اعتبرت مجلة "فورين أفيرز"، أن
مصر تسير نحو طريق مسدود في ظل استمرار عبد الفتاح
السيسي على رأس السلطة.
وفي مقال نشرته المجلة للكاتب "أريك تراجر"، اعتبر الأخير أن "المشاكل التي أشعلت الثورة تعدّ اليوم أكبر من السابق، وعلى المستويات كافة تقريبا. فقمع الحكومة المصرية الحالية لمعارضيها هو أوسع وأكثر قسوة. وبطالة الشباب أعلى من السابق، والاقتصاد في حالة كئيبة، وهناك شعور متزايد بأن البلاد تسير على غير هدى".
وبحسب الكاتب، فإنه، بالرغم من ذلك، أخبره أحد المسؤولين المصريين رفيعي المستوى، بأن السيسي يثق بمحبة الناس له.
كما تحدث الكاتب عن تعويم
الجنيه والتحذيرات التي صاحبته باحتمالية حدوث انتفاضة مشابهة لـ"انتفاضة الخبز"، التي قامت ضد أنور السادات سنة 1977.
وبعد حديث وتحليل لسعر الجنيه، ومآلاته المستقبلية، قال الكاتب أريك تراجر إن "غالبية المصريين، كان تأثير تخفيض سعر العملة عليهم مؤلما على المدى القصير. فقد ارتفعت أسعار السلع الرئيسية بشكل ملحوظ، ويعود ذلك جزئيا إلى اعتماد مصر بشكل كبير على المواد الغذائية المستوردة".
وتابع بأنه "وفقا لصحيفة (المصري اليوم)، ارتفعت أسعار الدواجن الحيّة والسكّر بمقدار النصف، في حين تضاعف سعر زيت الزيتون تقريبا. أمّا في الإسكندرية والفيوم اللتَين زرتهما خلال رحلة قمت بها في كانون الأوّل/ ديسمبر، فقد ذكر أصحاب المحلّات بشكل متكرّر تكبدهم خسائر في المبيعات بنسبة 40 في المائة أو أكثر، حتّى إنّه في المناطق الأكثر ازدحاما، قلّ عدد الزبائن في المحلّات التجارية. وقال لي ناشط في الفيوم: (يعاني الناس أكثر مما يستطيعون التحمّل)".
وقال تراجر إن الشعب المصري "صبر أكثر من المتوقع" على الوضع الحالي للبلاد، معتقدا أن "هذا الصبر قد يكون مؤقتا".
وأوضح أنه بالرغم من تدني شعبية جماعة
الإخوان المسلمين حاليا في مصر، إلا أن شعبية السيسي انخفضت بعد توليه الرئاسة بنسبة كبيرة تصل إلى 90 بالمائة.
وعن مستوى القمع الذي وصلت إليه مصر في عهد السيسي، نقل تراجر عند أحد الناشطين قوله: "القمع كلّي لدرجة تذكّرني بحقبة
عبد الناصر. في ظلّ حكم جماعة الإخوان المسلمين كنت أخاف من الأصولية ومن تغيّر طابع البلاد، لكن كنّا نتمتّع بحرية أكبر آنذاك. أمّا اليوم فتسود قاعدة (اخرس لتتمكّن من العيش والاستمرار). عدنا اليوم إلى الهمس في الغرف".
وعن هيمنة سلطات السيسي على وسائل الإعلام، قال الكاتب إن "الاستخبارات أمّنت السيولة النقدية التي استُخدمت لشراء العديد من شبكات الأخبار التلفزيونية الخاصة، بالإضافة إلى مصالح في شركات علاقات عامّة تشتري الإعلانات التلفزيونية".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، قالت مصادر إعلامية متعددة إنّ الأجهزة الأمنية غالبا ما تقرّر ما يمكن وما لا يمكن تغطيته، ومِن قِبَل مَن. ولعلّ ذلك يفسّر سبب تعليق المنتقد العلني الأخير للسيسي على الهواء، الصحفي إبراهيم عيسى، لبرنامجه في وقت سابق من هذا الشهر بسبب "ضغوط" غير محدّدة. كما يفسّر على الأرجح العرض الغريب الأسبوع الماضي لمذيع الأخبار صاحب الخبرة الواسعة عمرو أديب، إذ خصص حوالي نصف برنامجه للترويج لثلاجة "حلوان 360" التي تنتجها شركة عسكرية، كما لو كان بائعا يفسّر بإسهاب".
وختم مقالته بالقول إنه "بعد مرور ستّ سنوات على ثورة (ميدان التحرير) في مصر وأحلام (الربيع العربي) التي ألهمتها، وصلت البلاد إلى طريق مسدود. فقلّة تعتقد أنّ المعاناة الاقتصادية ستنحسر قريبا، وليس هناك مجال للمضي قدما سياسيا"