نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن تجنب الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب القراءة من الأوراق مباشرة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العديد من الإشاعات تصدرت الصحف لتسلط الضوء عما إذا كان غير قادر على القراءة، أو أنه يصعب عليه التركيز لبضع دقائق. وعلى الرغم من أن الكاتب توني شوارتز؛ أثنى، في كتابه الذي يحمل عنوان "فن الصفقات"، على مهارة ترامب في إبرام الصفقات التجارية الناجحة، إلا أنه لم يشر إلى أنه أميّ.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدى قدرة ترامب على القراءة والفهم، أثار شكوكا أخرى حول مدى صحة قواه العقلية. ولذلك علّق المقدم في البرنامج الحواري ديفيد باكمان وهو يتحدث بجدية قائلا: "مما لا شك فيه أن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، يقوم بفك شيفرات الجمل الطويلة، ويقرأ كطفل لم يتخطّ الحادية عشر من عمره. ولكن هل بمقدوره فعلا قراءة نص كامل بالإنجليزية بأريحية وبطلاقة؟".
وتساءل شوارتز عما إذا كان ترامب، رجل الأعمال الناجح، قد قرأ كتابا واحدا طوال حياته، خاصة أنه لم يذكر ولو سهوا، لمرة واحدة، اسم أحد الكتب الأدبية أو التاريخية التي قرأها. في المقابل، تفاخر بأنه لا ينتمي للنخبة المثقفة التي عيّنها.
أما باكمان فقد توصل إلى أن ترامب لا يجيد القراءة، من خلال محاورته لبعض المقربين منه الذين أعربوا عن شكهم في قدرة ترامب على القراءة.
وفي هذا الصدد، أكدت مجموعة من المطلعين على شؤون البيت الأبيض، أن ترامب لا يقوم بمواكبة التطورات من خلال قراءة الصحف، بل من خلال مشاهدة التلفزيون، وخاصة قناة "فوكس نيوز"، وهو ما أكده الرئيس بنفسه في تغريدة نشرها على موقع "تويتر"، حيث قال إن أخذ المعلومات من البرامج التلفزية "يربحه الوقت".
وذكرت الصحيفة أن ترامب طلب من مستشاريه ألا يطنبوا في كتابة ملاحظاتهم أو الملفات التي يقدمونها له، وألا تتجاوز تقاريرهم الصفحة الواحدة، إذ يجب أن تتضمن 10 فقرات على أقصى تقدير. وهذه الصفحة الوحيدة يجب أن ترفق بالرسوم البيانية والخرائط أحيانا، ما يعني أن كل صفحة لن تتضمن سوى فقرتين أو ثلاث فقرات. أما فيما يخص الملفات، فقد تفطن مستشارو الرئيس إلى أنه لا يقرؤها كلها، بل يكتفي بمجرد الاطلاع أو إلقاء نظرة سريعة على الصفحة الأولى.
وأوردت الصحيفة أنه بالعودة إلى أشرطة الفيديو المسجلة لترامب، يتبيّن أنه يرفض التلقين أو حفظ الخطابات التي سيلقيها مسبقا، ويكتفي بالارتجال، وهو ما قام به خلال الزيارة التي أجراها لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث كان يتحدث بتلقائية ويقول كل ما يخطر على باله. وحتى عندما يكتب له مستشاروه الخطاب الذي سيلقيه، يتعمد ترامب تجاهله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الفيديو الذي حلله باكمان، والذي طلبت فيه قاضية، خلال الصيف الماضي، قراءة النص، بدا على ترامب الضياع والارتباك والحيرة. وبعد صمت طويل، قال إن النص مكتوب بخط غير واضح، وبأنه لم يجلب معه نظاراته الطبية، علما بأن ترامب لم يُشاهَد قط وهو يرتدي نظارات. ولإخراجه من الموقف المحرج الذي وضع فيه، تدخل محاموه بحجة حق "الاعتراض".
ومن جهتهم، أكد المطلعون على هذا الموضوع، مدى ضعف اللغة التي يستعملها ترامب، إذ أنه يستخدم مفردات طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره.
وأفادت الصحيفة أن المتصفح "كروم" أصدر تطبيقا باستطاعته إصلاح الأخطاء اللغوية الكارثية التي يرتكبها ترامب خلال التغريدات التي ينشرها على حسابه على "تويتر".
ونوهت الصحيفة إلى أن الناس لم يكتفوا بالتساؤل عما إذا كان الرئيس أميا، بل أصبحوا يشكون حول ما إذا كان مصابا بمرض التوحد. فبالإضافة إلى كل ما سبق، يصعب على ترامب فهم الأسئلة التي تطرح عليه، كما أنه مهووس بالأرقام، وخير دليل على ذلك، إجابته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما سأله أحد الصحفيين عن رأيه في انتشار معاداة السامية في الولايات المتحدة منذ فوزه.
والجواب المفترض في مثل هذه الحالة كان أن يدين ترامب وبشدة معاداة السامية، ولكن ترامب أجاب: "حسنا، ما أعنيه هو أنني حققت انتصارا ساحقا من خلال تحصيل 316 صوتا، في حين أنه كان من المتوقع أن لا يتجاوز عدد الأصوات التي ستمنح لي 220، أنتم على علم بذلك أليس كذلك؟".
وأضاف ترامب قائلا: "كل ما أريد أن أقوله هو أن السلام سيعم داخل البلاد إذ سأتصدى للجرائم، وسأفعل كل ما بوسعي لوقف العنصرية. ففي الفترة الأخيرة، حصلت الكثير من الأشياء السيئة وأظن أن من بين الأسباب التي جعلتني أفوز في الانتخابات الرئاسية هي الانقسامات الحاصلة في المجتمع الأمريكي، وأنا سأقوم بإصلاح ذلك".
وذكرت الصحيفة أن ترامب قال بعد هذا الخطاب المطول إن علاقة وطيدة تجمعه ببعض اليهود. وخلال "الثلاث أو الأربع أو الثماني سنوات" التي سيقضيها في الحكم، سيحاول القيام بالتغيير في الولايات المتحدة وسيكون القادم أفضل.