دعا المرشح الرئاسي الأسبق وأستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، السفير
عبدالله الأشعل، القوى الوطنية
المصرية إلى العمل من الآن على إعداد
مجلس رئاسي مدني يمثل مختلف الأطياف السياسية، على أن يعلن خطته للشعب في أقرب وقت ممكن، نظرا للظروف التي وصفها بالعصيبة التي يمر بها الوطن.
واقترح في تصريح خاص لـ"
عربي 21"، جمع توقيعات شعبية للإعلان عن تأييد المواطنين لهذا الأمر الذي رآه بأنه قد يمثل مخرجا من الأزمة المصرية، خاصة أن الدستور الحالي لم يطبق بشكل حقيقي حتى الآن.
ولفت، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن دعوته تأتي في إطار محاولة إنشاء حائط شعبي وسياسي يعمل على بلورة مشروع بديل لمن هم في سدة الحكم الحالي، أو على الأقل إجبار السلطة الحاكمة على مراجعة كافة سياساتها الداخلية والخارجية، وتوعية الناس بحقيقة ما يجري من تصرفات رآها خطيرة وتهدد السلم المجتمعي في مصر.
وحول تجدد مطالبات البعض بتعديل الدستور ومد فترة حكم "
السيسي"، قال "الأشعل": "بالطبع، يحاول السيسي تعديل الدستور من خلال الأذناب البرلمانية. اللجوء لهذا التصرف غير مسؤول بالمرة لاستيفاء الشكل الديكوري، لكي يضمن التجديد لنفسه من خلال البرلمان، وهو مطمئن بعيدا عن أي أخطار أو تهديدات قد يتعرض لها، خاصة أنه يدرك جيدا أن شعبيته تراجعت بشكل كبير وواضح للعيان".
وأردف: "السيسي لن يصمد على الإطلاق أمام أي منافسة في انتخابات رئاسية صحيحة، كما أن هذا النظام أصبح يوما بعد يوم عبئا ثقيلا على مصر، وخصما من رصيدها، ولذلك يجب على النظام أن يتحلى بالأخلاق والمسؤولية في التعاطي مع هذه الأمور بجدية".
وشدّد "الأشعل" على أنه في حال إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر لها منتصف العام المقبل، فلن تكون انتخابات حقيقية، بل سيتم التلاعب بها والتدخل فيها، كما حدث طوال العصر الجمهوري في مصر، وهو ما يجعل الكثيرين غير راغبين في المشاركة في تلك الانتخابات المزمعة.
وبسؤاله عن مآلات العلاقة بين السيسي وقيادة الكنيسة في ظل قتل وتهجير أقباط سيناء، قال: "العلاقة بينهم وجودية، لأن قيادة الكنيسة تخيف
الأقباط من المسلمين، وتزعم أن السيسي هو من يحميهم، ويتعزز ذلك ببعض التهديدات والأعمال المتعمدة لتأكيد هذه المخاوف".
وطالب "الأشعل"، المرشح الرئاسي الأسبق، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في منطقة سيناء، تضم شخصيات عامة ورموز وطنية – من بينهم أقباط - مضيفا: "هذا تدخل هام وضروري لفض ستائر التعمية التي تهدف لإنفاذ مؤامرة خطيرة بسيناء".
جدير بالذكر أن حوادث قتل الأقباط بسيناء، والتي تجاوزت السبعة خلال أقل من أسبوعين، أثارت حالة من الفزع بين الأقباط في شمال سيناء، خاصة بعد تلقي العديد منهم رسائل عبر الهاتف تهددهم بالقتل إذا لم يغادروا هذه المنطقة الملتهبة.
وقالت تقارير صحفية إن عددا كبيرا من الأقباط تركوا منازلهم، في موجة من النزوح الجماعي، خوفا من استهدافهم، وتوقعت أن تخلو المنطقة من الأقباط خلال أيام قليلة.