احتفى مؤيدو وأنصار جماعة "أنصار الله" (
الحوثيين) وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح المخلوع علي عبد الله
صالح)، بالتقدم الذي أحرزته كتائب بشار
الأسد والميليشيات الطائفية التابعة له على جماجم السوريين في مدينة
حلب أمس الثلاثاء.
ورصدت صحيفة "
عربي21" أبرز المنشورات التي شاركها سياسيون وشخصيات موالية للحوثيين وصالح في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس، في مسار يعزز عمق الارتباط بين قطبي الانقلاب في صنعاء مع نظام الأسد ضمن المحور الإيراني في المنطقة.
السياسي
اليمني الموالي لنظام الأسد، نائف القانص، الذي عينه الحوثيون سفيرا لدى دمشق في وقت سابق من العام الجاري، قال عبر صفحته في موقع "فيسبوك" إن حلب ترتدي حلة الملائكة وتحتفي بطريقتها بميلاد الرسول الأعظم بالقضاء على قوى الجهل والعمالة والقتل والتدمير. في إشارة منه إلى المعارضة السورية المسلحة.
وأضاف القيادي في حزب البعث اليمني الموالي لحزب البعث الحاكم في سوريا أنها "بركات السماء تؤيد جنود الله الجيش العربي السوري وحلفاءه".
وسبق أن قاد القانص في العام 2013 مظاهرة مؤيدة لبشار الأسد في صنعاء، بتمويل من النظام السوري، حيث رفعت فيها صور الأسد وشعارات مناوئة للثورة السورية.
قادمون يا تعز.. ويا عدن
من جهته، تحدث رئيس المركز الإعلامي لحزب صالح، أحمد الحبيشي قائلا: "هنا حلب .. حيث تحرر الجامع الأموي وتحررت كنيسة العذراء، من المغول والتتار وأعراب الوهابية السعودية الخليجية الأشد كفرا ونفاقا". وفق تعبيره.
وتابع في منشور له على حسابه بموقع "فيسبوك": "هنا حلب .. حيث يحتفل المؤمنون بالمولد النبوي الشريف للرسول الأعظم ومولد المسيح بن مريم عليهما السلام".
وأردف قائلا: "هنا حلب حيث يستعد مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدبن حسون، لتدشين صلاة الجمعة القادمة في جوامع حلب المحررة".
وأكد رئيس المركز الإعلامي بحزب المؤتمر (جناح صالح) في لغة تحمل تهديدا صريحا لأبناء مدينتي تعز وعدن أنه من حلب .. قادمون يا نينوى (في العراق)، قادمون يا تعز، قادمون يا عدن (في اليمن).
علاقة صالح بنظام الأسد
ومنذ تنحي صالح عن السلطة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 2011، دخل الرجل في علاقة تنسيق خفية مع إيران، وأدار بذلك ظهر المجن عن حليفته التاريخية السعودية، والانخراط بعد ذلك ضمن منظومة حلفاء طهران وأبرزهم "نظام الأسد وحزب الله اللبناني" إلى جانب تحالفه مع جماعة الحوثيين.
وشهدت العلاقة بين صالح والأسد، نشاطا غير مسبوق، انطلاقا من نظرية العداء للربيع العربي، بلغت ذروتها في العام 2013، عندما قامت شخصيات موالية لحزب البعث السوري بإخراج وتمويل مظاهرات مؤيدة لنظام الأسد في صنعاء في نيسان/أبريل من العام نفسه، رفعت فيها صور الأسد حينها فوق مدرعات عسكرية كان يقودها نجل شقيق صالح يحيى.
المخلوع صالح انتدب رئيس أركان الأمن المركزي اليمني السابق يحيى صالح وهو نجل شقيقه وزوج ابنته، لعملية التواصل مع بشار الأسد، حيث قام بزيارته الأولى إلى دمشق في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر 2013، لتأكيد "وقوف الشعب اليمني مع سوريا لمواجهة المؤامرة الصهيونية والتهديدات الأمريكية والإمبريالية بشن عدوان على سوريا، فضلا عن تكريم الرئيس الأسد على شجاعة موقفه الوطني وصموده وتضحياته"، حسب بيان الزيارة حينها.
وتلت هذه الزيارة، زيارة أخرى للعميد يحيى محمد عبد الله صالح، المقيم في بيروت، في منتصف آيار/ مايو من العام 2015، والذي انتقل إلى دمشق، لتكشف حقيقة الالتحام الوجودي بين علي عبد الله صالح وبشار الأسد، انطلاقا من إيمانه بأن بقاء الأسد، سيوفر استدامة النفوذ الإيراني في المنطقة، للعودة عبرها إلى الحكم.