مر العام 2016 علي
اليمنيين كسابقه، فالحرب على أشدها، والأفق السياسي مسدود، مع بعض التغيرات الميدانية، حيث تقلصت الجغرافيا التي يسيطر عليها المتمردون
الحوثيون وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح من عدد من المدن، في الوقت الذي تتمركز قوات الجيش والمقاومة المؤيدة للرئيس عبدربه منصور
هادي على أسوار العاصمة صنعاء.
ففي هذا العام، استطاع الجيش والمقاومة أن يوسعا خارطة سيطرتهما وإحراز تقدم نوعي في عدد من الجبهات التي تراجع فيها الحوثيون وكتائب صالح في محافظة تعز (جنوبا) ومحافظتي مأرب والجوف (شمال شرق)، بالإضافة إلى السيطرة على ميناء ميدي الاستراتيجي في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، واختراق أسوار العاصمة من المحور الشرقي حيث مديرية نهم، والاقتراب أكثر من تل بن غيلان أقرب النقاط إلى مطار صنعاء الدولي.
كما تمكن الجيش من فتح جبهتي قتال في عمق الحوثي بمحافظة صعدة في أقصى شمال البلاد على الحدود مع السعودية، الأمر الذي مكنه من التوغل في الجزء الحدودي اليمني، ورفع سيطرة مسلحي الحوثي وقوات صالح من أجزاء واسعة من بلدتي البقع وعلب 150 كلم و90 كلم، على التوالي، من مركز مدينة صعدة.
وتستعرض صحيفة"عربي21" أبرز الأحداث والتغيرات التي طرأت على المشهد اليمني خلال العام 2016:
قرارات حاسمة
- نيسان/ أبريل، أطاح هادي بـ"خالد بحاح"، السياسي والدبلوماسي السابق، من منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة، وعين الجنرال علي محسن الأحمر وأحمد عبيد بن دغر بديلين عنه.
- 18 من أيلول/ سبتمبر 2016، أصدر الرئيس هادي أخطر قرار جمهوري، قضى بنقل مقر البنك المركزي من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها قطبا الانقلاب إلى مدينة عدن، حيث يوجد فريقه الحكومي، وإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك، سبق ذلك وقف إرسال إيرادات النفط إلى البنك في مقره السابق، وتجميد الأرصدة الموجودة في الخارج.
كما أعلن منصور هادي رفضه القبول بمبادرة أممية أعدها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، التي تقضي بالإبقاء عليه رئيسا شرفيا بعد نقل صلاحياته إلى شخصية يتوافق عليها مع الحوثي وصالح، الأمر الذي دفعه لرفض استلام النسخة من الخطة تماما.
جدير بالذكر أن الرئيس هادي وصل إلى مدينة عدن في 26 من تشرين الثاني/ نوفمبر، قادما من الرياض، بعد مضي عام على زيارته الأولى، وسط تساؤل مهم: هل تكون عودته دائمة بعد مرور أكثر من شهر على بقائه في المدينة الساحلية؟
هدنتان وجولة حوار طويلة
- 21 من نيسان/ أبريل، انطلقت جولة جديدة من محادثات السلام في دولة الكويت بين الحكومة الشرعية ووفد جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر (جناح صالح)، واستمرت لأكثر من 90 يوما.
وقبل هذه الجولة دخل اتفاق وقف إطلاق النار، وهو السادس من نوعه، بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والمتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، عشية العاشر من هذا الشهر.
- 19 من تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، هدنة لمدة 48 ساعة، وذلك لتسهيل جهود إحلال السلام في اليمن، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
أبرز إجراءات الحوثيين وصالح
- 28 تموز/ يوليو، أعلن الحوثيون وحزب صالح عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد، يتكون من 10 أعضاء بالمناصفة، وقالوا إنه يهدف "لإدارة شؤون الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وإداريا واجتماعيا وغير ذلك"، في خطوة قوبلت برفض واسع.
- 28 من تشرين الثاني/ نوفمبر، شكل الحليفان ما سمي "حكومة إنقاذ" في صنعاء والمدن التي يسيطرون عليها، في خطوة قوبلت أيضا برفض محلي وإقليمي ودولي، ووصفت بأنها غير شرعية، وبأنها تعزيز للانقسام في اليمن.
