سياسة عربية

إقبال للمدنيين بإدلب على شراء أسلحة فردية تحسبا لأي هجوم

علم الثورة إدلب ـ تويتر
علم الثورة إدلب ـ تويتر
ما أن سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها على الأحياء الشرقية من حلب، حتى بدأت بالترويج إلى أن معركتها القادمة هي محافظة إدلب، التي تقع غرب حلب، والتي باتت تضم الآلاف من عناصر الفصائل، لا سيما بعد التهجير القسري لأهالي عشرات المناطق في ريف دمشق باتجاه هذه المحافظة.

وفي هذا السياق، ظهر مراسل قناة العالم الإيرانية، حسين مرتضى الذي ظهر على متن إحدى الطائرات الحربية، ليهدد فيها أهالي محافظة إدلب بالإبادة والحرق.

وعلى وقع هذه التهديدات، يلجأ سكان في إدلب لاقتناء أسلحة فردية، وهي باتت منتشرة ومتوفرة بكثرة. ويقول أبو حسين (45 عاما) من جبل الزاوية، بريف إدلب الجنوبي الغربي: "بعد أن قطع النظام عني مرتبي الشهري قبل عامين، عمدت إلى زراعة أرضي والاهتمام بها علها تعود علي بما يقيني الجوع أنا وأولادي".

ويضيف لـ"عربي21": "لم أحمل السلاح قط بسبب زيادة عدد العناصر في الفصائل وعدم حاجتهم للعنصر البشري، ولكن عندما سمعت التهديدات التي تطلقها مليشيات النظام ومرتزقته بأن وجهتهم المقبلة هي إدلب، سارعت أنا والمئات ممن أعرفهم لشراء سلاح فردي أدافع به عن نفسي لكي أشارك الفصائل الثورية بالتصدي لهم"، كما قال.

وبيّن أن ما يحصل الآن هو ذاته ما حصل بداية الثورة، عندما بدأ الأهالي ببيع الأراضي والمصوغات الذهبية من أجل شراء الأسلحة، "فكلنا نبيع ما نملك، ومن لا يملك يبيع قسما من أرضه ليشتري سلاحا، وهذا ما حصل معي فقد اضطررت لبيع قسم من أرضي التي اعتمد عليها كمصدر رزق وحيد لأشتري هذا السلاح".

ويستطرد أبو حسين قائلا: "من الممكن أن تكون الفصائل ليست بحاجتنا للتصدي لمليشيات النظام، ولكننا كأبناء هذه المحافظة لن نجلس ونراقب، وهذا واجب فقد فرض علينا أن نتصدى للغازين ونشارك بهذا الشرف. إنني ابن هذه المحافظة ولدت فيها وعشت فيها ولن أموت إلا فيها بإذن الله، ولن يدخلوا إلى إدلب إلا على أجسادنا، وقد أقسمنا على ذلك".

من جهته، قال أبو عدي، ابن ريف إدلب الجنوبي: "استطاعت قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية من السيطرة على حلب بعد آلاف الغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي والسوري، ما يدل على اتباع سياسة الأرض المحروقة للتقدم والسيطرة على أحياء مدمرة بشكل كامل، وقد نجحت في ذلك، ولكن أقولها لهؤلاء المرتزقة هذه الخطة والسياسة لن تفيدهم في إدلب؛ لأن أغلبها أرياف وطبيعتها الجغرافية تساعدنا اكثر من طبيعة حلب، كما أنه لم يبق شاب فيها إلا واشترى سلاحا فرديا، أما بالنسبة للذخيرة فأيضا نقوم بشرائها وتجميعها، مع العلم أن الفصائل ستقدمها لنا".

وأضاف لـ"عربي21": "حتى لو اتبع النظام وحلفاؤه السياسة نفسها لن نتراجع خطوة واحدة، ولن يتقدموا إلا على أشلائنا وهذا عهد قطعناه على أنفسنا". وقال أيضا: "نعدهم بأنهم سيهزمون على أبواب إدلب، وسيخسرون الكثير من العتاد والأرواح، ولن ينفعهم طيرانهم". كما يشير أبو عدي إلى أن الأهالي قاموا بتجهيز النساء بالأسلحة أيضا، للدفاع عن أنفسهن.
التعليقات (0)