ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الجيش الأمريكي فتح تحقيقا في مقتل مدنيين في العملية الفاشلة التي قامت بها قوات أمريكية خاصة، وشاركت فيها قوات نخبة إماراتية، مشيرة إلى أنه قتل فيها جندي من قوات الفقمة الخاصة، وجرح ثلاثة، وخسر الجيش الأمريكي طائرة "أوسبري" كلفت صناعتها 75 مليون دولار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب وقع على أول مهمة للقوات الخاصة بعد أيام من تنصيبه، وذلك من أجل الهجوم على معسكر لتنظيم
القاعدة في قرية نائية وسط
اليمن.
وتبين الصحيفة أنه بعد نفي الجيش الأمريكي في البداية وقوع مدنيين، فإن القيادة المركزية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا قالت إن بين القتلى عددا من النساء والأطفال، بينهم ابنة الناشط أنور العولقي، المولودة في الولايات المتحدة، وتحمل الجنسية الأمريكية.
ويورد التقرير نقلا عن القيادة المركزية قولها في بيان إنها "تحاول تحديد فيما إن كانت هناك حالات لم يتم الكشف عنها في أثناء المعركة الحامية"، لافتا إلى قول وزارة الدفاع إن الضابط ويليام أوينز و14 مقاتلا قتلوا في المعركة، وقال المسعفون أن حوالي 30 شخصا قتلوا، بينهم نساء وأطفال.
وتكشف الصحيفة عن أن ترامب وافق على العملية في أثناء عشاء حضره وزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومستشاره الخاص وصهره جارد كوشنر، ومدير الاستراتيجيات في البيت الأبيض ستيفن بانون، مشيرة إلى أن نائب الرئيس مايك بينس كان حاضرا.
وبحسب التقرير، فإن "نيويورك تايمز" ووكالة أنباء "رويترز" نقلتا عن مسؤولين عسكريين، قولهم إنه تم التوقيع على المهمة دون تقديم معلومات استخباراتية، في محاولة لتحميل المسؤولية للرئيس والمستشارين حوله.
وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين، قوله إن العملية كانت فاشلة منذ البداية، حيث كشف شيوخ القبائل في المنطقة عن العملية، وأخبروا المقاتلين الذين تحصنوا في عيادة ومدرسة وبيوت ومسجد، وخسر الكوماندوز عنصر المفاجأة، ووجدوا أنفسهم أمام موقع محصن وقناصة وحقول ألغام، وخاضوا معركة استمرت 50 دقيقة، لافتة إلى أنه عندما طلب المهاجمون الدعم الجوي من المروحيات والمقاتلات، فإنه تم قتل 14 من عناصر تنظيم القاعدة، لكن إحدى الطائرات هبطت بصعوبة، وتركت وراءها الكوماندوز قبل أن يتم تدميرها من الجو.
ويلفت التقرير إلى أنه تم التحضير للعملية في عهد باراك أوباما، وتم تأخيرها لأن وزارة الدفاع "البنتاغون" كانت تبحث عن تنفيذها في ليلة مظلمة، ولم يتيسر حصول هذا، ولم يوقع عليها الرئيس أوباما، وقال مسؤول: "كل شيء لم يسر حسب الخطة"، ولم تستطع قوات النخبة القبض على أي ناشط أو سجين.
وتقول الصحيفة إن "وقوع ضحايا مدنيين في العملية يطرح أسئلة حول الخطط التي استغرقت أشهرا لتنفيذ العملية خلال فترة أوباما، وإن طرحت أسئلة صحيحة قبل إعطاء الأمر بتنفيذها، وفي العادة يقوم مستشارو الرئيس بتقديم المخاطر له، إلا أن مسؤولين في البنتاغون رفضوا الحديث عن نقاشات بعينها مع الرئيس".
وتضيف "نيويورك تايمز" أن الكوماندوز عرفوا من خلال التنصت أن العملية أصبحت مكشوفة، لكنهم استمروا بالتقدم نحو هدفهم، الذي كان يبعد خمسة أميال عن المكان الذي تم إنزالهم فيه
وتعد هذه العملية الأولى منذ كانون الأول/ ديسمبر 2014، عندما قام جنود من الوحدة السادسة في قوات الفقمة بمهاجمة قرية في جنوب اليمن؛ في محاولة لتحرير صحافي أمريكي كان رهينة لدى تنظيم القاعدة، وانتهت العملية بالفشل، حيث قتل تنظيم القاعدة الصحافي الأمريكي والجنوب أفريقي الذي كان محتجزا معه.