تجري مفاوضات في الوقت الراهن على اتفاق جديد لاستكمال عمليات الإجلاء من المنطقة التي ما زالت تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة من شرق
حلب بعد توقفها، الجمعة، بسبب مطالب من قوات موالية للحكومة بإجلاء أشخاص من قريتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة، وسط اتهامات من المعارضة لإيران بعرقلة الاتفاق.
وقال مسؤول بالمعارضة السورية ومسؤول حكومي في وقت مبكر، السبت إن الإجلاء سيستأنف وإنه سيجري إجلاء سكان من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين ومن الزبداني ومضايا قرب لبنان ومن شرق حلب.
لكن مصادر قالت إن المفاوضات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة علاوة على الداعمين الدوليين لا تزال جارية للاتفاق على طريقة الإجلاء وسبل نقل العدد الكبير من الناس.
واتهم مسؤول في حركة أحرار الشام السورية المعارضة
إيران ومسلحين تابعين لها بتعطيل الاتفاق.
وقال منير السيال: "إلى هذه الساعة تنتهز إيران وأدواتها الطائفية الحالة الإنسانية لأهلنا في حلب المحاصرة ويمنعون خروج المدنيين من حلب حتى يتم إجلاء مجموعاتهم من الفوعة وكفريا".
ومع دخول الظلام وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر لم تظهر أي بادرة على عمليات إجلاء، وقال ساكن في حلب إن أحدا لم يغادر الجيب الخاضع للمعارضة في المدينة ولم تدخلها أي حافلات، وقال إنه سمع إطلاق نار قرب المكان الذي يفترض أن تنتظر فيه الناس الحافلات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن آلاف الأشخاص بينهم نساء وأطفال ومرضى ومصابون ما زالوا باقين يعانون البرد والخوف في انتظار استئناف عمليات الإجلاء.
وقال مسؤول بالحكومة السورية وهو عضو في فريق التفاوض على ذلك الاتفاق: "تم الاتفاق على استئناف عمليات الإخلاء من شرق حلب بالتوازي مع إخلاء حالات (طبية) من كفريا والفوعة وبعض الحالات من الزبداني ومضايا".
ويحاصر مقاتلو المعارضة قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب بينما تحاصر قوات موالية للحكومة بلدتي مضايا والزبداني.
والجمعة علقت عمليات الإجلاء للمقاتلين والمدنيين من آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب في يومها الثاني بعد أن طالب مسلحون موالون للحكومة بإجلاء المصابين من الفوعة وكفريا وقطع محتجون طريقا مؤديا إلى خارج حلب.
وانقسمت حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات لكن مكاسب سريعة حققها الجيش السوري وحلفاؤه بدأت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني سلبت مقاتلي المعارضة أغلب الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في غضون أسابيع.
نهب وضرب
وتبادل العديد من النشطاء والمعارضين وسكان شرق حلب تقارير وتسجيلات فيديو عن أناس يفرون من دوي إطلاق نار ومن الاعتقال ويهرعون إلى منازلهم وهم يعانون من آثار ضرب مبرح وسرقة متعلقات قرب نقطة تفتيش خلال محاولتهم مغادرة المدينة الجمعة.
وقالت المعارضة إن فصائل شيعية موالية للنظام خرقت اتفاق الإجلاء السابق وألقت القبض على "المئات" من الناس الذين يحاولون المغادرة مما أسفر عن وفاة البعض.
وقال الفاروق أبو بكر المسؤول في المعارضة في تصريح لمحطة العربية الحدث من حلب: "الآن نعمل على ضمانات دولية تضمن سلامة الذين سيخرجون من مدينة حلب حتى لا تتكرر الانتهاكات".
وقال الناشط والمدرس وسام الزرقا من داخل شرق حلب للصحفيين عبر الإنترنت إنه أمضى الجمعة في البرد مع أسرته على أمل المغادرة، وقال إنه لا يشعر بالأمن في الفرار من حلب بعد سماعه عن هجوم على قافلة.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه ينبغي توفير ضمانان لحماية الناس.
وقالت ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في
سوريا في بيان من حلب: "نحن على استعداد لاستئناف تيسير الإجلاء وفقا لتفويضنا الإنساني ولكننا نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية".
لا حافلات حتى الآن
وقال الإعلام الحربي التابع لحزب الله اللبناني، السبت، إن هناك حافلات ستستخدم لإجلاء المدنيين من قريتين محاصرتين في محافظة إدلب في طريقها قادمة من حلب.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه لم تدخل حافلات أو سيارات إسعاف الفوعة و كفريا، مضيفا أن القريتين تضمان نحو 20 ألف مدني ونحو 4500 مقاتل من الموالين للحكومة.
وقال المرصد إن 8 آلاف شخص منهم 3 آلاف مقاتل وأكثر من 300 جريح غادروا المدينة في قوافل حافلات وعربات إسعاف في عمليات الإجلاء التي بدأت صباح الخميس.
وقال مسؤولو المعارضة إن أعداد الذين غادروا أقل كثيرا فضلا عن عدم مغادرة أي من المقاتلين.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص لا يزالون في الجيب المزدحم التابع للمعارضة في حلب وبعضهم سيُنقل إلى محافظة إدلب الخاضع معظمها لسيطرة جماعات إسلامية متشددة بينما سيتجه الباقون إلى قطاعات تابعة للحكومة في حلب.
قصف خلال الليل
وقال المرصد السوري إن طائرات حربية قصفت مناطق تابعة للمعارضة غربي وشمالي حلب خلال الليل.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أقوى حلفاء سوريا، الجمعة، إنه يعمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل بدء جولة جديدة من محادثات السلام السورية التي تهدف إلى تأمين هدنة في كافة أنحاء البلاد.
وقال رياض حجاب المسؤول الكبير في المعارضة السورية إنه مستعد لحضور المحادثات إذا كانت تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، ويستبعد الأسد إمكانية تنحيه في إطار حل سياسي للحرب السورية.