ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن السفير البريطاني السابق في
روسيا سير
أندرو وود، أدى دورا مهما في التحقيق في ماضي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب.
وعلمت الصحيفة أن السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا
جون ماكين قد تحدث مع السير وود، الذي عمل رئيسا للبعثة الدبلوماسية في موسكو لمدة خمسة أعوام، وسأله حول مزاعم تتعلق بترامب وأنه عرضة للابتزاز بسبب نشاطات جنسية مزعومة، وأن فريقه قد تعاون مع موسكو في أثناء الحملات الانتخابية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ماكين التقى مع السفير السابق في أثناء مؤتمر للأمن الدولي في هاليفاكس في كندا، عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر، أي بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة، وطلب ماكين في أثناء اللقاء النصح من سير وود، الذي يعد من الدبلوماسيين الذين يحظون باحترام، وسأله عن الملف الذي أعده عميل المخابرات البريطانية السابق "أم آي6"
كريستوفر ستيل، وقدم فيه معلومات مزعومة عن علاقة ترامب بموسكو.
وتلفت الصحيفة إلى أن ماكين، الذي يشغل منصب مدير لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، كان قلقا مما سمعه، حتى إنه قام بمقابلة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" جيمس كومي، بعد عودته من مؤتمر كندا، ونقل له المعلومات، التي شكلت جزءا من تقرير التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، الذي قدمته الوكالات الأمنية لكل من الرئيس باراك أوباما وترامب، مشيرة إلى أن الإعلام الدولي كان يحاول البحث عن هوية السفير الذي تحدث إليه ماكين حول المزاعم المتعلقة بترامب.
وينقل التقرير عن سير وود، قوله: "نعم التقيت بالسنياتور جون ماكين ومساعديه في المؤتمر"، وأضاف: "إن موضوع دونالد ترامب وعلاقته مع الروس كان في الأخبار، وكان من الطبيعي الحديث عنه، وتحدثنا عن النشاطات التي يمكن للروس القيام بها، وتحدثنا عن المشكلات التي سيواجهها ترامب، وأنه قد يجد نفسه عرضة للابتزاز بمعلومات قد تستخدم ضده، ومزاعم بأن هناك أشرطة مسموعة ومرئية".
وبحسب الصحيفة، فإن سير وود، الذي أصبح مستشارا لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير، وعمل سفيرا في الفترة ما بين 1995 إلى 2000، ومن ثم في يوغسلافيا السابقة، قال: "أود التأكيد أنني لم أسلم الملف للسنياتور ماكين أو لأي شخص آخر، ولم أكن قد اطلعت على التقرير في ذلك الوقت، وأعرف كريستوفر ستيل، وبحسب رأيي، فإنه رجل محترف ويتقن ما يقوم به"، لافتة إلى أن سير وود يعمل زميلا باحثا في "تشاتام هاوس".
وتابع سير وود قائلا: "تحدثت مع السيناتور ماكين عن القرصنة الروسية في الانتخابات الأمريكية، وأجد من الصعوبة بمكان أن أصدق أنه لم يكن يعرف شيئا عن القرصنة، وطلب من الناس التأكد منها، ولم يقل أبدا إن هذا شيء يحتاج إلى التحقيق فيه، ولا أعتقد أنني عملت شيئا خطأ".
ويفيد التقرير بأنه كان من ضمن الذين شاركوا في مؤتمر نوفا سكوتشيا، وزير الدفاع مايكل فالون، وقائد سلاح الجو سير ستيورات بيتش، ومديرة وكالة الاستخبارات الداخلية "أم آي فايف" البارونة بولين نيفيل جونز، لافتا إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن أيا منهم أدى دورا في مناقشة المزاعم المتعلقة بترامب مع السيناتور جون ماكين.
وتنوه الصحيفة إلى أن ستيل الذي عمل في موسكو، وبعد تقاعده أنشأ شركة الخدمات الأمنية "أوربيس" في لندن، طلب منه التحقيق في علاقات ترامب مع موسكو، وقدم سلسلة من التقارير، زعم فيها أن المخابرات الروسية لديها معلومات يمكن أن تبتز فيها دونالد ترامب، عن عاهرات التقاهن في غرفة فندق، كما عرضت عليه عقود تجارية مربحة، لكنه رفضها، بالإضافة إلى مزاعم بأن الكرملين "يستدرجه" ولمدة خمسة أعوام، باعتباره "المرشح الموسكوفي " في البيت الأبيض.
ويبين التقرير أن المخابرات الأمريكية اعترفت بأنها لم تقم بالتأكد من المزاعم التي وردت في ملف ستيل، لكنها ضمنت بعضها في تقريرها عن دور روسيا في التأثير في الانتخابات الأمريكية، وقالت المخابرات الأمريكية إن معلومات من مصادر أخرى ضمنت في التقرير.
وتقول الصحيفة إن الحكومة البريطانية حاولت فرض حظر على نشر اسم العميل السري، وهي ممارسة عادية تقوم بها الحكومة، إلا أن الحظر رفع بعد نشر اسمه في الخارج، مشيرة إلى أن الكشف عن دور بريطاني في الفضيحة أدى إلى شجب الدور البريطاني فيها، واعتبارها مؤامرة لتخريب العلاقات بين بريطانيا والرئيس الأمريكي المقبل، ومؤامرة ضد البريكسيت أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويورد التقرير أن صحيفة متطرفة أكدت أنه تم الكشف عن مواقف ستيل بأنه "اشتراكي"، وعندما سئل سير أندرو عن الخبر، قال: "حقيقة؟ هذه أخبار جديدة بالنسبة لي، وأعتقد أن هناك شعورا بضرورة النظرة إلى هذه الأمور".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن ستيل قد أخبر المخابرات البريطانية بملف ترامب، وهو ما أكده مسؤول أمني في أحد الأجهزة قبل الكشف عنه.