نشر موقع "بازفيد" تقريرا للصحافيين جين ليتفينينكو وكارستين شيميل، يقولان فيه إن الشرطة الألمانية داهمت في 24 كانون الثاني/ يناير، 29 بيتا؛ بحثا عن أسلحة غير شرعية تم شراؤها من متجر على الإنترنت يعمل من هنغاريا (المجر).
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الشرطة قامت بمصادرة أسلحة نارية ودروع وأجهزة حاسوب من عناوين موزعة على 11 ولاية من 16 ولاية هي مجموع ولايات ألمانيا، لافتا إلى أنه في الوقت الذي استطاعت فيه الشرطة الاستيلاء على الأسلحة، إلا أن الشرطة لا تزال غير قادرة على إلقاء القبض على الشخص الذي أدار المتجر.
ويكشف الكاتبان عن أن الذي يدير المتجر اسمه ماريو رونش، وهو فار من الشرطة والجمارك على مدى الأشهر الماضية في بلدة إيرفورت الجميلة، حيث هو مطلوب للتحقيق في علاقته في "تحريض الناس" ونشر معلومات كاذبة، وكلاهما يعد جريمة في ألمانيا، مشيرين إلى أن هاتين التهمتين تتعلقان بصفحة "فيسبوك" أدراها رونش، البالغ من العمر 33 عاما، حيث كان ينشر الكثير من الأخبار الكاذبة والدعاية المؤيدة للكرملين والمحتويات المعادية للاجئين.
ويلفت الموقع إلى أن آراء رونش تعد متطرفة لدرجة أن مجلة "كومباكت" الألمانية اليمينية المتطرفة، التي نشرت على غلافها مؤخرا، صورة المستشارة الألمانية أنجيلا
ميركل مرسوما على وجهها شارب هتلر، حرصت أن تنأى بنفسها عنه، وقال مقال للمجلة على الإنترنت: "لقد قمنا بطرد رونش من العمل في صيف 2016؛ بسبب اتجاره بالأسلحة.. ونحن في (كومباكت) حذرنا من رونش مرات عديدة، هو ومتجر الأسلحة يشكلان خطرا".
وقد كشف
تحقيق إخباري لموقع "بازفيد" كيف استخدم رونش مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة والارتباط المزور مع مجموعة "أنونيموس" لنشر أخبار كاذبة، وبيع أسلحة بشكل غير قانوني، والتهرب من السلطات الألمانية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا للبحث عن الطريقة السليمة للتعامل مع زيادة الأخبار والمعلومات الكاذبة وبث الكراهية قبل الانتخابات، التي ستجرى في أيلول/ سبتمبر، تبرز قضية رونش مدى صعوبة إغلاق مصادر الأخبار الكاذبة، وحتى في بلد فيها قوانين كثيرة ضد خطاب الكراهية.
ويورد التقرير نقلا عن الشرطة الألمانية قولها للموقع، إنها تشتبه بوجود رونش في هنغاريا، لكن رونش قال في منشور مؤخرا على موقع تواصل اجتماعي روسي، اسمه "فيكونتاكتي"، إنه موجود في القرم وأن السلطات الألمانية لا تهمه، لافتا إلى أن الصورة تظهر رونش واقفا أمام بحيرة زرقاء وعلى وجهه الابتسامة، وعلق على الصورة قائلا: "تحياتي من يالتا.. ميركل إلى الجحيم".
ويذكر الكاتبان أن رونش بدأ بالظهور عندما قام عام 2014 بتنظيم مظاهرات في بلدة إيرفورت التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، حيث يظهر أحد فيديوهات "يوتيوب" رونش يقود المتظاهرين، ويهتف من خلال مكبر صوت: "اذهبوا إلى بيوتكم، أو انضموا إلينا في الشارع أيها الصحافيون الأعزاء، لكن توقفوا عن نشر الأكاذيب السخيفة"، مستدركا بأنه مع أن الفيديوهات مختصرة، وكان هناك العديد من المظاهرات التي لم يعرف هدفها، إلا أنه، وبحسب سلطات البلدة، فإن رونش سجل ثماني مظاهرات موضوعها "السلام".
ويستدرك الموقع بأن الرسالة المبثوثة على صفحته على "فيسبوك" و"أنونيموس كوليكتف" رسالة أخرى، مشيرا إلى أن رونش وصفحته "أنونيموس كوليكتف" لا علاقة لهما بمجموعة "أنونيموس" على الإنترنت ولكن كان لها شعبية، وكان يديرها رونش وشخص يسمى كاي هوميلياس، بحسب صورة للشاشة حصل عليها موقع "موذر بورد" الألماني.
