يمثله تنظيم الدولة، مؤكدا أن روسيا ستواصل دعم جيش النظام السوري.
ولفت بيسكوف، وفق معلومات استخبارية، إلى عملية دفع مجموعات كبيرة من المسلحين على الخروج من العراق باتجاه
سوريا، ما يتيح لهم إنشاء تشكيلات ومجموعات كبيرة نسبيا في أراضي هذا البلد، والبدء بشن هجمات.
ورفض بيسكوف القول بأن "روسيا فقدت تدمر"، مضيفا أن "الحديث يدور ليس عن فقدان روسيا لتدمر، بل علينا أن نطرح الأسئلة بالصيغة الصحيحة. فخطر فقدان تدمر يمثل ضربة تضر بالبشرية المتحضرة برمتها، التي باتت، بسبب انقسامها على خلفية خلافات، وبسبب تأثرها بمواقف مسيسة منحازة ومفاهيم لا تصب في إطلاق التعاون، تجلس مكتوفة اليدين، ولا تفعل شيئا في الواقع لمحاربة الإرهابيين الدوليين في تنظيم الدولة".
ونقل موقع "روسيا اليوم"، عن خبراء روس، أن استيلاء مسلحي تنظيم الدولة على تدمر، "نجاح مؤقت لهم"، جاء في ظل انشغال القوت الأساسية لجيش النظام السوري بالمعارك في حلب.
ومن بين هؤلاء الخبراء، قال المحلل الروسي، إيغور كوروتشينكو: "أتوقع أن تتم في القريب العاجل إعادة انتشار قوات وآليات جيش النظام السوري استعدادا لعملية استعادة تدمر. ولا يجوز أن نتجاهل أن جزءا من الكميات الكبيرة من المعدات العسكرية والذخيرة، التي تركها الجيش السوري وراءه، وقعت في أيدي الإرهابيين. لكن نجاحهم التكتيكي الحالي يحمل طابعا مؤقتا".
وقال إن من بين الأسباب وراء نجاح تنظيم الدولة في تدمر، عدم امتلاك القوات النظامية للمعلومات الاستطلاعية الضرورية حول خطط العدو، والإحداثيات الدقيقة لمواقعه.
وأضاف: "في ظروف انعدام الدعم من جانب حزب الله في تدمر، لا يقدر الجيش الحكومي على العمل بالقدر ذاته من الفعالية التي رأيناها في حلب"، وفق قوله.
وقال الخبير إن نحو خمسة آلاف عنصر من التنظيم تسللوا سرا من العراق إلى تدمر، كما أنه ربط سقوط المدينة بتقاعس قوات المعارضة السورية المسلحة المدعومة من قبل واشنطن، التي تعمل في ريف الرقة، إذ سمح ذلك كله لتنظيم الدولة بالقيام بمناورة فعالة.