اتخذ السجال بين المتمردين
الحوثيين والمبعوث الأممي لليمن، إسماعيل
ولد الشيخ، منحنى آخر، فبعد أقل من يوم واحد على الطلب الذي بعثه رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" (كيان شكله تحالف صالح والحوثي)، للأمين العام للأمم المتحدة، بإقالته، نظرا لعدم حياديته، خرج القيادي البارز في جماعة الحوثي، ليصفه بأنه "مبعوث
العدوان" بعد رفض المنظمة الدولية للاتهامات التي ساقوها بحق ولد الشيخ.
وشن القيادي الحوثي وعضو الوفد المفاوض مهدي المشاط، هجوما عنيفا، مساء السبت، على مبعوث الأمم المتحدة ووصفه بـ"بممثل العدوان"، أي التحالف العربي بقيادة السعودية. ملوحا بعدم التعاطي مع أي مبعوث يخالف مواثيق الأمم المتحدة.
وأضاف المشاط على حسابه بموقع "فيسبوك" أن ولد الشيخ تحول إلى مطية لدول قال إنها "استكباريه" ـ وفق تعبيره ـ أو أنه تم شراؤه بثمن بخس من قبل البترودولار (في إشارة إلى دول الخليج الداعمة للحكومة الشرعية باليمن)، وهو الأمر الذي سبب فشله.
كما حمله مسؤولية تخليه عن مواثيق وقوانين جمعية الأمم المتحدة، أو أي تشويه لها بسبب دوره.
خبرة ولد الشيخ ضعيفة
وكان رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" صالح الصماد، قد بعث أمس رسالة إلى "غوتيريش"، طالبه فيها بعدم تمديد مهمة المبعوث الأممي ولد الشيخ، بسبب ما اعتبره "فشلا في مهمته وانحيازه للتحالف العربي الذي تقوده الرياض".
وقال الصماد إن "إدارة اسماعيل ولد الشيخ للمفاوضات اتسمت بميله وتعاطفه مع ما أسماه بـ"العدوان" على
اليمن والرضوخ المستمر للضغوط الخارجية مما أخل بمهمته وطبيعتها". على حسب قوله.
وتشير رسالة القيادي الحوثي الصماد إلى أن خبرة ولد الشيخ وتجربته السياسية ضعيفة، إلى جانب ضعف قدرته الذاتية وكفاءته المهنية، وفشله في إدارة النقاشات والمفاوضات، وعدم الاستفادة من الفرص وإرباك العملية التفاوضية على مدى عامين متتاليين.
كما اتهمه بـ"العمل على تغيير طاولة المفاوضات وعدم البناء على ما تمّ التوصل إليه بقيادة المبعوث السابق، جمال بن عمر"، بالإضافة إلى عدم التعاطي بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي تقدمت بها الأمم المتحدة.
اتهامات رئيس مجلس سياسي الحوثي وصالح لم تقف عند هذا الحد، بل قالت إن المبعوث الخاص لليمن، استعاض عن وقف العدوان ووقف إطلاق النار الشامل والكامل والدائم برعايته لهدنات هشة فاشلة، فضلا عن تجاهله استخدام التحالف بقيادة السعودية للأسلحة المحرّمة دوليا، وإغفال إحاطاته تنامي الإرهاب والجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش التي تمددت في معظم المحافظات اليمنية وتقاتل إلى جانب العدوان ضد بلاده.
الأمم المتحدة ترفض
من جهتها، رفضت الأمم المتحدة مزاعم الحوثيين إزاء الدور الذي يلعبه مبعوثها في اليمن، بعد الاتهامات التي ساقوها والتي ترافقت مع الدعوة لإقالته.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في تصريحات صحافية، اليوم "إنهم يشددون على حيادية عمل جميع مبعوثينا" مؤكدا أن دور إسماعيل ولد الشيخ يحظى بدعم من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وباتت مهمة الدبلوماسي الموريتاني في اليمن أكثر تعقيدا، في ظل الموقف الذي يبديه الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر (جناح المخلوع صالح) إزاء ذلك، لاسيما مع اقتراب مرور عامين على استلامه للملف اليمني من سلفه جمال بن عمر.