نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتبة كيمبرلي دوزير، تقول إنه نتيجة لتداعيات عملية
اليمن الفاشلة، فإن البيت الأبيض قد يفوض وزارة الدفاع الأمريكية باتخاذ قرارات تتعلق بالحرب ضد تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن البيت الأبيض يفكر في منح صلاحيات أوسع للبنتاغون، ومنحه ضوءا أخضر لاتخاذ قرارات في عمليات مكافحة الإرهاب، مثل عملية الفريق 6 التابع للقوات الخاصة، "نيفي سيل" أو "الفقمة" في اليمن، التي أدت إلى مقتل أحد جنود الفريق، بالإضافة إلى التصعيد في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا.
وتنقل الكاتبة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب ألمح إلى أنه يريد من وزير دفاعه الجنرال
جيمس ماتيس أن تكون لديه الحرية في اتخاذ قرارات عمليات حساسة، منهيا ما يقول المسؤولون إنه إجراءات طويلة للمصادقة على العمليات، التي اتبعتها إدارة باراك أوباما، وقال النقاد إنها أدت إلى عرقلة أو وقف بعض العمليات.
ويبين الموقع أنه "عادة ما يتمتع القادة العسكريون في محاور الحرب المعلنة بصلاحية شن العمليات التي يريدونها، أما خارج محاور الحرب، أو المناطق غير المستقرة والخارجة عن سلطة الحكومة المركزية، مثل اليمن وليبيا، فإن الأمر بشن العمليات يجب أن يصدر من البيت الأبيض، بحيث تقوم قوات العمليات الخاصة بالعملية".
ويلفت التقرير إلى أن النقاش الذي تبع العملية في اليمن، ودفاع ترامب عنها، يظهران أن البيت الأبيض سيكون أقل حذرا فيما يتعلق بقوات العمليات الخاصة مقارنة مع أوباما، الذي كان شديد الحذر، لدرجة شعر فيها القادة العسكريون والمسؤولون عن عمليات مكافحة الإرهاب بالإحباط الشديد.
وتقول دوزير: "ربما منحت الصلاحية الجنرال ماتيس والضباط العسكريين وقتا للتفكير، بعدما لامهم ترامب على مقتل الجندي من قوات الفقمة الخاصة ويليام (رايان) أوينز في 28 كانون الثاني/ يناير، أثناء الهجوم على معسكر لتنظيم القاعدة وسط اليمن، بدلا من تحمل نتائج العملية، بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة، بل إن ترامب حمل إدارة أوباما المسؤولية في خطابه يوم السبت، وقال في مقابلة مع (فوكس نيوز) يوم الثلاثاء: (هذه مهمة بدأت قبل وصولي إلى هنا)، وأضاف: (لقد شرحوا لي ما يريدون عمله -الجنرالات- الذين يتمتعون باحترام كبير، وجنرالاتي هم الأكثر احتراما، كما أعتقد، وخسروا رايان)".
ويورد الموقع نقلا عن والد أوينز، قوله لصحيفة "ميامي هيرالد"، إن الغارة كانت متعجلة وغير ضرورية، ورفض مقابلة ترامب في قاعدة دوفر الجوية عندما وصلت جثة ابنه، حيث قال ترامب معلقا على رد فعل والد أوينز: "أتفهم ما يقوله الناس وأشعر به، ما هو الأسوأ؟ لا يوجد ما هو أسوأ، وهو أمر يخططون له منذ وقت طويل.. وبحسب ماتيس، فإنها كانت عملية ناجحة، وحصلوا على كم كبير من المعلومات"، مشيرا إلى أن ترامب وجه التحية لأوينز في خطابه أمام الكونغرس، حيث كانت أرملته كارين حاضرة ضيفة والدموع في عينيها.
ويفيد التقرير بأن موضوع المعلومات التي يتحدث عنها ترامب لا يزال محلا للنقاش، إلا أن شبكة "أن بي سي" قالت إن المعلومات التي تم فحصها بعد شهر من العملية لم تقدم إلا قدرا قليلا من المعلومات الأمنية، وهو ما رد عليه البيت الأبيض بالنفي.
