كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن أن "
حزب الله" يستفيد من عائدات تجارة السيارات المستعملة بين الولايات المتحدة، وبين جمهورية بنين الواقعة غرب أفريقيا، "لتوريد الأسلحة التي يستعملها في أنشطته الإرهابية".
وقالت الصحيفة -التي أجرت تحقيقا استقصائيا تتبعت فيه عمليات نقل السيارات المستعملة إلى بنين، وكيفية استفادة الحزب المذهبي من الأموال الطائلة وراءها- إن "مليشيا حزب الله تستند على أموال تلك السيارات لدمجها مع أموال
المخدرات التي تنشط في ترويجها".
وحول ما خلصت إليه الصحيفة؛ قال المنسق العام لـ"قوى 14 آذار" فارس سعيد، إنه "ليس جديدا أن يقوم حزب الله بأعمال مشبوهة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا"، مضيفا أن "اتهام حزب الله بالتورط في قضايا تهريب وأخرى مشبوهة؛ هو اتهام صريح ومباشر أيضا للدولة
اللبنانية، التي يجب عليها أن تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال".
وأوضح لـ"
عربي21" أن "حزب الله ممثل بلبنان في المجالس النيابية والاختيارية والبلدية، ويمتلك حاليا الحظوة في الحكومة، فهو انتزع شرعيته اللبنانية من خلال شرعية الدولة التي تؤمّن له اليوم الغطاء المعنوي والدستوري".
ملتزم بأمن "إسرائيل"
وحول العلاقة بين الولايات المتحدة وحزب الله؛ رأى سعيد أن "ما تريده واشنطن بالدرجة الأولى من حزب الله هو أمن إسرائيل، وقد امتثل الحزب لذلك، وأبدى عدم معارضته تنفيذ القرار الأممي رقم 1701 في جنوب لبنان"، موضحا أنه "ليس هناك أي عداء سياسي بين إيران، الوصي الشرعي على حزب الله من جهة، وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى" وفق قوله.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع عام 2006 القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان، ويطالب حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته، ويدعو "إسرائيل" إلى الوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية، وسحب جميع قواتها من جنوب لبنان.
وعن أجندة حزب الله وسط تكثيف حملات تموينه المالي؛ قال سعيد إن "حزب الله يحاول بعد تورطه في الدم السوري؛ أن يصيغ خطابا سياسيا يستعيد من خلاله ما فقده من أدبيات المقاومة ضد إسرائيل، في محاولة لاستعادة شعبيته عربيا"، مؤكدا أن "هذه المحاولات ستبوء بالفشل".
حملة ضد حزب الله
من جهته؛ قال الخبير الاقتصادي المقرب من قوى "8 آذار"، إيلي يشوعي، إن هذه "ليست المرة الأولى التي توجه فيها الولايات المتحدة اتهامات لحزب الله، بل إن أمريكا ذهبت إلى أبعد من ذلك، وهو تصنيف الحزب ضمن الجماعات الإرهابية"، مؤكدا أن "هذه الاتهامات تأتي في إطار الحملة المستمرة ضد حزب الله".
ولم يستبعد يشوعي في حديثه لـ"
عربي21" تدخل
الموساد في ما أسماها "الحملة على حزب الله"، واصفا في الوقت ذاته ما يحدث في محيط لبنان بـ"الحروب المذهبية الشنيعة".
وطالب يشوعي بإبراز الأدلة التي "تشير إلى تورط حزب الله المالي"، معتبرا أن "مرحلة الرئيس الجديد للولايات المتحدة ترامب؛ ستكون مختلفة في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط، لا سيما مع ملف حزب الله".
تقليل من فاعلية الاتهامات
وقال الخبير الاستراتيجي المقرب من حزب الله، أمين حطيط، إن "ما يتم ترويجه ضد حزب الله، بدءا من توصيف الجامعة العربية له بالإرهاب، وصولا إلى اتهامه بتبييض الأموال؛ يندرج في إطار حملة تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل تحت عنوان: تشويه صورة حزب الله".
ورأى حطيط أن "الولايات المتحدة الأمريكية رصدت 500 مليون دولار من أجل خوض الحملة المعنوية ضد الحزب"، مقللا من أهمية الخسائر الميدانية التي تعرض لها حزب الله مؤخرا، قائلا إن "حزب الله ومحوره مطمئنون على الذات" على حد تعبيره.
وعن الأزمة المالية التي يتعرض لها حزب الله نتيجة العقوبات المفروضة عليه؛ قال حطيط إن "إنفاق حزب الله تضاعف مرات عدة لمشاركته في الحرب بسوريا، وسط التضييق المالي المفروض عليه، من دون أن يترك ذلك بالنسبة له آثارا مباشرة".