شهد العام الحالي مقتل العديد من القادة البارزين في صفوف الفصائل في الشمال السوري، ومنها جبهة
فتح الشام، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل طائرات بدون طيار وأخرى حربية.
ومن أبرز هؤلاء القياديين الذين تم اغتيالهم، أبو الأفغان المصري، وهو اليد اليمنى للأمير أبو محمد الجولاني، وأبو عمر سراقب، القائد العسكري في "جيش الفتح".
وعلى إثر ذلك، أجرى قادة "جبهة فتح الشام" مراجعات دقيقة لما حدث، حيث أكد "أ. ع" وهو أحد المتنفذين في الجبهة، وفضل عدم الكشف عن اسمه، قيام كبار القادة في الوقت الراهن بمراجعات أمنية لعمليات الاغتيال هذه.
وبيّن، في حديث خاص لـ"
عربي21"، أن هناك تحقيقات أدت إلى نتائج مهمة للغاية، أوصت بالابتعاد عن استخدام الأجهزة الاتصال الإلكترونية والهاتف المحمول وكل جهاز مزود بتقنية "جي بي آر إس"، مشيرا إلى أن أبا الأفغان المصري قتل بغارة جوية لطائرة بدون طيار، عقب مكالمة اتصال داخلية في ريف
إدلب.
وأكد ناشطون معارضون؛ قيام الفصائل "الجهادية" بحفر أنفاق وكهوف في جبال إدلب الحدودية مع تركيا، وفي جبال الزاوية، مبينين أنه صحيح أن سماء
سوريا مزدحمة في الوقت الراهن بعشرات الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وحليفه الروسي، ولكن الأخطر على "الجهاديين" هو طيران التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي تستخدم طائرات بدون طيار.
بدوره، قال المقاتل في جبهة "فتح الشام"، يُلقب بـ"أبي عائشة"، إن "الوضع يتطلب وضع استراتيجية جديدة بالكامل، تؤمن الحماية للقادة البارزين، من أبرز نقاطها: منع لقاءات مع قادة مشكوك بأمرهم من المعارضة المعتدلة، وعدم استخدام شرائح هاتف بأي حال من الأحوال"، مشيرا إلى بيع شرائح الخطوط التركية في الداخل السوري.
كما أوضح ضرورة عدم التجوال بسيارات حديثة مصدرها غرف "الموك" و"الموم"، منبها إلى ضرورة الابتعاد عن المدنيين، والتخفي إذا تطلب الأمر في الاجتماعات، واستخدام شيفرات خاصة للتواصل مع الخارج عبر وسطاء يتمتعون بثقة من طرف القادة.
وإحدى الإجراءات التي تتبعها المجموعات المتسهدفة، بحسب "أبو عائشة"، هي الابتعاد عن الإعلاميين في الداخل، ممن يعملون مع الغرف الأمريكية أو المنظمات التي تدعمها الدول الغربية، مثل منظمة "كرييتيف".
ويرى مراقبون أن الشريط الحدودي مع تركيا يُعتبر منطقة آمنة يمكن التواجد فيه، خصوصا في مناطق الريف الغربي، حيث تتمتع بغابات ومغاور وكهوف يجري في الوقت الراهن إعادة تأهيلها كي تكون ملاذا آمنا.
وقد انحصر وجود هذه المجموعات في ريف إدلب، في الوقت الذي يتخذها النظام وروسيا ذريعة للغارات الجوية. ويبدو أنها مسألة وقت لا أكثر؛ قبل أن تتحول الأنظار إلى إدلب بعد حلب.
ويختم أبو عائشة، قائلا: "علينا أن نضع خططا جديدة توفر لنا البقاء، خصوصا في ظل تخلي العديد من السوريين عن المهاجرين" أي المقاتلين الأجانب، فيما أكد مصدر آخر أن "الأيام القادمة ستكون عصيبة على الجميع، فالمعركة تحولت إلى معركة بقاء، وليس تحرير أو خلافة إسلامية".