أثار التقارب الروسي التركي الساعي إلى إيجاد حلول للأحداث الدائرة في حلب وسوريا بشكل عام، تساؤلات عدة حول ذلك التقارب في ما إذا كان على حساب حليف
روسيا الأبرز
إيران، وما يمكن أن يكون رد فعل الأخيرة حيال ذلك.
وأعرب المحلل السياسي التركي محمد زاهد غل لـ"
عربي21" عن اعتقاده بأن يكون ذلك التقارب بين البلدين فعلا على حساب إيران في
سوريا، لافتا إلى أن "
وثيقة موسكو" يوم أمس تتحدث عن دولة علمانية بغض النظر عن هذا المفهوم الملتبس والمرفوض من المعارضة العلمانية نفسها المطلب هو الدولة المدنية".
وبحسب غل فإن المشروع الإيراني في النهاية هو " مشروع دولة ولاية الفقيه وكلنا نعرف حزب الله وممارساته والحالة التي وصل إليها العراق بشكل عام يؤكد أن هناك مشروعين مختلفين تماما، وأن أهداف روسيا غير الأهداف الإيرانية في سوريا".
وكان وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، أعلنوا الثلاثاء عقب اجتماعهم في موسكو حول حلب إلى "احترام سيادة واستقلال سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، من دون النظر إلى الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية".
وأعرب المحلل السياسي التركي عن اعتقاده بوجود تصادم في الأهداف والمصالح بين روسيا وإيران في سوريا ، مشيرا إلى أن إيران " لا يوجد لديها تصور للحل، بوصفها تنظر للأسد على أنه الرئيس الشرعي ، وأن عليه تحرير كامل الأرض السورية من المعارضة، وبالتالي عودة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل الثورة، وهو امر غير متفق عليه مع الروس".
ودلل زاهد غل على ذلك، بأن اللقاء الذي حدث في أنقرة قبل نحو أسبوعين وأدى إلى "أتفاق حلب" بين فصائل المعارضة السورية ممن كانت تعتبرهم روسيا بالأمس القريب جماعات إرهابية، اصبحت قبيل الإتفاق جماعات مسلحة وعليه وقع الاتفاق.
ورأى المحلل السياسي التركي، أن هناك خلافا جوهريا بين روسيا وإيران بخلاف ما هو متصور إعلاميا.
ما الذي يميز تركيا؟
وبشأن عناصر القوة التي تمتلكها
تركيا لتحل محل إيران في الملف السوري مع روسيا، قال زاهد غل إن "طهران لا تمتلك أي شيء لمنحه لموسكو ، لافتا إلى أن "موسكو لم تفلح في التوصل إلى حل مع واشنطن في اتفاق كيري ولافروف".
في حين استطاعت أنقرة، بحسب غل، انجاز ما لم تنجزه واشنطن وخاصة في ما يتعلق بمدينة حلب، حيث استطاعت تركيا جمع كلمة كبرى فصائل المعارضة وان تتحدث باسهم في موسكو وأن توصل الأمور إلى التوافق الذي تم المصادقة عليه من مجلس الأمن، وهي رسالة لإيران و "ومليشياتها" التي أرادت أن تعرقل هذا الاتفاق.
وشدد على أن كل هذه الأمور تؤكد أن تركيا لديها أوراق ميدانية وفاعلة حتى في الشق السياسي، وعندما تم الحديث عن مؤتمر "الأسيتانا" في الوقت الراهن هيئة التفاوض العليا المعارضة أعلنت بشكل رسمي استعدادها للمشاركة، لأن تركيا طرفا في هذه المعادلة.
انزعاج إيراني
وعن ردة الفعل الإيرانية تجاه التقارب التركي الروسي، قال زاهد غل، إن إيران منزعجة من التقارب ، واتضح ذلك خلال عمليات درع الفرات ، الأمر الذي دفع بإيران لقصف تجمعات عسكرية تركية بواسطة طائرة دون طيران وقتل جنود أتراك.
وأضاف المحلل السياسي التركي، أن تعليق القنصليات الإيرانية عملها في تركيا عقب مقتل السفير الروسي في أنقرة، كلها تؤكد بما لاشك فيه عن امتعاض إيران من تركيا بشكل واضح حتى في الشق السياسي الدبلوماسي وهي تريد بذلك إيصال رسالة في هذا السياق.
ولفت إلى أن روسيا نفسها لم تغلق سفارتها، إضافة للدول الغربية بينما "إيران ولاية الفقيه" تغلق سفارتها، والسؤال هنا لمن أرادت طهران إرسال رسالتها بهذا الخصوص ؟، بحسب تعبير المحلل السياسي التركي.