فجرت الاحتجاجات الأخيرة في مدينة
البصرة ضد رئيس الوزراء السابق نوري
المالكي، أزمة جديدة داخل
حزب الدعوة الإسلامية برئاسة الأخير وبين رئيس الوزراء حيدر
العبادي رئيس الهيئة السياسية داخل الحزب.
ورد حزب الدعوة في بيان شديد اللهجة على تلك الاحتجاجات بالقول إنهم "نفر قليل من الخارجين عن القانون الذين أنهى المالكي جرائمهم في صولة الفرسان وهم يتبعون إلى كتلة سياسية معروفة بالشغب".
وأضاف البيان أن "هؤلاء الخارجون عن القانون سيواجهون صولة فرسان أخرى دفاعا عن البصرة الفيحاء وأهلها الطيبين الذين سيدافعون عن مدينتهم ويحمونها من المجرمين"، في إشارة إلى التيار
الصدري.
وتسببت اللهجة الشديدة في البيان إلى خلاف داخل حزب الدعوة الإسلامية، أدى إلى كتابة بيان آخر دون ذكر عملية "صولة فرسان" جديدة، بعدما رفضت قيادات من جناح العبادي البيان الأول.
وقال القيادي في حزب الدعوة جاسم جعفر البياتي في حديث لـ"
عربي21"، إن "البيان الأول كانت عباراته واضحة في حديث عن صولة فرسان جديدة، فيما كان وجه الاعتراض من الداخل على كيفية قيام الحزب بحملة هل هو جهة حكومة؟".
ولفت إلى أن "الحزب لا يمتلك قوات أمنية للتصدي لهذه الاحتجاجات بأي شكل من الأشكال، حيث كان من الأولى أن تتحدث الحكومة عن صولة فرسان وليس الحزب".
وعن خلافات داخل الحزب في التعاطي مع التيار الصدري المحتل الوحيد وراء الاحتجاجات، أوضح البياتي أن "التيار الصدري كان حديثه جيدا في التبرؤ من المحتجين، حيث نفى أن يكون أحد من عناصره شارك في تلك الاحتجاجات".
وأشار إلى أن حديث الصدريين هذا بمثابة رسالة طمأنة ومهدئة للتوترات، لافتا إلى أن التوجه داخل حزب الدعوة هو إعطاء أولوية لمعارك الموصل بعيدا عن كل الخلافات التي يمكن حلها باللجوء للقضاء والعشائر.
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور مؤيد الوندي في حديث لـ"
عربي21" إن محافظات ميسان وذي قار والبصرة التي زارها المالكي في جولته جنوب العراق، هي محافظات تتصارع عليها جميع أحزاب التحالف الوطني (الشيعي)، وزيارة المالكي لها تأتي في إطار هذا الصراع.
ولفت إلى أن الوصول إلى السلطة دائما ما يوحد الأحزاب والتحالفات، لكن بعد الوصول إليها تحدث الانشقاقات والصراعات بين الحزب الواحد، لافتا إلى أن الخلافات الحادة داخل حزب الدعوة موجودة.
وأعرب الوندي عن توقعه بحدوث انشقاقات داخل الأحزاب والتحالفات في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، وأن الأحزاب الشيعية والسنية والكردية تستعد لهذه المرحلة.
ونددت تظاهرات حاشدة في محافظة البصرة بزيارة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي إلى مدينتهم، فيما غادر الأخير قاعة المركز الثقافي النفطي بمدينة البصرة عقب اقتحامها من المحتجين.
وأعرب المالكي بعد عودته إلى بغداد، عقب جولة له في محافظات ميسان وذي قار والبصرة جنوب العراق، الأحد، عن قلقه من استفحال العصابات والمليشيات الخارجة عن القانون هناك.
وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو، قالوا إنها لمحتجين أثناء اقتحامهم مقر انعقاد مؤتمر لمجالس إسناد العشائر التي أنشأها في فترة حكمه بمحافظة البصرة جنوب العراق.
وشهدت محافظتا ميسان وذي قار، جنوب العراق، قبل أيام تظاهرات حاشدة رفضا لزيارة نوري المالكي، محملة إياه مسؤولية مقتل 1700 جندي عراقي في حادثة "سبايكر" الشهيرة.