نشر موقع كليفلاند الأمريكي، تقريرا تحدث فيه عن
اللوبي الأمريكي الذي يساند رئيس النظام السوري بشار
الأسد؛ من داخل العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن لدى النظام السوري مجموعات ضغط في العاصمة واشنطن، منذ أن بدأ العملية العسكرية ضد شعبه، لكن أبرز الانتصارات لهذه المجموعات كانت في شهر كانون الأول/ يناير الماضي؛ عندما نجحت في جلب النائب الديمقراطية عن ولاية هاواي، تولسي غابارد، إلى العاصمة السورية دمشق، وشرحت لها اسطوانتها ورؤيتها للحرب في
سوريا.
وقالت غابارد (35 عاما) قبل أسبوع لـ"سي أن أن" إنه "مهما كنتم تعتقدون في الرئيس الأسد؛ فالواقع أنه رئيس سوريا"، معتبرة أنه "يجب التحدث معه من أجل الحصول على اتفاق سلام قابل للتنفيذ".
وأضافت أنه "لا توجد فصائل معتدلة، وفي حال أطيح بالأسد؛ فإن تنظيم القاعدة والجماعات المشابهة له ستسيطر على سوريا"، متابعة: "دعوا السوريين يقررون مستقبلهم، وليس الولايات المتحدة أو أي دولة أجنبية أخرى".
ووفقا للتقرير؛ فإن "غابارد لم تكن أول مسؤولة منتخبة في الولايات المتحدة تقابل الأسد، ففي سنوات حكمه الأولى؛ سافر العديد من المشرعين الأمريكيين لرؤية ذلك الشاب (طبيب العيون) الناطق بالانجليزية، على أمل أن يكون من الإصلاحيين، ويوقف العلاقة المشبوهة مع إيران، ويدخل في سلام مع إسرائيل".
وزارت دمشق رئيسة مجلس النواب الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، نانسي بيلوسي، في عام 2007. ثم السيناتور الديمقراطي من ولاية ماساتشوستس، جون كيري، على رأس وفد في عام 2009.
وأوضح التقرير الذي كتبه جوش روجين، وهو صاحب عمود دوري في "واشنطن بوست"، أنه بعد أن بدأ القتل في عام 2011؛ بدأ الموالون لنظام الأسد في واشنطن العمل بشكل سري، وانتشرت حملة ترهيب سرية بحق السوريين الموجودين في أمريكا.
"وفي ذلك الوقت؛ بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق مع سفير سوريا بالولايات المتحدة، عماد مصطفى، بسبب ما ظهر من تتبع الأمريكيين السوريين الذين كانوا يعارضون النظام وأفعاله، وتهديد أسرهم في سوريا".
وأضاف التقرير أن مصطفى غادر إلى بكين في عام 2012، لكنه ترك مكانه شبكة من الأصدقاء الأمريكيين السوريين الموالين للنظام، والذين يعملون لمصلحته.
وكان أحد السوريين القريبين من مصطفى؛ رجل الأعمال السوري بسام خوام، بحسب ما أكد ثلاثة أمريكيين من أصل سوري لجوش، لكنهم رفضوا الكشف عن اسمهم.
وبين التقرير أنه بعد خمس سنوات؛ "لا يظهر مصطفى نشاطه، ولكن خوام لا يزال نشطا، فقد نظم وشارك في رحلة إلى دمشق مع غابارد، ورتب لقاء مع الأسد".
ونقل عن المستشار السياسي ومدير العلاقات الحكومية للمجلس السوري الأمريكي في واشنطن، محمد علاء غانم، قوله إن هذا الرجل (خوام)، بدأ بتشكيل لوبي موالي للأسد حتى قبل الثورة، ونحن منزعجون بشدة بسبب محاولاته مساعدة مجرم الحرب (بشار الأسد) وتحسين علاقته مع أعضاء الكونجرس".
كما انضم عضو
الكونغرس السابق دينيس كوسينيتش، الديمقراطي من ولاية أوهايو، لرحلة دمشق، والأمر ليس مجرد صدفة، بحسب التقرير. ويقول إن "خوام رتب لكوسينيتش لقاء مع الأسد عدة مرات، كان آخرها في عام 2013. وتبرع لحملات كوسينيتش".
ويصف خوام نفسه بانه المدير التنفيذي لمؤسسة أكسيس (ACCESS) في أوهايو، والتي بدورها تقدم نفسها على أنها فرع لمركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية، الذي يتخذ من متشيغان مقرا.
وتقول غابارد إن أكسيس مولت مولت رحلتها إلى دمشق، مشيرة إلى أن المؤسسة لم تكن موجودة منذ عدة سنوات.
لكن على الجهة الأخرى، ينقل التقرير عن رنا تيلو" مديرة الاتصالات في أكسيس، قولها: "يمكنني أن أؤكد لكم أن خوام لم يكن موظفا في المنظمة، وأنه لا ينتمي لها على الاطلاق".
وأوضحت رنا أن المنظمة أقامت شبكة وطنية للمجتمعات العربية الأمريكية، والتي لها فرع في أوهايو منذ عدة سنوات، لكن ليس فيه أي نوع من الهيكلية، مضيفة إلى أنه لا سلّم وظيفيا هناك ولا أعضاء فاعلين.
بدورها اعتبرت غابارد، في بيان صحفي أن بسام خوام وشقيقه إيلي، اللذين شاركاها الرحلة، "هما من دعاة السلام منذ فترة طويلة"، لكن مكتبها قال لكاتب التقرير إنه لم يكن يجمع النائبة أي علاقة أو معرفة سابقة بهما.
ويوضح التقرير أنه "لم يعرف حتى الآن المصدر الفعلي لتمويل الرحلة. ولكن ليس هناك شك في أن نظام الأسد سهّل الأمر. لم تكتف المجموعة التي قادها خوام بالحصول على مقابلة مع الرئيس الأسد، لكنها استطاعت الوصول إلى مناطق الحرب الحساسة تحت حماية القوات الحكومية"، وفق التقرير.
ويبيّن التقرير أنه "لدى عودتها من رحلة دمشق، عارضت غابارد في عدة مقابلات ومقالات ما وصفته سياسة تغيير النظام؛ التي تقوده الولايات المتحدة في سوريا"، وقالت إنه لا وجود للمعارضة المعتدلة في سوريا، وأن الولايات المتحدة تمول وتسلح تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وفق زعمها.
ويشدد كاتب التقرير على أن "المعارضة المبدئية لموقف الولايات المتحدة من الأزمة في سوريا هو شيء، والتحول إلى أداة إعلامية لنظام رسمي قاتل شيء آخر. تعاون غابارد مع نظم الأسد نسف جهودها بمحاولة إظهار نفسها كصوت شرعي للسياسة الخارجية الأمريكية"، وفق قوله.
وختم بقوله:"القضية كلها تثبت أن اللوبي الداعم للأسد على قيد الحياة وبصحة جيدة، والآن لديه عضو كونغرس ناطق باسمه، سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك".