دحض معلقون إسرائيليون بارزون مزاعم رئيس الوزراء الوزراء بنيامين
نتنياهو بأن فادي القنبر، منفذ عملية
الدهس في القدس المحتلة ينتمي لتنظيم الدولة "
داعش".
وأجمع صحافيون مختصون بالشأن
الفلسطيني على أن نتنياهو أطلق هذا الادعاء لكي يحظى باستعطاف الغرب ولتبرير عمليات القمع التي تقوم بها قوات الاحتلال حاليا.
فقد اعتبر الصحافي والمحقق دان كوهين إن ربط منفذ العملية بـ "داعش مجرد كذبة فجة تهدف إلى تحقيق أغراض دعائية".
وفي تغريدة على حسابه على تويتر، قال كوهين إن إسرائيل "ألقت بهذه الكذبة من أجل تبرير تطبيق إجراءات بالغة القسوة ضد الفلسطينيين".
ونسف آفيسيخاروف، معلق الشؤون الفلسطينية في موقع "وللا" مزاعم نتنياهو مشيرا إلى أنه لا يوجد أي مؤشر يدلل على أن هناك ثمة علاقة بين القنبرو"داعش".
وفي تعليق نشره الموقع اليوم، أوضح سيخاروف أن نتنياهو سارع لنسب القنبر لتنظيم الدولة حتى يكسب تعاطف الغرب، مشيرا إلى أن نتنياهو قدم "خدمة للتنظيم من حيث لا يخطط على اعتبار أنه منح داعش الفرصة للإعلان عن المسؤولية عن عملية لم يقم بها".
وواصل سيخاروف دحض مزاعم نتنياهو مشيرا إلى أن طريقة التي نفذ بها القنبر العملية تشبه إلى حد كبير عشرات عمليات الدهس التي نفذت بشكل فردي داخل الضفة والقدس وإسرائيل.
وشدد سيخاروف على أن التقدير الموضوعي والمنطقي يدفع للاعتقاد أن الفلسطيني لا يحتاج توجيه من تنظيم الدولة حتى يقوم بمثل هذه العمليات، مشيرا إلى أن الأسباب التي تدفع لشن العمليات "مرتبطة بوجود الاحتلال".
وفي السياق قال الصحافي نير حسون، الذي زار الحي الذي يقطن فيه القنبر، إن "ربط عملية الدهس بتنظيم الدولة يناسب الخط الدعائي لنتنياهو ويلائم الرسائل التي يريد نقلها للعالم".
وتساءل حسون في تعليق نشرته "هارتس"، الإثنين، قائلا: "إن كان نتنياهو معني بإيصال رسائل للغرب وكسب تعاطفه فعليه أن يتذكر أن الحكومة الألمانية لم تقم بفرض حصار على مدينة يقطنها عشرات الآلاف من البشر لمجرد أن منفذ عملية خرج منها كما تفعل حكومته".
وأضاف: " في نيس وبرلين لا يتم إجبار 40% من السكان على العيش بدون حقوق وفي ظل ظروف معيشة مأساوية كما تفعل إسرائيل في القدس".
ومن خلال إجرائه مقابلات مع الأهالي في بلدة "جبل المكبر"، حيث تقطن عائلة القنبر، رجح حسون أن القنبر لم يستيقظ في ذلك اليوم وهو يخطط لتنفيذ العملية، مشيرا إلى أن أكثر الافتراضات ترجيحا أنه كان "مارا بشاحنته وفجأة شاهد الجنود فقرر دهسهم حينها".