قال مجلس الشورى العام لجماعة
الإخوان المسلمين في القاهرة، الممثل لأحد طرفي الخلافات داخل الجماعة، وهي الجبهة المعروفة إعلاميا بالقيادة الجديدة أو الشبابية المواجهة للجبهة الأخرى المعروفة إعلاميا بالقيادة التاريخية، إنه يتعهد أمام الله -عز وجل- وأمام الصف والأمة الإسلامية، بدء طور جديد لدعوة الإخوان.
وأضاف -في بيان له الاثنين- أن "المرحلة القادمة ستترسخ فيها قيم المؤسسية والشفافية والمساءلة، وتنبني فيها الجماعة رؤية تتناسب مع تطلعات الأمة، وتدرك واقعها والتحديات التي تواجهها، وتعمل على تطوير كافة الإمكانيات، والاستفادة من كافة الكفاءات، والعمل بأساليب منهجية نحو امتلاك كافة أدوات النصر".
وتابع: "أيها الإخوان المسلمون، أصحاب دعوة الحق، وحملة رسالة النور، ورافعو مشاعل الهداية، يا أمل الأمة في أجواء التربص والكيد والتآمر على الأمة الإسلامية بأسرها، لقد نجحتم في جولتكم هذه ضد عصابة الانقلاب العسكري ومَن خلفها مِن نظم استبدادية وأجندات غربية، وتمكنتم من إعادة ترتيب هياكلكم وتشكيلاتكم، فانتخبتم مجالسكم من الشعب والمناطق والمكاتب الإدارية حتى مجلس الشورى العام الجديد، وحملتمونا أمانة هذه الدعوة المباركة، وتحديتم السفاح وزبانيته بتجديد شباب دعوتكم، وتطوير بنائكم، على الرغم من الضربات الأمنية المتتالية التي استهدفت عرقلة طريقكم، فتلك جولة لها ما بعدها، وسيجد الانقلاب وجنوده منكم بإذن الله ما يحذرون".
وأردف: "أيها الإخوان.. ننطلق في طريقنا هذا بتجديد وتطوير جماعتنا؛ لتكون هي الحاملة لأمانة هذا الدين، ولهموم هذه الأمة في هذا الوقت العصيب من عمرها، فكما انطلق الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا من سقوط الخلافة الإسلامية وواقع الأمة المرير في ذلك الوقت، رافعا راية جديدة لمشروع إسلامي شامل، وساعيا لأن يسود هذا الدين العالم من جديد، فإننا ننطلق بإذن الله في مرحلتنا هذه من واقع الأمة المرير وجراح المسلمين في شتى بقاع الأرض -وليس آخرها حلب المحترقة- لنعيد ضبط بوصلة المشروع الإسلامي السّني".
واستطرد قائلا: "سنضع الإخوان على طريقهم الذي رسمه لهم الإمام المؤسس، ونعيد رفع رايتنا من جديد؛ لنحقق الرسالة التي كلفنا بها الله عز وجل، وعلمنا إياها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعلى درب قادتنا وشهدائنا البنا وقطب وعودة وكمال".
وقال: "لقد أدى إخوانكم في اللجنتين الإداريتين العليين السابقتين دورهما في تأسيس المسار الثوري، والعمل بكل طاقة لديهم من أجل دحر الانقلاب العسكري، تقبل الله منهم ما قدموا، وتقبل شهداءنا منهم، وغفر لهم ما قصروا فيه أو أخطأوا، ولقد ضربوا المثل في التجرد بأن وفَّوا بعهدهم وخارطة الطريق التي أعلنوها، فأتموا الانتخابات القاعدية، وطرقوا كل باب من أجل لمِّ شمل هذا الصف، وتطوير هذا البناء بما يحقق مصلحة الدعوة، ومن ثم فقد تقدموا باستقالتهم أيضا كما وعدوا، وها قد تكللت مساعيهم على أيديكم بالنجاح، وقد تمكنتم فعليا من تجديد مؤسسات الجماعة من القاعدة وحتى القمة".
