بعدما قاطعت مباريات دوري
كرة القدم منذ جولاته الأولى، عادت
روابط الإلتراس المغربية إلى مدرجات الملاعب لمساندة أنديتها وتشجيعها لتحقيق نتائج إيجابية، إلا أن هذه العودة لم تكن ميمونة بعدما قررت وزارة الداخلية ملاحقة أعضائها قضائيا باعتبار أنشطتهم خارج إطار القانون.
وكانت مباراة شباب الريف الحسيمي وضيفه
الوداد الرياضي التي أجريت بينهما الجمعة بملعب "ميمون العرسي" لحساب الجولة 20 من منافسات الدوري، قد شهدت أعمال عنف بين الجماهير البيضاوية ونظيرتها الحسيمية أسفرت عن جرحى وخسائر مادية كبيرة، فيما شهدت مباراة أخرى جرت الأحد بين اتحاد سيدي قاسم والمغرب الفاسي بدوري الدرجة الثانية أعمال عنف وشغب أسفرت عن إصابة 10 أشخاص، من بينھم 4 من أفراد القوات العمومية، كما ألحقت خسائر وأضرارا مادية بالحافلة التي أقلت الفريق الفاسي وإحدى الحافلات التابعة لقوات الأمن.
وفي هذا الصدد قررت وزارة الداخلية تحريك المتابعات القضائية، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية ضد كل من ينشط فعليا ضمن ھذه الكيانات (روابط الألتراس) غير القانونية التي سبق وأن صدرت في حقھا قرارات المنع.
وقالت الداخلية في بيان لها إنها وجھت تعليماتھا أيضا إلى السلطات المحلية من أجل التعامل بصرامة مع ھذه الجمعيات غير المؤسسة قانونا على صعيد كل عمالات وأقاليم المملكة وكذا العمل على منع التنقل الجماعي للجماھير كلما تبين أن ھناك احتمالا للمساس بالأمن والنظام العام.
وأكدت وزارة الداخلية أن ھذه القرارات تدخل في إطار سلسة من الإجراءات الھادفة إلى ردع السلوكات المشينة لفئة من الجماھير تتبنى أسلوب العنف للتعبير عن مناصرتھا لفرقھا وھو ما يسيء إلى سمعة الرياضة المغربية ويتعارض مع القيم النبيلة للرياضة بصفة عامة.
وحاولنا الاتصال ببعض أعضاء روابط الإلتراس للتعليق على قرار المتابعة القضائية بصفة كياناتهم غير قانونية إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح في الموضوع بداعي أن وسائل الإعلام تدخل ضمن المؤسسات التي تقاطعها روابط الإلتراس.
وعلاقة بالموضوع اعتقد رشيد محمودي مقدم برنامج "البطولة برو" بقناة "شوف تي في" الإلكترونية أن التعليمات التي أصدرتها الوزارة الداخلية للسلطات المحلية من أجل التصدي لأعمال
الشغب التي أصبحت ترافق مباريات البطولة الوطنية تزامنا مع عودة روابط الألتراس غلى المدرجات ردة فعل سليمة، خاصة بعد الأحداث الأخير التي شهدتها مدينة الحسيمة خلال استضافتها للجماهير الودادية لحساب الجولة 20 من المنافسات.
وأضاف الإعلامي المغربي في تصريح لـ
"عربي21" : "مثل هذه الإجراءات ستخدم مصلحة الكرة المغربية والجماهير التي تتصف بالروح الرياضية لاسيما أن جميع المحللين والمحبين للأندية أجمعوا على وجود أشخاص لا علاقة لهم بالرياضة مندسين بين الجماهير هدفهم الأول هو خلق الفوضى والرعب".
وختم محمودي تصريحه بالقول: "بصراحة مللنا من هذه التصرفات التي تدخل في خانة الإجرام والترهيب ولابد من الوقوف أمام كل من يحاول زرع الفتنة بين الجماهير كما أن مثل هذه الإجراءات سترد الاعتبار للجمعيات وروابط الإلتراس المغربية للتخلص من الأشخاص الذين يفتعلون الشغب لأسباب تبقى مجهولة".
أما اللاعب الدولي السابق ورئيس اتحاد اللاعبين المحترفين، مصطفى الحداوي، فقد استنكر الأحداث التي وقعت بمدينة الحسيمة بعد نهاية مباراة فريقها المحلي وفريق الوداد الرياضي، برسم الجولة 20 لبطولة اتصالات المغرب.
ونبه الحداوي في تدوينة له نشرها على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك" إلى ضرورة استخدام الذكاء في مثل هذه المناسبات، وعدم إعطاء الفرصة لأناس بعيدين عن الرياضة، ويستغلونها لخلق الفتنة، والترويج لمخططاتهم الدنيسة، لزعزعة أمن واستقرار المغرب الذي بات يزعج البعض.
وكانت روابط الإلتراس المغربية قد أعلنت مقاطعتها لمباريات الدوري الممتاز تنديدا لقرار سابق لوزارة الداخلية يقضي بحلها بعد اندلاع أحداث عنف بين جمهور الرجاء الرياضي نفسه خلال مباراة سابقة لفريقه أمام شباب الريف الحسيمي بالمركب الرياضي محمد الخامس أسفرت عن مقتل مشجعين وإصابة 51 آخرين.