ما زالت أصداء حديث نائبة رئيس
الائتلاف الوطني السوري، سمير المسالمة، حول أوضاع الائتلاف الداخلية؛ تتردد، لا سيما بعد إحالتها للتحقيق.
فبعد أن أعلن الأمين العام للائتلاف، عبد الإله فهد، عن إحالة المسالمة إلى اللجنة القانونية في الائتلاف للتحقيق، انتقدت المسالمة، في حديث مع "عربي21"، قرار إحالتها إلى اللجنة، واصفة إياه بـ"الكارثي؛ لأنه يمس حرية الرأي"، وقالت إنها لم تطالب إلا بـ"محاسبة الفاسدين" من أعضاء الائتلاف، وبـ"إلغاء ارتهان قراره للقوى الإقليمية والدولية"، على حد قولها.
وكانت المسالمة قد انتقدت في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، وجود كتل داخل الائتلاف قالت إنها "مرهونة لجهات إقليمية"، كما وجهت اتهامات بـ"إهدار" بعض الكتل للمال الذي تم تقديمه إليها، كما قالت.
وقالت المسالمة لـ"عربي21": "كنت على وشك الانسحاب من الائتلاف، لكن بعد إحالة الملف إلى اللجنة القانونية، فأنا أطالب فعلياً بالتحقيق بما جاء في حديثي للإعلام، وكذلك أطلب أن يتم
التحقيق مع كل من سوف أذكر اسمه خلال سير التحقيق، وأن تكون هذه التحقيقات مصورة، وأن يتم عرضها على كل السوريين؛ لأنها وثيقة سياسية مهمة، ولا بأس بأن نبدأ بالمحاسبة، داعية من يدّعي أنه يريد إنقاذ الائتلاف، إلى وضع نفسه تحت المحاسبة"، وفق تعبيرها.
وتساءلت المسالمة: "هل يعقل أن يحاسب الائتلاف أحد أعضائه لأنه عبّر عن رأيه؟"، وبينت أنه بحسب النظام الداخلي للائتلاف، فإن من حق أي عضو من الأعضاء انتقاد الائتلاف، وقالت إن "هذا هو الحق الذي نمارسه أنا وكل أعضاء الائتلاف الذين يتعاطون مع الإعلام، ولسنا هنا في نظام قمعي، لنذهب ونطبل للأخطاء"، على حد وصفها.
وترى المسالمة إحالتها للجنة القانوينة "أمراً إيجابياً"، الأمر الذي سيساعدها، كما قالت، على "فتح محاكمات جادة وحقيقية لكل من ارتكب مخالفات جسيمة من أعضاء الائتلاف والجهات التابعة له"، وتحدثت عن "جرعات اللقاح الفاسدة، والكميات الكبيرة من حليب الأطفال الفاسد، التي وصلت للداخل السوري، في وقت سابق"، دون أن تحدد المسؤول عن هذه الحالات.
من جانب آخر، وصفت نائبة رئيس الائتلاف مفاوضات "الأستانا" التي تحضر لها روسيا وتركيا في 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، بـ"التحضير لعملية ولادة حمل كاذب"، مبيّنة أنه "لم يتم توجيه دعوات رسمية للجهات السياسية المعارضة حتى الآن، باستثناء بعض الفصائل العسكرية.
وقالت: "إذا كانت الدعوات ستوجه إلى معارضتي موسكو وحميميم، فما معنى الذهاب إلى الآستانة، ودمشق هي أقرب لهؤلاء"، مشددة على أنه لا يمكن الذهاب إلى الأستانة بدون معرفة الجهات التي سوف تجلس على طاولة المفاوضات.