قال عميد الاحتياط في الجيش
الإسرائيلي، ونائب رئيس معهد بحوث الأمن القومي، أودي ديكل إن الأهداف الرئيسة لسياسة
ترامب في منطقة
الشرق الأوسط، يمكن أن تشخص في أربعة بنود.
وأوضح ديكل بمقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن أهداف ترامب في الشرق الأوسط هي التعهد بتصفية تنظيم الدولة وتشديد النهج تجاه إيران وبناء شبكة علاقات واسعة مع دول المنطقة، على مبدأ التبادلية والكلف والمنافع بالإضافة إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل.
ولفت ديكل إلى أن نتنياهو حاول "برقة" تعديل ميزان وسلم أولويات أمريكا، بشكل أكبر تجاه صد إيران دون أن يقدم ترامب تنازلا عن تصفية تنظيم الدولة، لكن لا يمكن استبعاد نشوب خلافات بين تل أبيب وواشنطن على شكل المواجهة مع طهران.
وأشار إلى أن الملف السوري أيضا ربما يتسبب بخلافات بين الجانبين، وخاصة مسألة ضمان الولايات المتحدة عدم وجود إيران وفروعه في سوريا خاصة تواجد حزب الله في الجنوب السوري، وهو ما لا يمكن التأكد من ضمانه أمريكيا، بعد وجود مؤشرات على احتمالية تسليم ترامب هذا الملف لروسيا.
وقال ديكل إن شبكة العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تعتمد على مدماكين، الأول القيم والمصالح الاستراتيجية المشتركة، والثاني اعتماد أمريكا على إسرائيل في إطار الحرب الباردة، مع نفوذ الاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط.
وأوضح ديكل أن إسرائيل "هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمل القيم الغربية، وبقيت ديمقراطية قوية، لكنّ مؤيدي ضم مستوطنات الضفة الغربية المعنيين بدفن كل خيار للتسوية، يمسون عمليا بقيم الديمقراطية، وذلك يأتي بالتزامن مع تآكل تأييد يهود الولايات المتحدة لا سيما الجيل الشاب، بالإضافة لتآكل تأييد الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأضاف: "المدماك الاستراتيجي الثاني بين أمريكا وإسرائيل هو كون الأخيرة في مقدمة صراع الحرب الباردة ضد نفوذ الاتحادي السوفييتي في الشرق الأوسط، لكن في العصر الأخير قلت ذخائر إسرائيل وبرز النقص في توازن العلاقة".
وقال إنه على الرغم من توفير أمريكا الضمانات السياسية والأمنية والاقتصادية لوجود إسرائيل إلا أن الأخيرة لا تنفذ نصيبها من الصفقة خاصة في الموضوع الفلسطيني.
وشدد على أنه رغم حديث نتنياهو عن الصفقة الواسعة إقليميا إلا أن إسرائيل "ما زالت عضوا غير مرغوب فيه في إطار تحالف إقليمي، خاصة ذلك الذي يعمل ضد تنظيم الدولة كونها لا تعتبر شريعة في نظر الدول والشارع العربي ولعدم وجود تقدم في حل القضية الفلسطينية".
لكن ديكل حذر نتنياهو من أن أي محاولة لتصعيد الأوضاع في الساحتين الشمالية مع حزب الله والفلسطينية سيصطدم باحتمال التصعيد بحسابات الكلفة والمنفعة لدى ترامب وقيمة إسرائيل الاستراتيجية التي ستتحول لدى ترامب إلى عبء بدلا من كونها ذخرا.
وقال: "إن كل المؤشرات تشهد أن ترامب لن يتردد في الوقوف حينئذ بوجه إسرائيل".