قال تقرير لمنتدى التواصل الأوروبي
الفلسطيني إن السقف المرتفع للشروط الألمانية للتعامل مع حركة
حماس والتي تعود للالتزامات التاريخية تجاه
إسرائيل يعرقل فرص فتح قنوات بين برلين والحركة.
وأوضح التقرير الصادر عن المنتدى حول العلاقة بين ألمانيا وحركة حماس أن الفرصة لا زالت قائمة بالنظر للدول الفعال والمقبول الذي تتمتع به ألمانيا مع كافة الأطراف في الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا على غرار المفاوضات السرية والمباشرة مع حركة طالبان.
ولفت إلى أن ساسة ألمانا يجدون هذه المقارنة هامشا للتنصل من الحظر المفروض على الحديث مباشرة مع حماس في ظل آمال برلين بدمج الحركة تحت مظلة منظمة التحرير لإخراجها من حرج التعامل المباشر معها وإبقاء الاتصال مع رئيس السلطة محمود عباس المقبول غربيا.
وأشار التقرير إلى أن المراقبين والمحللين الألمان ينظرون إلى حركة حماس على أنها نقلة نوعية للصورة النمطية التي بناها الغرب عن الحركات الإسلامية الجهادية من خلال تقديمها الخدمات الاجتماعية والثقافية والمشاركة في الانتخابات والمجالس الطلابية والغرب التجارية.
وقال إن ذروة التحول في مسيرة حماس بنظر المحللين الألمان كانت في اللحظة التي قررت فيها المشاركة في الإنتخابات التشريعية عام 2006 وفوزها بالأغلبية وهو ما أهلها لتصنف من وجهة نظر البعض على أنها حركة مقاومة ضد الإحتلال وليست حركة "إرهابية" ذات مرجعية متطرفة لا تحمل أهدافا أو رؤى محددة.
وأضاف: "من هنا بدأت شريحة من السياسيين بفكرة ضرورة قبول الحركة كحقيقة سياسية في عملية السلام بالشرق الأوسط وضرورة التعامل معها بناء على محددات السياسة الألمانية وتطور موقف الحركة المنضوية تحت قائمة الإسلام السياسي".
وشدد التقرير على أن عددا من الأحزاب الالمانية كانت على قناعة بأن هناك مصلحة ألمانية كبلد يعتبر السلام جزءا من سياسته الخارجية ويتعاون مع الأمم المتحدة ومع شركائه الأوربيين من أجل إحلال السلم الدولي في التعامل مع حركة حماس ولكن كل تلك الأحزاب كانت مجمعة إلى حد كبير على ضرورة قبول حماس بشروط اللجنة الرباعية الدولية.
وأوضح أن الخطاب الرسمي تجاه حركة حماس ما زال ثابتا فالحكومة الألمانية تجاهر في تحيزها لصالح "إسرائيل" وتعبر عن دعمها باستمرار في مواجهة حماس وعن حق " إسرائيل" في الدفاع عن النفس في الوقت الذي لم تتوقف فيه برلين عن مطالبة حماس بتغيير موقفها الرافض لتطبيق شروط اللجنة الرباعية الدولية والإعتراف بالإتفاقات الدولية الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وتطرق التقرير إلى موقف أحزاب المعارضة الألمانية مثل حزب اليسار والخضر والحزب الديمقراطي الحر مشيرا إلى أن مواقفهم لا تختلف كثيرا عن المواقف المعلنة من قبل ائتلاف الأحزاب الحاكم في ألمانيا وشركائهم المحافظين من ضرورة التزام حماس بشروط الرباعية.
ولفت إلى وجود بعد الدعوات الخجولة التي أطلقتها كتل نيابية لأحزاب المعارضة في جلسات البرلمان الألماني لإنهاء مقاطعة حماس كمدخل لإنهاء ما تسميه السياسة الألمانية "دائرة العنف".
يشار إلى أن هذا التقرير هو واحد من سلسلة تقارير يصدرها منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني حول العلاقات الأوروبية الفلسطينية ويتكون من ثلاثة فصول وقام بإعداده الباحث وسام أبو الهيجاء.