قالت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، التابعة للأمم المتحدة، إن بلدان العالم سجلت زيادة في تعاطي الجرعات الزائدة من المخدرات بين النساء، وذلك في تقريرها السنوي لعام 2016.
ولفت، عضو الهيئة الدولة، أحمد سمك، إلى أن البيانات العالمية تفيد بأن تعاطي الجرعات الزائدة المميتة من الأدوية، أكثر شيوعا بين النساء مقارنة بالرجال.
وأكدت الهيئة في تقريرها على أهمية قيام الحكومات بإتاحة وصول أفضل للنساء من مدمني المخدرات إلى الرعاية الصحية وتوفير المزيد من التمويل لمنع وعلاج تعاطي المخدرات بين النساء.
وقال رئيس الهيئة، فيرنر سيب: "نحن نريد تغيير المفاهيم وتذكير الناس، وبخاصة صناع القرار، بأهمية حماية حقوق اللاتي يتعاطين المخدرات أو اللاتي ارتكبن جرائم تتعلق بالمخدرات وحقوق أسرهن."
وبحسب الأمم المتحدة، تشكل النساء والفتيات ثلث متعاطي المخدرات عالميا، مع ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين النساء عنها بين الذكور في البلدان ذات الدخل المرتفع. ومع ذلك، خمس المستفيدين من العلاج فقط من النساء، حيث تعيق الحواجز النظامية والهيكلية والاجتماعية والثقافية والشخصية قدرة المرأة على الوصول إلى العلاج من تعاطي المخدرات.
ويوضح التقرير أن تعاطي المخدرات هو أكثر انتشارا بين النساء السجينات من السجناء الذكور. ويشير أيضا إلى الصلة القوية بين مهنة الجنس وتعاطي المخدرات. فبعض النساء يمتهن ممارسة الجنس كوسيلة لدعم أسلوب حياة إدمان المخدرات، وفي الوقت نفسه قد تستخدم العاملات في مهنة الجنس المخدرات للتعامل مع مطالب وطبيعة عملهن.
من جهتها، أشارت الباحثة الاجتماعية، رئيس الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، لورا صفير، إلى أن إدمان المرأة يبدأ بتناول المسكنات ثم لا يلبث أن يتحول لإدمان على مادة مخدرة.
اقرأ أيضا: تقرير أممي: إفريقيا سوق جديدة للمخدرات ومضبوطات المغرب تزيد
اقرأ أيضا: المدمن .. مجرم يجب عقابه أم مريض تجب معالجته؟
ولفتت في حديثها لـ"عربي21" إلى أن المشاكل التي تعاني منها كثير من النساء، من عنف أسري وزوجي، أو مشاكل نفسية تقود في نهاية الأمر إلى البحث عن مسكن يتحول مع الأيام إلى تعاطي للمخدرات، مشيرة إلى أن التقارير الدولية تقول إن ثلث النساء حول العالم معنفات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن واحدة من كل 3 نساء، بنسبة 35 في المئة من النساء في أنحاء العالم كافة تعرضن في حياتهن للعنف بيد شركائهم أو عنف جسدي من آخرين.
وأضافت الباحثة الاجتماعية أن معظم النساء اللاتي يعانين من مشاكل يجدن صعوبة أكثر من غيرهن في تحويل الموضوع إلى المراكز المختصة، وتبدأ المرأة بالبحث عن حل بطريقتها الخاصة، وتبدأ بشراء أدوية دون وصفات، وتتناول جرعات زائدة منها دون العلم بتأثيراتها.
ولفتت إلى أن من يقضي منهن بجرعة زائدة قد تكون فعلت ذلك عمدا بدافع الانتحار.
وعن الاستغلال الجنسي الذي قد يدفع إلى الإدمان، قالت صفير إن كثيرات ممن يمتهن الدعارة، يدفعن إليها دفعا من قبل ذكور، ويأتي الإدمان في هذه الحالات إما لتحمل أعباء هذه المهنة وما فيها من امتهان للكرامة، أو للهرب من المشكلة عن طريق المخدرات.
وتتفاوت نسبة الإدمان بين بلد عربي وآخر، إلا أنها بحسب خبراء تصل إلى معدل 10 في المئة بشكل عام لمختلف أنواع الإدمان من كحول أو حبوب مخدرة أو هيرووين وكوكائين.
وفي أواخر العام 2015 أعلن صندوق "مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي" المصري، التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أن معدل الإدمان بمصر وصل إلى 2.4 في المئة من السكان، ومعدل التعاطي لـ10.4 في المئة، بحسب ما نشرت صحيفة "الوفد".
مدير علاقات الشرق الأوسط في مركز نزارالييف لعلاج الإدمان، الدكتور إبراهيم بدران، قال إنه ومن واقع خبرة 25 عاما من عمل المركز، فإن من يقارب 20 بالمائة من إجمالي المرضى كانوا من
النساء.
ولفت بدران في حديثه لـ"
عربي21"، إن متوسط النساء المتعاطين كان 32 عاما لفترة تعاطي بمعدل 4 سنوات تقريبا، 50 بالمائة منهم أدمن على الكحول، فيما 30 بالمائة منهم أدمن الكحول، 15 بالمائة أدمن العقاقير الطبية ومضادات الاكتئاب والمسكنات، و5 بالمائة على عدة أنواع مختلفة من
المخدرات بنفس الوقت.
ولفت إلى أن العديد من المراجعات من المنطقة العربية كانوا في الغالب يدمنون العقاقير الطبية بنسبة 80 بالمائة، و20 بالمائة على المواد المخدرة الاصطناعية، ونسبة قليلة للمخدرات بالحقن.
ولفت إلى أن على رأس الأسباب التي دفعت النساء للإدمان، الاكئتاب الاجتماعي، والرغبة في خنق الصدمات العاطفية والجسدية، إلى جانب الإدمان الذي يتبع العمليات الجراحية، وأحيانا تلتقي عدة عوامل معا.