الانفجارات التي هزت القاهرة والانفجار الذي ضرب الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة يودي بحياة مسيحيين
مصريين بالأمس، وقبل ذلك تفجير استهدف دورية أمنية في الجيزة وأسفر عن مقتل ستة من ضباط وأفراد الشرطة، وفي نفس اليوم انفجار قنبلة زرعها مجهولون أثناء مرور سيارة شرطة بكفر الشيخ أسفرت عن مقتل مواطن وإصابة رجال الشرطة.
قد يكون من المناسب تحليل وتوقع الاحداث في المستقبل ومحاولة وضع سيناريوهات محتملة لتفسير الاحداث التي مرت بها مصر خلال الايام العشرة الأخيرة.
ففي خلال الأسبوع الماضي قامت وزارة الداخلية بقتل وتصفية أربعة من الشباب دون محاكمات رغم انهم كانوا مختفين قسريا، وما حدث في مصر يذكرنا بالمواجهات التصادم بين حكومات مبارك والجماعة الإسلامية والجهاد ابان التسعينات والتي أنهكت كل من الدولة والجماعة الإسلامية في ظل تخوف كل الإسلاميين من المشاركة في ما حدث.
ولكي نستطيع فهم الأحداث فنحن أمام ثلاث سيناريوهات محتملة، هذه السناريوهات خاصة في حادث كنيسة الكاتدرائية:
السيناريو الاول ان هناك معلومات قوية على ان دخول القنبلة الى ساحة الكنيسة تم تحت عين وبصر ضباط الامن، وان تقديرات الامن بان القنبلة وزنها لا يقل عن 12 كيلو جرام، وهذا يعني تورط النظام في هذه العملية كما حدث من قبل في حادث القديسين، والذي خرجت كل الدلائل تؤكد ان حكومة مبارك كانت هي المسؤولة عن تفجير القديسين.
وهذا السيناريو له ما يبرره للتغطية على الانهيارات الاقتصادية المتتالية من غلاء في الأسعار وتدهور الجنيه، لكن الأهم هو محاولة اقناع المسيحيين بأن السيسي هو الحامي الأساسي لهم، ولكن لهول ما حدث فقد استوعب الاقباط الدرس بأن السيسي هو الذي قتلهم.
واكمالا لهذا السيناريو فربما هناك صراعات بين الاجهزة الأمنية في مصر، وهذا الصراع مفاده انه لابد من اشعار السيسي نفسه بالعجز أمام عدم قدرته على السيطرة على الاحداث، فيتم من خلال هذا السيناريو تهيئة الساحة لهذا الجهاز الامني حتى يظل في موقع الصدارة.
اما السيناريو الثاني فان النظام يسوقه على ان الاخوان هم من وراء التفجير، او احدى الجماعات التابعة لها هي التي نفذت الهجوم كحركة حسم او غيرها لكن تبرأت حركتي سواعد مصر "حسم"، ولواء الثورة، من تفجير الكنيسة البطرسية. ووفق ما نشرته صحيفة "عربي21" نقلا عن بيان حركة "حسم": "بعد إمعان مليشيات الاحتلال العسكري في قتل الألاف الأبرياء في المساجد والشوارع والبيوت هاهي أيديهم القذرة تمتد إلى الكنائس لتقتل المزيد من النساء والأطفال، يحدث هذا بينما عشرات الآلاف من الأبرياء والمظلومين أسرى في سجونهم، فهم إنما يأتمرون بأمر ظالم قاتل ولا يرقبون في أبناء شعبهم إلاً ولا ذمة".
وذلك طبعا رغم أن حركة حسم لم تنكر اقدامها على عملية الهرم وإنها هي التي نفذتها ولم تتنصل منها على الاطلاق، وبينت ان ما حدث في تفجيرات الهرم كان ردا على قتل الشباب وتصفيتهم.
اما السناريو الثالث فهو قائم على ان أجهزة مخابرات دولية هي التي تقف وراء الانفجار، والمطلوب من الكنيسة وأجهزة الامن ان تكشف بالادلة من الذي قاموا بالتفجير.
وبغض النظر عمن قام بالتفجير، الا انه يبدو واضحا تماما ان تعنت نظام عبدالفتاح السيسي واجرامه في قتل الشباب، سيدفع مزيدا من الشباب الى الثأر، كما أن هناك رد فعل قوي حتى وان كان صغيرا ينتظر النظام دفعا لجرائمه التي يرتكبها ليل نهار في حق الشباب المعتقل، والان الدور على نظام السيسى ان أراد التهدئة فعليه ان يقدم خطوات إيجابية لكن مايبدوا حتى الان ان هذا النظام فاقد عقله وانه مستمر في غطرسته مما يعنى في النهاية ان مصر تتجة الى سيناريو العمليات الثأرية بما يعني ان النشاط الاقتصادى سيأخذ اتجاها تنازليا للغاية، فعلى اقل تقدير فان السياحة في مصر قل عليها السلام، خاصة ان موسم الاجازات والاعياد في اوروبا على الأبواب.
هذا التدهور السياحي في مصر لن يترك ظلاله فقط على قطاع السياحة بل سيضرب اركان الاقتصاد المصري ككل وسوف يكون له اثر سلبى على قيمة الجنيه وارتفاع قيمة الدولار وتزايد البطالة في الاقتصاد وتفاقم العجز في ميزان المدفوعات.
ان السيسي يجر الاقتصاد كله الى الهاوية، فالتدهور الامني سيكون له بالغ الأثر على الاستثمارات الأجنبية في مصر، يا سادة السيسي وحده كفيل أن يدمر مصر وشعبها واقتصادها فانزعوه لعلكم تفلحون اللهم بلغت اللهم فاشهد.