ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن استطلاعا أجراه معهد "
غالوب" للرأي العام، أظهر أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب خسر شعبيته بين الأمريكيين بطريقة سريعة.
وتقول الصحيفة: "في الأيام العادية يحتاج الرؤساء الأمريكيون لمئات الأيام ليعرفوا أن شعبيتهم تراجعت، وكان هذا هو الحال مع الرؤساء الخمسة السابقين، فقد تراجعت شعبية بيل كلينتون بعد 573 يوما، حيث قالت نسبة 50% من الأمريكيين إنها ليست راضية عن أدائه".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الملياردير ورجل الأعمال والنجم التلفزيوني الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة ترامب، حطم الرقم القياسي بعد فوزه على بطاقة معاداة المؤسسة السياسية الحاكمة، حيث إنه بعد ثمانية أيام من توليه السلطة، أجرى معهد "غالوب" استطلاعا في 28 كانون الثاني/ يناير، أظهر أن غالبية الأمريكيين ليسوا راضين عن أدائه بنسبة (51%).
وتورد الصحيفة أن ترامب أثار جدلا وشجبا دوليا بعد سلسلة من القرارات التنفيذية، التي منع فيها مواطني سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وإلغاء مشروع العناية الصحية لأوباما، وخروج أمريكا من معاهدة الشراكة التجارية بين دول البحر الهادي، ووقف الدعم للجماعات التي تدعم الإجهاض.
ويلفت التقرير إلى أن ترامب هاجم الإعلام لأنه قال، و"كان صادقا"، إن حفلة تنصيب الرئيس السابق باراك
أوباما عام 2009 جلبت إلى واشنطن أعدادا كبيرة من الحضور، بعد تظاهرات شهدها العالم في مسيرات المرأة وفي الولايات المتحدة أيضا.
وتبين الصحيفة أن الأسبوع غير المسبوق في السياسة الأمريكية ساعد ترامب على تحطيم الرقم القياسي في تراجع الشعبية، مشيرة إلى أن باراك أوباما احتاج 936 يوما لتتراجع شعبيته، أما جورج دبليو بوش فقد احتاج 1205 أيام، حيث لم يكن نصف السكان راضين عن أدائهما.
وينوه التقرير إلى أن المرشح الجمهوري استطاع الفوز من خلال تحقيقه تقدما في الولايات المتأرجحة، رغم أنه خسر التصويت الشعبي بحوالي 2.9 مليون صوت لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري
كلينتون؛ وهذا يفسر شعبيته المتدنية بأربع وعشرين نفطة عن شعبية أوباما.
وتكشف الصحيفة عن أنه حتى قبل تنصيب ترامب، فإن شعبيته كانت أدنى من شعبية أي رئيس آخر، حيث يشير
استطلاع "غالوب" إلى أن الرؤساء الثلاثة السابقين حظي كل واحد منهم بنسبة 65% خلال المرحلة الانتقالية للسلطة، وهي نسبة أعلى من نسبة شعبية ترامب بشكل واضح.
وبحسب التقرير، فإن نسبة 75% من الأمريكيين أثنت على الطريقة التي تعامل فيها أوباما مع المرحلة الانتقالية، أما بوش فحظي بنسبة 65%، وحصل بيل كلينتون على نسبة 67%، وبالمقارنة مع ترامب، فإن نسبة 48% وافقت على أدائه، مقابل 48% لم تكن راضية.
وتفيد الصحيفة بأن المعهد يرى أن السبب الذي يجعل ترامب يتخلف عن الرؤساء السابقين عائد إلى أن المعارضة له أكثر شدة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول معهد "غالوب" قبل تنصيبه: "لا يزال لدى ترامب الوقت ليحرف الموجة، ويتجنب بدء رئاسته رئيسا أقل شعبية في تاريخ الاستطلاعات التي أجراها (غالوب)، وهذا يقتضي منه الحصول على دعم المستقلين والديمقراطيين الذين يبدو أكثرهم مترددا بدعمه".