كشف أقارب
الشهيد باسل الأعرج الذي قتلته قوات الاحتلال في اشتباك مسلح فجر أمس بمدينة البيرة في الضفة الغربية أنه لجأ إلى إخفاء هويته وتقمص شخصية سويدي من أصول مغربية ليتمكن من استئجار منزل دون أن يشك به أحد.
وقال أقارب الأعرج في شهادتهم التي اطلعت عليها "
عربي21" إن الشهيد تقمص شخصية رجل مغربي يدعى إبراهيم حجي يحمل الجنسية السويدية وحاصل على شهادة المحاسبة وجاء إلى
فلسطين مع بعثة دولية لغايات إجراء بحوث اقتصادية.
وقالوا إنه كان يتحدث مع صاحب المنزل المستأجر بلغة إنجليزية ركيكة لكنها مفهومة وأكد له أنه متزوج ولديه طفلان ويبلغ من العمر 40 عاما وفقد والديه وله أخ فقد الاتصال به ولا يعلم عنه شيئا.
وأوضحوا أن الشهيد كان يتعامل بهدوء ويبتسم دائما لكنه لم يكن يتحدث كثيرا والهدف من وراء استئجاره للبيت كان إيجاد مكان مؤقت لإكمال الأبحاث الاقتصادية.
وأشار أقارب الشهيد إلى أن صاحب البيت وعلى الرغم من صدمته لما وقع للمنزل بعد اشتباك قوات الاحتلال مع الشهيد إلا أنه قال إن الأعرج "كان ممثلا عظيما".
وكانت مصادر فلسطينية نقلت عن شهود عيان أمس قولهم إن تبادلا لإطلاق النار وقع بين الأعرج وقوات الاحتلال التي حاصرته في أحد المنازل قبل أن يقصف الجنود المنزل بعدد من القذائف الحرارية ويقتحموا المنزل الذي تحصن فيه الشاب ويتم قتله من مسافة قريبة وجره للخارج بطريقة وحشية وهو ينزف قبل أن يستشهد.
والشهيد الأعرج يبلغ من العمر 28 عاما من قرية الولجة قرب بيت لحم وهو مطارد من قبل قوات الاحتلال منذ أكثر من عام.
ولفتت المصادر إلى أن الأعرج اعتقل مدة أربعة أشهر من قبل السلطة الفلسطينية بحجة التخطيط لعمليات ضد قوات الاحتلال وأفرج عنه لاحقا ليتم قتله اليوم.
وتلاحق قوات الاحتلال الأعرج منذ أكثر من عام على خلفية نشاطاته الجماهيرية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة والقدس ورفض الشهيد مرارا طلبات الاحتلال بتسليم نفسه وبقي مطاردا حتى تم إعدامه اليوم.
وقالت مواقع فلسطينية إن الأعرج خريج صيدلة من جامعة مصرية وكان يعمل في إحدى الصيدليات قرب القدس وعرف بنشاطه في حملات مقاطعة إسرائيل ونشط في الاحتجاج ضد زيارة وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز عام 2012 حيث تعرض حينها للضرب على يد السلطة الفلسطينية ما تسبب له بإصابات.
واشتهر الأعرج بكتابة المقالات الصحفية ضد الاحتلال وشارك في عمل توثيقي للثورة الفلسطينية منذ أعوام الثلاثينيات ضد الانتداب البريطاني وحتى يومنا هذا في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
ونشط الأعرج خلال السنوات الماضية في إجراء جولات ورحلات للشبان الفلسطينيين وتعريفهم ببعض العمليات التي قام بها شبان فلسطينيون ضد قوات الاحتلال.