ويفيد التقرير بأن هوميلياس يعمل ناشرا، حيث ينشر كتبا عن نظرية المؤامرة المتعلقة برش الطائرات التي تطير على ارتفاعات عالية مواد كيماوية، وحول نظرية المؤامرة بشأن هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، ورفض أن يرد على طلبات الموقع للتعليق.
ويبين الكاتبان أن الصفحة كانت تبث دعاية الكراهية والعنف والتطبيق الشعبي للقانون ضد اللاجئين، بحسب التقارير، بالإضافة إلى أن ما كان ينشر على صفحة "أنونيموس كوليكتف" كان يشيطن المستشارة الألمانية ميركل، ويمتدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم تشبيه ميركل بهتلر، وظهرت أخبار كاذبة كثيرة تتعلق بقيام اللاجئين باعتداءات عنيفة على الألمان وباغتصاب النساء، لافتين إلى أنه قبل أن تقوم شركة "فيسبوك" بإغلاق الصفحة كانت قد حصلت على مليون معجب.
وينوه الموقع إلى أن رونش هدد بمقاضاة أي شخص يقول إن له علاقة بصفحة الـ"فيسبوك" تلك، لكنه اختفى عندما اغلقت الصفحة في تاريخ 19 أيار/ مايو، مشيرا إلى أنه بعد إغلاق صفحة "أنونيموس كوليكتف"، فإنه تم إنشاء موقع آخر اسمه "أنونيموس نيوز" في روسيا خلال أقل من أسبوع، وتظهر السجلات علاقته برونش، بالإضافة إلى أن الرسائل المنشورة عليه تشبه ما كان ينشر على صفحة "أنونيموس كوليكتف".
وبحسب التقرير، فإن الموقع الجديد، مثل سابقه، يحتوي على خليط من نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة حول اللاجئين والمعلومات الكاذبة عن السياسيين الليبراليين، مثل ميركل وباراك أوباما، مستدركا بأنه رغم أن الموقع يطرح نفسه على أنه جزء من مجموعة "أنونيموس"، إلا أن المجموعة شجبته.
ويقول الكاتبان إن صفحة "أنونيموس نيوز" جذبت مشاركة كبيرة على "فيسبوك"، وقامت خلال الستة أشهر الماضية بنشر مقالات كاذبة حول لاجئين قاموا باغتصاب نساء في كولون، وجنرال ألماني معارض لميركل، وإبادة الألمان "المنسية"، حيث حققت من هذه القصص كلها 20 ألف مشاركة، بالإضافة إلى أنه تمت الإشارة إلى هذه القصص في إعلام اليمين المتطرف الآخر ومصادر نظرية المؤامرة عبر أوروبا.
ويوضح الموقع أن "الموقع الجديد يشبه الموقع القديم من النواحي كلها، لكن هناك إضافة خطيرة له، وهي أنه يعرض بيع
السلاح الناري لأي شخص يريد حماية نفسه من خطر اللاجئين، ويعود حساب (أنونيموس كوليكتف) إلى عام 2011، لكن لم يبدأ ببيع السلاح حتى أيار/ مايو 2016، والدكان الذي يحمل اسم (مايغرانت فرايت) أو الرعب من المهاجرين لا يحاول إخفاء السبب لشراء الأسلحة، بل يقول إنها لحماية النفس ومن تحب من المهاجرين، وليس هناك طريقة لمعرفة عدد زبائن (مايغرانت فرايت) لكن هناك تقارير بعد مداهمات الشرطة الألمانية بأن 198 شخصا اشتروا سلاحا، ورفضت السلطات التعليق بخصوص التحقيقات الدائرة، لكنها وفرت صورا للأسلحة المصادرة".
ويختم "بازفيد" تقريره بالقول إن "(بازفيد نيوز) يستطيع التأكيد أن رونش على علاقة بمتجر (مايغرانت فرايت) من سجلات الموقع وسجلات الشركات الهنغارية، ويظهر اسمه وعنوانه في هنغاريا على الموقع، (حيث يجب أن يظهر على مواقع التجارة في أوروبا عنوان واسم المالك)، ورقم الضريبة في هنغاريا".