أغفل زعماء الاتحاد الأووربي المجتمعون في مالطا، الجمعة، أي حديث عن
تنظيم الدولة، وذلك بعد تقليم أظافره في معاقله الرئيسية في درنة وبنغازي وصرمان وأخيرا مدينة سرت وسط
ليبيا، وتحوله من الهجوم إلى الدفاع، بل والمطاردة من قبل قوى مسلحة عديدة متعارضة.
وركزت قمة مالطا على ملف
الهجرة غير الشرعية، بوصف إيطاليا وبقية دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تضررا منه، رغم إطلاق الاتحاد لعملية صوفيا منذ أكثر من عام وتوسيعها لتشمل كامل المياه الإقليمية الليبية، بعد أن كانت محصورة ما بين سرت والحدود البحرية الغربية.
وتسعى الدول الأوروبية من خلال عملية صوفيا إلى رفع كفاءة خفر السواحل الليبي في مطاردة المهربين، وإنقاذ المهاجرين غير الشرعين، إضافة إلى مراقبة وتفتيش أي سفينة يشتبه في حملها أسلحة تخالف قرار مجلس الأمن الصادر عام 2011.
وأطلقت دول الاتحاد في مالطا ما سمته بـ"إعلان مالطا" الذي تناول محاربة ظاهرة تهريب المهاجرين غير الشرعيين في بلدان المنبع والعبور، وتنبيه الراغبين في الهجرة بمخاطر التهريب، بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة العالمية.
كما تضمنت وثيقة مالطا، برامج تحسين شروط إقامة المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، وتمكين الجهات المحلية في ليبيا من استضافتهم، وإمكانية ترجيعهم لبلدانهم.
وفي مبادرة منفصلة عن الاتحاد الأوروبي، أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو ألفانو تخصيص بلاده من موازنتها العامة، مئتي مليون يورو، مخصصة لصندوق إفريقيا، بهدف وقف عمليات الهجرة بالتعاون مع الدول المعنية.
لا لتوطين المهاجرين
وجدد رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج عقب لقائه بالممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، رفض ليبيا توطين المهاجرين غير الشرعين على أراضيها، عقب مقترح أطلقه في سبتبمر/أيلول من العام الماضي، رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، يدعو إلى إنشاء مدينة كبيرة للمهاجرين في ليبيا.
خضوع العسكر للمدنيين
من جانبه أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، استعداد الحلف بناء وزارة دفاع وهيئة أركان وجهاز استخبارات في ليبيا تحت سيطرة مدنية، وأن حكومة الوفاق الوطني هي الممثل الوحيد للشعب الليبي.
وقال مقربون من حكومة الوفاق الوطني: إن تصريح أمين عام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، هو بمنزلة رسالة لمصر وللدول الإقليمية الداعمة لهيمنة العسكر على السلطة في ليبيا، بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسعى للسيطرة على الحكم بقوة السلاح.