نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن قرار الحظر الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لمنع دخول مواطنين من سبع دول غالبية سكانها من
المسلمين، وعن البيان الذي أصدرته رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لاحقا؛ بشأن هذا القرار الذي يطال مواطنين بريطانيين.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن تيريزا ماي أصدرت بيانا قالت من خلاله إنها "لا توافق" على القرار المشار إليه، إلى جانب وقف استقبال اللاجئين بشكل كامل. وجاء هذا البيان بعد عدة ضغوط سياسية دعت ماي إلى إدانة قرار ترامب.
وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم رئيسة الوزراء أعرب عن نوايا المملكة المتحدة "بالتدخل" في حال طال قرار الحظر مواطنين بريطانيين. وأضاف المتحدث أن "سياسة الهجرة الأمريكية هي شأن يخص حكومة الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة مسؤولة عن السياسة البريطانية بشأن اللاجئين. لكننا لا نوافق على مثل هذه القرارات".
ونقلت الصحيفة على لسان المتحدث باسم رئيسة الوزراء أن المملكة المتحدة بصدد دراسة الأمر التنفيذي الجديد لتحديد تبعاته، خاصة بالنسبة للبريطانيين. وفي هذا الصدد أفاد المتحدث "في حال كان لهذا المرسوم أي تأثير على المواطنين البريطانيين، فمن الواضح أننا سنتدخل لدى الحكومة الأمريكية".
وذكرت الصحيفة أن هذا البيان قد لا يكون كافيا للتعبير عن غضب نواب فيما يتعلق بالقرار الذي اتخذه ترامب، والذي سرعان ما سبب حالة من الفوضى في المطارات. وفي الواقع، هناك تقارير تفيد بأن عددا من البريطانيين قد منعوا من دخول الولايات المتحدة، إذ أنهم كانوا يحملون أيضا جنسيات الدول التي تم فرض حظر عليها. ومن المرجح أيضا أن يشمل قرار ترامب مواطنين بريطانيين رفيعي المستوى، مثل محمد فرح، الفائز بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية والنائب عن حزب المحافظين ناظم الزهاوي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تساؤلات حول سبب تأخر البيان الذي أعلنته ماي، فقد رفضت هذه الأخيرة في البداية إدانة الحظر المفروض على اللاجئين، وعلى مواطني سبعة دول ذات أغلبية مسلمة. وتحت إلحاح الصحفيين، اكتفت ماي بالقول إن "الولايات المتحدة هي المسؤولة عن سياسة إدارتها بشأن اللاجئين".
وبعد صدور قرار الحظر، قال الزهاوي، وهو نائب بريطاني ولد في العراق، إنه "يوم حزين بالنسبة للولايات المتحدة، فأنا مواطن بريطاني وأنا فخور لأني مرحب بي في هذا البلد (
بريطانيا). لكن من المحزن أنه قد تم منعي من دخول الولايات المتحدة بسبب البلد الذي ولدت فيه". وأضاف الزهاوي أن قرار ترامب يشمله هو وزوجته، التي ولدت أيضا في العراق، إحدى الدول المستهدفة في الأمر التنفيذي الذي اتخذه ترامب.
أما فيما يخص محمد فرح، فقد بينت الصحيفة أنه من جذور صومالية ويعيش في المملكة المتحدة، وهو يتدرب حاليا في ولاية أوريغون في الولايات المتحدة، لكن ليس من الواضح ما إذا سيكون قادرا على الدخول للولايات المتحدة في حال غادرها.
ومن جهته، قال النائب عن حزب المحافظين، ديفيد أربورتون، إن الحظر "كان صادما وسخيفا ومروعا ومجنونا"، وأعرب عن رغبته بأن تتصدى ماي لمثل هذا القرار وتعارضه بقوة. أما النائب جيمس كليفيرلي، فقد قال إن الحظر الذي فرضه ترامب "لا يمكن تبريره، وغير قابل للتطبيق، ويتنافى مع الدستور".
ونقلت الصحيفة العديد من ردود الفعل التي عكست مواقف مجموعة من السياسيين البريطانيين على غرار زعيم حزب المحافظين الأسكتلنديين، روث ديفيدسون، الذي أدان الحظر، حيث اعتبره "خطأ وأمرا مقلقا للغاية".
وقال زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، إن أمر ترامب التنفيذي ضد اللاجئين والمسلمين هو بمثابة "صدمة، وكان يجب على تيريزا ماي أن تتخذ موقفا واضحا يعكس قيمنا من خلال إدانة أفعال ترامب، إنه أمر محزن لبلادنا أنها اختارت غير ذلك. وبعد الإجراءات البشعة التي اتخذها ترامب، وبعد رفض ماي إدانة الحظر، من المهم الآن بالنسبة لنا أن نقول للاجئين الذين يبحثون عن مكان آمن، أنهم مرحب بهم في بريطانيا".
وأكد زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، تيم فارون، أنه يتوجب على الحكومة البريطانية إعطاء نصائح سفر للمواطنين البريطانيين الذين قد يشملهم الحظر. وأضاف: "تيريزا ماي قد أعلنت اليوم أن حظر دونالد ترامب لمسافري الدول المسلمة هو مسألة تتعلق بالولايات المتحدة. وفي المقابل، نحن نعلم أن وزارة الخارجية الأمريكية يمكن أن تفرض الحظر على ذوي الجنسية المزدوجة، بما في ذلك البريطانيين".
وأوضح فارون أن على ماي "أن توضح لصديقها المفضل دونالد ترامب، ضرورة السماح لكل المواطنين البريطانيين، بالدخول للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تأمر ماي وزارة الخارجية بأن تقدم المشورة للمواطنين البريطانيين الذين سيسافرون للولايات المتحدة".