وأكمل: "اتخذنا عددا من القرارات والإجراءات، نفصّلها ونعلنها لجموع الإخوان، إلا أننا نتوجه قبلها لكافة إخواننا داخل جماعة الإخوان بأياد ممدودة، وقلوب مفتوحة، وصدور صافية ونقية، لنطلب من كل الإخوان في كافة ربوع الوطن، ولكافة قادتنا في المراحل السابقة، أن يعملوا على أن يتوحد الصف، وتلتئم الجراح، ونقفز فوق خلافات ضيقة، لنقف على أرضية واحدة ضد الهجمة العالمية الراهنة على الأمة الإسلامية، ولنضع أنفسنا أمام مسؤوليتنا أمام الله عز وجل ثم أمام الأمة والصف".
وتابع البيان: "كما ندعو إخواننا الذين لم يجروا الانتخابات في بعض المناطق والمحافظات إلى اللحاق بإخوانهم الذين انطلقوا في قطار البناء والتجديد، فندعوكم إلى إنهاء انتخاباتكم القاعدية بأسرع وقت ممكن، فمقاعدكم شاغرة في كافة مجالس الجماعة، ولا يكتمل البناء إلا بكم".
وأوضح أن "مجلس الشورى العام قرر بأغلبية الأصوات فصل المؤسسات الرقابية والتشريعية في الجماعة عن المؤسسات التنفيذية، كخطوة أولى في طريق تصحيح البناء وتدعيم مؤسسية العمل، وما يترتب عليه من الفصل بين تولي الإخوان العاملين للمسؤوليات في المجالس الرقابية المتمثلة في المجالس الشورية، وبين تولي المسؤوليات في مهام تنفيذية في الجماعة".
كما قرر المجلس -بحسب البيان- "احتفاظ الدكتور محمد بديع بموقعه مرشدا عاما لجماعة الإخوان، وكذلك احتفاظ كل أعضاء مكتب الإرشاد المعتقلين في سجون الانقلاب بمواقعهم حتى خروجهم من السجن وإسقاط الانقلاب، كما قام بانتخاب رئيس للمجلس، ووكيل، وأمين، وأمين مساعد، وأمين للصندوق، لتتشكل بهم هيئة مكتب الشورى العام".
وقرر مجلس الشورى العام كذلك قبول استقالة اللجنة الإدارية العليا للجماعة، وبدء إجراءات انتخاب مكتب إرشاد مؤقت للجماعة تحت اسم "المكتب العام للإخوان المسلمين"، لافتا إلى استمرار انعقاده لحين الانتهاء من استكمال كافة الإجراءات الإدارية والتنظيمية.
يأتي هذا بينما نفت تماما الجبهة الأخرى -المعروفة إعلاميا بالقيادة التاريخية- صحة انعقاد مجلس الشورى العام، مؤكدة أن ما أعُلن من قرارات هي "قرارات باطلة ومنعدمة، ولا تمثل الجماعة على الإطلاق"، مضيفة أن مجلس الشورى لم ينعقد اليوم، ولم يصدر أي قرارات، لا في الداخل ولا في الخارج.
وأعلن المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، المحسوب على جبهة القيادات التاريخية، طلعت فهمي، أن المتحدثين باسم الجماعة هم القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، ورئيس اللجنة الإدارية العليا المنتخبة وعضو مكتب الإرشاد محمد عبد الرحمن، ونائب المرشد العام إبراهيم منير، والأمين العام للجماعة محمود حسين، والمتحدثون الإعلاميون الرسميون.
وشدد "فهمي"-في بيان له- على أن موقع "إخوان أون لاين، ikhwanonline.com " هو الموقع الوحيد المعبر رسميا عن جماعة الإخوان، لافتا إلى أن "الجماعة تذكر أبناءها بالثبات على أدبياتها والحفاظ على رباط الأخوة".