وتستدرك الكاتبة بأنه رغم الجدل المثار حول العملية، إلا أن ترامب ألمح إلى أنه يرغب بالعمل مثل مدير تنفيذي لشركة في القطاع الخاص، ويريد تفويض أمور العمليات الخاصة لماتيس، وهو ما يعني إعادة صياغة إحدى تعليمات السياسات السرية للرئيس أوباما المتعلقة بسياسة العمليات الخاصة في البلدان التي لا تشارك فيها الولايات المتحدة رسميا بعمليات عسكرية.
وينقل الموقع عن مسؤولين سابقين في إدارة أوباما، قولهم إن الإدارة قامت بإعادة النظر في عمليات الغارات السرية، بعد فشل محاولة إنقاذ الرهائن الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتولوف وكايلا مولر، الذين احتجزهم تنظيم الدولة في سوريا، لافتا إلى أن فريق القوات الخاصة وصل في عام 2014، بعد فترة قصيرة من نقل الرهائن إلى مكان آخر.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول سابق في إدارة أوباما، قوله إن أوباما منح القادة صلاحية واسعة في الميدان، لكن ليس في كل شيء، وأضاف: "كان كل شيء متعلق بالتحكم في التصعيد، وهل سأعطي البعض الصلاحية للتورط عميقا في الحرب؟"، موضحا أن أوباما كان يعطي قادته في بعض الحالات الصلاحية، كما في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في آبوت أباد عام 2011، وقال المسؤول للموقع إن أوباما كان يمنح ماتيس تفويضا مسبقا للتحرك عندما كان مسؤولا عن القيادة المركزية في بعض القضايا وليس كلها.
وتذكر دوزير أن المسؤولين في إدارة ترامب يعتقدون أن تخفيف عمليات إعطاء الأوامر يمكن أن يزيد من الضغط على تنظيم الدولة، حيث يحضر في هذه الحالة المسؤولون في مكافحة الإرهاب، خاصة قوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة، عددا من الأهداف بانتظار الموافقة السريعة.
ويكشف الموقع عن أن "من القضايا التي تمت مناقشتها، منح ماتيس تفويضا مسبقا في العمليات الحساسة، مثل عملية إنقاذ رهائن، أو غارات بطائرات دون طيار ضد أهداف تمت الموافقة عليها إلى الجنرالات من أصحاب الثلاث نجوم، الذين يديرون قيادة العمليات الخاصة المشتركة، فلو أتيحت لهذا الفريق فرصة ضرب هدف ثمين على قائمة أهداف البيت الأبيض، فإنه يمكنه التحرك واتخاذ قرار، وإخبار فريق مجلس الأمن القومي بالعملية، لكنه لا يحتاج الانتظار حتى يصدر الإذن".
وبحسب التقرير، فإن النقاش حول تخفيف القيود على العمليات الخاصة يأتي في وقت انتقدت فيه عملية اليمن في كانون الثاني/ يناير، حيث قيل إنها تمت على عجل، ودون تخطيط كاف، وأحبطت عندما اكتشف مقاتلو تنظيم القاعدة الطائرات التي تحمل القوات الخاصة تقترب من المعسكر، مشيرا إلى مقتل أوينز، وجرح ستة آخرين، بالإضافة إلى إعطاب مقاتلة عسكرية.
وتنوه الكاتبة إلى أن والد أوينز طالب بالتحقيق في عملية اتخاذ القرار، لافتة إلى أن المتحدث باسم
البنتاغون الكابتن جيف ديفز، قال إن هناك ثلاثة تحقيقات جارية في عملية اليمن الفاشلة، واحد في مقتل الجندي، والثاني في خسارة طائرة "أوسبري"، التي أعطبت وجرى تدميرها وتركها في المكان، أما الثالث ففي مزاعم حول مقتل مدنيين فيها.
ويورد الموقع نقلا عن مسؤولين يمنيين، قولهم إن عددا من النساء والأطفال قتلوا، بينهم ابنة الناشط أنور العولقي، منوها إلى أن الحكومة اليمنية طالبت بضرورة التشاور معها في أي عمليات مستقبلية.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن قائد قوات العمليات الخاصة الجنرال توني توماس رفض الاتهامات بسوء التخطيط للعملية، وبأنها تمت على عجل، وأخبر الصحافيين في واشنطن أن التخطيط للعملية لم يتم تعجيله، أو أنها لم تكن منظمة، ولم يفقد المهاجمون عنصر المفاجأة، وقال مسؤولان أمريكيان إن المهاجمين لم يتوقعوا أن تخرج القرية عن بكرة أبيها، ومن عدة محاور.