أدّت الأحداث الأخيرة في الشمال السوري بين جبهة فتح الشام وفصائل أخرى، إلى حملة شرسة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ضد "فتح الشام".
وحذّر دعاة وشرعيون من "مشروع خطير تقوده القاعدة في سوريا عبر فتح الشام"، معتبرين أن "البغي على الفصائل التي تقاتل النظام يخدم الأسد وحلفاءه فقط".
واعتبر دعاة أن "فتح الشام، التي دائما ما تقول إنها تسعى لتحكيم الشريعة، هي فقط من رفض النزول إلى محكمة شرعية للفصل في القضية الحالية".
وفي نقده لممارسات "
فتح الشام"، قال الأمين العام لحزب الأمة، حاكم المطيري، إن "إفشال المؤامرة على ثورة الشعب السوري لا يكون بالهجوم على فصائل الثورة ومناطقها المحررة، كما يفعل النظام وداعش، بل بمواجهة بشار وعصابته وإسقاطه".
وتابع: "لا أحد وصي على الشعب السوري وثورته، فهو وحده من واجه الأسد وعصاباته، وإيران ومليشياتها، وروسيا وطيرانها، وأمريكا ومؤامراتها، وأفشل جنيف 1 و2 و3".
أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى، محمد السعيدي، قال إن "النظام يبيت مطمئنا حين يتوقف عن القتال مضطرا، فهناك ممن ينتمي زعما للجهاد من يقوم مقامه. والباقون بين زاعم للحياد ومدع للحكمة".
وأضاف: "لا أستغرب على أفراخ القاعدة أن يبغوا، فهذا تاريخ قديم، فهم لا يهمهم أن ينجحوا، بل المهم إفسادهم نجاحات الآخرين. راجع تاريخهم واعتبر".
داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان، قال في رسالة إلى "أبو محمد الجولاني": "لا تقفزوا في الهواء.. كفى مغامرات لا ضرورة لها ولا طائل تحتها.. ولا تهربوا إلى الأمام.. اللهم هذا الشام".
وتابع: "صدقني (جولاني) أنت تقتل نفسك، وتدمر مشروعك ومشروع الفصائل.. كنت تجد الدفء والغطاء. عالج الأمر برويّة، وتواضع للمؤمنين، ولا تهرب إلى الأمام".
حذيفة عبد الله عزام، وصف "فتح الشام" بأنها "فخ" للثورة السورية، مضيفا: "قول الخير عندهم وعند أتباعهم وأنصارهم أن تترك فخ الشام تعيث في الأرض فسادا وتسفك دماء المجاهدين، وتبرر لها، وإن قلت كفوا أيديكم، فأنت محرض فتان".
وأضاف: "فتح الشام تسفك دماء المجاهدين (هذا جهاد في سبيل الله)، وطلب كف بغيها ومدافعتها واتخاذ موقف شرعي من إجرامها (فتنة وتحريض)!! (ويل للمطففين)!!!!".
المفكر الإسلامي السوري المقيم في السعودية، عبد الكريم بكار، قال: "يا شباب فتح الشام، خرجتم من بلادكم نصرة لضعفاء المسلمين، واليوم المجرم الجولاني يستخدمكم في قتل إخوانكم المجاهدين. تذكروا موقفكم بين يدي الله".
وتابع: "الجولاني الخارجي يعيد في سوريا تجربة الزرقاوي في العراق، قتل وغدر وكذب، وضحك على المغفلين. اللهم فيدا منك حاصدة للقتلة المجرمين".
بدوره، قال مواطنه الباحث مجاهد ديرانية: "الجولاني ليس أقل خطرا على سوريا من بشار. يخدعان البسطاء بالشعارات، وكلاهما يريد السلطان المطلق، ولو سالت الدماء أنهارا".
وقال ديرانية إنه إن لم يكن الجولاني عميلا للنظام، أو لغيره، فهو بمثابة "ألف عميل".
الباحث الشرعي السعودي، موسى الغنامي، قال إن "مخيم اليرموك وثلث الغوطة وحلب جميعها سقطت، والآن تتم تصفية فصائل إدلب، آخر المحرر بيد شبيحة الجولاني، ولا يزال بعض الحمقى يشكّون في عمالته".
الشرعي السوري أحمد فارس السلوم، قال: "تسير فتح الشام (النصرة سابقا) على خطى داعش، حذوك النعل بالنعل، ببغيها على جيش المجاهدين، أذكر العقلاء فيها بحديث (أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)".
رئيس الهيئة القضائية في "أحرار الشام"، أحمد نجيب، قال في حديث لعناصر "فتح الشام": "قادتكم يأخذون بأيديكم إلى الهاوية، وهم يتاجرون بشعارات برّاقة لكسب قلوبكم، فأعملوا عقولكم".
القاضي الشرعي أيمن هاروش، قال: "أستغرب ممن يستغرب رفض الجولاني للتحاكم للشريعة، متى قبل والتزم؟ دأبهم إما الرفض، أو التلاعب والتعطيل بعد القبول".
يشار إلى أن غالبية الفصائل في الشمال السوري أعلنت وقوفها إلى جانب "جيش المجاهدين" والفصائل التي تسعى "فتح الشام" لأخذ مقراتها.
فيما وقفت فصائل أخرى على الحياد، مثل "نور الدين زنكي"، و"جبهة أنصار الدين"، بينما لم يصدر عن تنظيم الدولة أي تعليق على الأحداث الأخيرة.
واكتفى أنصار تنظيم الدولة في "تويتر" بالسخرية مما يحصل في الشمال السوري، والقول إن رؤية التنظيم للفصائل بأنها "صحوات" كانت صادقة منذ البداية.
وفي السياق ذاته، وقّع 22 من أبرز الشرعيين السوريين على مبادرة تدعو "فيلق الشام، وجيش الإسلام (قطاع الشمال)، وتجمع "فاستقم كما أمرت"، وصقور الشام، وجيش المجاهدين، والجبهة الشامية"، إلى الانضمام لحركة أحرار الشام.
كما دعت المبادرة أحرار الشام، في حال انضمت إليها الفصائل، أن توسّع مجلس شوراها ليشملهم، وأن تتعهد بحفظهم وحمايتهم من أي "بغي".
فيما تؤكد "فتح الشام" أن عملها الذي بدأ منذ يومين، لم تقدم فيه على قتل أي شخص، في المقابل أوضحت أن "صقور الشام" قتلت ستة عناصر منها.
وتقول "فتح الشام" إنها لم تهاجم أي فصيل في نقاط رباطه مع النظام السوري، في تفنيد لرواية فصائل، منها "الجبهة الشامية"، بأن "فتح الشام" أعاقتهم عن الرباط ضد النظام.