قالت صحيفة "الغارديان إن
المعمارية البريطانية العراقية الأصل
زها حديد، تركت إرثا من أصول ونقد يقدر بـ67 مليون جنيه إسترليني، مشيرة إلى أنها ماتت فجأة في آذار/ مارس 2016، عندما كانت في إجازة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر يناهز الـ65 عاما.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المصممة المعمارية المعروفة بتصميم القرية الأولمبية ودار الأوبرا في غوانزهو وعدد من البنايات في السعودية وكوريا الجنوبية وأذربيجان، تركت نصف مليون جنيه لشريكها باتريك شوماخر، و1.7 مليون جنيه لأولاد أخيها الأربعة، بالإضافة إلى نصف مليون لشقيقها هيثم حديد.
وتذكر الصحيفة أن ملكة
بريطانيا كرمت المعمارية عام 2012، ومنحتها لقب "ديم"، لافتة إلى أنها لم تتزوج ولم تنجب أولادا؛ ولهذا تركت تصميماتها وشركتها وحساباتها في "وقفية".
ويلفت التقرير إلى أن حديد أصبحت مشهورة على المستوى العالمي، من خلال تصميماتها وعلامتها التجارية القائمة على الرؤية الحسابية من البنايات المنحنية، مشيرا إلى أنها توفيت بسبب ما يعتقد الأطباء أنه فشل في القلب، بعد إصابتها بالتهاب رئوي.
وتكشف الصحيفة عن أن المجلة الأمريكية للمعمار حصلت على وصيتها، حيث تركت 67.249,458 مليون جنيه إسترليني، وتم تقديم الرقم إلى المحكمة العليا في 14 كانون الأول/ ديسمبر 2016.
ويفيد التقرير بأن شوماخر، وهو ألماني الجنسية، يدير شركة حديد في لندن، وكان قد أثار غضب المسؤولين عن تقسيم
إرث حديد، عندما تحدث في تشرين الثاني/ نوفمبر، في خطاب دعا فيه إلى التخلي عن الإسكانات المحلية، وإغلاق مدارس الفن، والبناء فوق حديقة هايد بارك، لافتا إلى أن شوماخر هو أحد المسؤولين عن تقسيم الورثة، بالإضافة إلى المقاول بيتر بالومبو، والفنان بريان كلارك، وابنة شقيق المعمارية رنا حديد، حيث شجب هؤلاء ما قاله شوماخر في بيان، وقالوا فيه إن حديد كانت "ستعارض أفكاره كليا".
وتورد الصحيفة أن
الوصية تظهر أن حديد تركت شركتها المعمارية التي تملكها بشكل خاص للوقفية، ففي نيسان/ أبريل 2015، بلغ ما حققته الشركة من أرباح 48 مليون جنيه إسترليني، وتوظف الشركة 372 مهندسا وموظفا، لافتة إلى أن حديد أعطت المسؤولين عن توزيع الوصية الصلاحيات لتوزيع موارد شركتها ومصالحها الأخرى على عدد من الأطراف، بمن فيهم موظفوها السابقون والحاليون وفي المستقبل، وأصحاب المناصب في شركاتها، و"مؤسسة زها حديد"، التي أنشئت للاهتمام بالمعمار، وتنظيم معارض لأعمال حديد، بالإضافة إلى عائلتها وجمعيات خيرية، وبحسب الوصية، فإن "الأمناء في الوقت الحالي هم المنفذون للوصية: شوماخر وكلارك وبالومبو ورنا حديد".
وينوه التقرير إلى أن حديد ولدت في بغداد عام 1950، وأصبحت معمارية ذات أفكار ثورية في المعمار البريطاني، حتى في الوقت الذي كافحت فيه من أجل الحصول على عقود لتنفيذ تصميمات في بريطانيا ولسنوات طويلة، مشيرا إلى أنها درست في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل أن تبدأ عملها في لندن، وبحلول عام 1979 أنشأت مؤسستها الخاصة "زها حديد للمعمار".
وبحسب الصحيفة، فإن حديد أصبحت مشهورة في أنحاء العالم لأعمالها المعمارية الريادية، حيث صممت بناية "بيك" في هونغ كونغ عام 1983، وكيرفورستندام في برلين عام 1986، ودار الأوبرا في كارديف في عام 1994، وحصلت على عقد لتصميم بناية "فيترا" للإطفاء في ألمانيا عام 1993، مستدركة بأن تصميمها لدار الأوبرا في كارديف لم ينفد، ولم تنتج أي عمل في بريطانيا حتى قامت بتصميم متحف ريفرسايد في غلاسكو عام 2011.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن حديد حصلت في عام 2004 على الجائزة المعمارية المرموقة "برتزكر"، لتكون أول امرأة تحصل عليها، بالإضافة إلى حصولها على الجائزة المرموقة الأخرى "ريبا ستيرلينغ برايز".
في ذات السياق، قال تقرير عن ذات الموضوع في صحيفة "التايمز" إن "الخلافات بين الأوصياء على مؤسستها الخيرية بدأت منذ الآن".