اعتبر الخبير الأمني الإسرائيلي المعروف، ومحرر الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف"؛ يوسي ميلمان، أن التهديدات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب ودولة الاحتلال وإيران مجرد ضجيج بلا حرب.
وشدد ميلمان في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" اللندني وترجمه "
عربي21"، على أنه بالرغم من اللغة النارية التي تصدر عن رئاسة ترامب إلا أن
الحرب مع
إيران لا تبدو وشيكة، كما أن مسؤولين أمريكيين كبار ومعهم نائب الرئيس مايك بينس أضافوا طبقة أخرى من الضبابية وعدم الوضوح، حيث صرحوا بأنه توجد لدى الإدارة عدة خيارات، و"أننا سوف نتخذ الإجراء المناسب"، دون أن يكشفوا عن نوع الإجراء.
ثنائية.. نتنياهو وترامب
وكشف يوسي ميلمان أن ترامب وفريقه يمقتان الاتفاق النووي الذي ورثوه من إدارة أوباما، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تعيد الخيار العسكري من جديد إلى الواجهة –أو هكذا تبدو الأمور.
إقرأ أيضا: تصنيف الحرس الثوري يفاقم الأزمة بين الإدارة الأمريكية وإيران
في مقابل ذلك أشار ميلمان في مقاله إلى أن أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي إسرائيل ترى أن صفقة النووي "لم تكن صفقة سيئة"، إلا أن فريق ترامب، مثله مثل نتنياهو، يرى أنها كانت كارثية. ولكن يبدو أن يدي ترامب مقيدتان ولا يقدر على عمل شيء، فالصفقة ليست شأنا ثنائيا بين الولايات المتحدة من جهة وإيران من الجهة الأخرى وإنما هي اتفاقية متعددة بين أطراف متعددة أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي بأسره.
وسيلتقي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل في
واشنطن بالرئيس ترامب، وسيحاول إقناعه باتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، وهذا أيضا ما يرجوه زعماء الدول السنية الموالية للغرب مثل المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ولم يعد أن نتنياهو يتحدث عن أي هجوم عسكري، سواء كان إسرائيليا أو أمريكيا. فسواء كانت صفقة النووي كارثية أم لا، بمجرد أن أصبحت واقعا تلاشى الحافز لديه لمهاجمة إيران – أو حتى للتظاهر بأنه كان على الاستعداد لشن هجوم عليها، وكل ما يرجوه الآن هو أن يستمر ترامب في مراكمة الضغط على إيران.
الخيارات.. بين أوباما وترامب
وأشار الخبير الإسرائيلي إلى أنه قبل إبرام صفقة النووي، كانت العبارة التي رددتها إدارة أوباما وحكومة نتنياهو مرارا وتكرارا هي "كل الخيارات موضوعة على الطاولة" وذلك في إشارة إلى احتمال شن هجوم عسكري ضد الجمهورية الإسلامية. بينما كان أوباما يسعى إلى إخضاع إيران وتقليص برنامجها النووي كان نتنياهو يخطط لجر الولايات المتحدة نحو القيام بعمل عسكري ضد إيران.
وأكد أنه في عام 2012 أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه إيهود باراك تعليمات إلى الجيش، وخاصة إلى سلاح الجو وأجهزة الاستخبارات، بإعداد سيناريوهات لشن هجوم على إيران.
وأوضح يوسي ميلمان، أنه في عهد إدارة أوباما كان كبار المسؤولين في المخابرات وفي الجيش، مثل رئيس الموساد الراحل مائير داغان، يعارضون التأجيج على الحرب الذي كان يمارسه نتنياهو وباراك، حيث كانوا يصرون على أنه لا معنى لأن تلجأ إسرائيل إلى استخدام الملاذ الأخير بينما ماتزال الخيارات الأخرى – مثل المقاطعة والتخريب والهجوم الإلكتروني باستخدام فايروس ستاكسنيت –ممكنة. وبناء على ذلك تم رفع خيار الحرب عن الطاولة في نهاية المطاف.
وخلص ميلمان إلى أن الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب حتى الآن، بما في ذلك فرض العقوبات، تعتبر صغيرة ومحدودة، وإذا ما أرادت الإدارة أن تضفي مصداقية على تهديداتها وأن تقنع إيران بأخذ هذه التهديدات على محمل الجد فإنا بحاجة لأن تكون أكثر إبداعا في صياغة كلامها وأكثر جدية فيما يصدر عنها من أفعال. ولكن، مازال غير واضح ما الذي ينوي ترامب القيام به.
وأكد أن ترامب يسعى مع بعض مساعديه (من أمثال ستيف بانون) إلى تصعيد التوتر مع إيران، فهم يريدون استفزاز طهران حتى توفر لهم المبرر للانسحاب من صفقة النووي بل وحتى لشن هجوم على إيران. ولكن حتى الآن، يظهر من رد الفعل الإيراني المنضبط أن طهران لم تبلع الطعم.
وكشف أن التوتر والتصعيد قد يمنح الرئيس حسن روحاني، المعروف باعتداله النسبي، الفرصة للفوز بفترة رئاسية ثانية (في حالة ترشحه) ستجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في شهر أيار/ مايو.