مساع دولية
- آب/ أغسطس، كشف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في مؤتمر صحفي بأبوظبي، عن خطة جديدة لتسوية النزاع في اليمن تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتقاسم مع الحوثيين، الذين اعتبرهم "أٌقلية"، وتسليم السلاح إلى طرف ثالث ومحايد، تعرضت لانتقادات لاذعة ورفض من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
- تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن المبعوث الدولي الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، عن "خارطة طريق"، تتضمن الخطة "نقل هادي صلاحياته لنائب رئيس جمهورية توافقي، بعد تنحي نائبه الجنرال علي محسن الأحمر، على أن يقوم النائب الجديد بتكليف شخصية توافقية بتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، في الوقت الذي يحتفظ فيه الرئيس الحالي بمنصب شرفي فقط حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة".
خطة ولد الشيخ لم تحظ بقبول الرئيس هادي، بل تمسك برفض استلامها قبل تصحيح مسارها، واصفا إياها بأنها تخدم الانقلابين وتحمل بذور صراع طويل ببلاده.
- الأول من كانون الأول/ ديسمبر، سلّم الرئيس اليمني هادي، بعد أيام من لقائه ولد الشيخ أحمد، في مدينة عدن، التي عاد إليها نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، ردا رسميا هو الأول حول خارطة الطريق لحل النزاع في بلاده، حملت "تصحيحا لمسارها"، في إشارة إلى إمكانية تعديلها.
هجومان عنيفان للحوثيين
- الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن التحالف العربي تعرض سفينة إغاثية إماراتية تحمل اسم "سويفت" لهجوم صاروخي شنه الحوثيون عليها، أدى إلى تدميرها بشكل شبه كامل، في حين أكدت جماعة الحوثي استهداف بارجة حربية تابعة للإمارات قبالة سواحل المخا غربي اليمن.
- 28 من الشهر نفسه، قالت السعودية إنها اعترضت صاروخا باليستيا أطلق من محافظة صعدة (معقل الحوثيين)، وتم تدميره من قبل الدفاعات الجوية على بعد 65 كيلو مترا من مكة المكرمة.
- 10 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الجيش الأمريكي أن صاروخين أطلقا في اليوم الماضي (9 أكتوبر) باتجاه مدمرة أمريكية موجودة في البحر الأحمر، من أراض يسيطر عليها الحوثيون، إلا أنهما سقطا في المياه الدولية قبل الوصول إلى المدمرة، مؤكدا أنها لم تصب بأذى.
وبعد أربعة أيام، تعرضت المدمرة لهجوم ثان فاشل من أراض يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن.
- 13 من الشهر نفسه، المدمرة الأمريكية "نيتز" تقصف موقع رادار تابع للمتمردين بصواريخ من طراز "توماهوك".
- 7 تشرين الأول/ أكتوبر، خسرت قوات الشرعية أبرز قادتها العسكريين، اللواء، عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة الثالثة (مقرها مأرب)، أثناء قيادته للمعارك الدائرة في الأطراف الغربية من مدينة مأرب، ضد قوات الحوثي وصالح.
- 8 تشرين الأول/ أكتوبر، قتلت قيادات مدنية وعسكرية موالية للمخلوع صالح والحوثيين في قصف جوي، استهدف مجلس عزاء في صنعاء، أقيم لوالد وزير الداخلية السابق المعين من الحوثيين اللواء جلال الرويشان، اعترف بها التحالف بعد نفي استمر لستة أيام تقريبا، ومن بين القتلى عمدة صنعاء، عبدالقادر هلال، وقائد قوات الاحتياط، اللواء علي الجائفي، وحشد كبير من الضباط والقادة.
"الدولة" تنفذ هجومين انتحاريين
- 10 و18 كانون الأول/ ديسمبر، قتل نحو 90 جنديا يمنيا، وأصيب أكثر من 100 آخرين، في هجومين انتحاريين عليهم شرق مدينة عدن، تبناهما تنظيم الدولة/ فرع اليمن.