نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمحللها الدبلوماسي باتريك وينتور، عن الخطوات التي يعمل الاتحاد الأوروبي على تنفيذها في ما يتعلق بالأزمة في
ليبيا؛ في محاولة لتثبيط عزم
روسيا عن مساعدة الجنرال المتقاعد خليفة
حفتر، والتعاون معه في مسألة اللاجئين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن حفتر، الذي سيطر على الجزء الشرقي من البلاد، طلب المساعدة من روسيا؛ من أجل محاربة تنظيم الدولة، مستدركا بأن الدبلوماسيين الغربيين يخشون من انضمامه إلى محور القادة الديكتاتوريين العلمانيين في الشرق الأوسط، الذين يدعمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب بشار الأسد في سوريا وعبد الفتاح السيسي في مصر، حيث تأمل دول الاتحاد الأوروبي، بدلا من ذلك، بإقناع حفتر بالقبول بدور عسكري قوي في الحكومة المدنية، التي أشرفت على تشكيلها الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 2015.
ويعلق وينتور قائلا إن "روسيا، في ضوء نجاحها في سوريا، فإنها تحاول توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، ويراقب الدبلوماسيون فيما إن كانت روسيا ستقبل التعاون بشكل بناء في ليبيا، أم أنها تحاول دعم الجنرال حفتر فقط، بطريقة تضعف جهود الأمم المتحدة وحكومة الوفاق الوطني".
وتذكر الصحيفة أن موسكو تعمل جاهدة على استعادة الاستثمارات في البنى التحتية، التي وضعتها في حقول النفط والمنشآت في ليبيا قبل الثورة، ولهذا احتفت بحفتر، وعالجت جنوده الجرحى.
ويقول الكاتب إن "الأزمة عاجلة، ويحتاج الاتحاد الأوروبي حكومة ليبية قابلة للحياة؛ من أجل العمل معها، والحد من أزمة المهاجرين، ومن هنا فإن الحكومة الإيطالية، التي تقود الجهود الأوروبية في ليبيا، حاولت فحص النوايا الروسية؛ في محاولة لإقناع الروس بأن دعم حاكم عسكري وحيد في السلطة ليس حلا للفوضى والمشكلات التي تواجهها ليبيا".
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الإيطالية أنجلينو ألفانو، قوله إن هناك إشارات إيجابية قادمة من ليبيا، وإنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف للمرة الثانية في بون في ألمانيا في 16 شباط/ فبراير.
ويلفت التقرير إلى أن الدور الروسي سيكون محل نقاش بين رئيس الوزراء الإيطالي باولون جينتلينو عندما يلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم، حيث سيتداولان ما يمكن تقديمه من تسويات، إن كانت هناك تسوية، ومنح حفتر دورا في حكومة الوفاق الوطني، مشيرا إلى أن السكان لم يعودوا يثقون بحكومة الوفاق الوطني، التي لم تقدم لهم الخدمات الأساسية، مثل الخدمات المصرفية والطاقة الكهربائية.
ويفيد وينتور بأن محاولات المصالحة الوطنية، التي رعتها الأمم المتحدة، لم تنجح في التوصل إلى تسوية مع حكومة مجلس النواب، التي تتخذ من طبرق في شرق البلاد مقرا لها؛ نظرا للمعارضة التي يظهرها حفتر، الذي يقود الجيش الوطني، لافتا إلى أن حفتر تحدث في نهاية الأسبوع عن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الذي قد تجذبه أجندة مكافحة التطرف الإسلامي.
وتستدرك الصحيفة بأنه مع ذلك، فإن حكومات الاتحاد الأوروبي تعتقد أن هناك إمكانية لإقناع روسيا بتقديم تنازلات سياسية، وتوحيد طرفي البلاد، غربها وشرقها، مشيرة إلى أن المبعوث الدولي مارتن كوبلر قال يوم الأربعاء، إنه واثق من إمكانية تحقيق تغييرات على الدستور الليبي في غضون أسبوع، بشكل يمنح حفتر دورا في قوات الدفاع الوطنية، لكن بخط أحمر، ما يعني أنه سيكون تابعا للحكومة المدنية.
وينوه التقرير إلى أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني كريسبن بلانت، حث الحكومة على ألا تغريها فكرة "الرجل القوي"، وقال: "يجب أن يكون حفتر جزءا من الحل، إلا أن اقتراح كونه جزءا من الحل يتداعى أمام الواقع الليبي"، مشيرا إلى أنه شخصية مثيرة للانقسام.
وبحسب الكاتب، فإن هناك بعض الإشارات إلى أن نسخة من هذه الرسالة وصلت إلى البيت الأبيض، ففي مهاتفة بين ترامب وجينتلينو، حثه الرئيس الأمريكي على مواصلة سياسته في ليبيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى المبعوث الأمريكي الخاص المنتهية ولايته جوناثان واينر، دعا ترامب ألا يدعم حفتر، لافتة إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون رحب في نهاية الأسبوع بنقاش دور مستقبلي لحفتر في ليبيا.