دعا باحثان مهتمان في الشؤون
الإيرانية إدارة دونالد
ترامب إلى تصنيف
الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، ووضعه على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب.
واتهم الباحثان مارك دوبويتز وري تاكيه، في مقالهما، الذي نشرته مجلة "فورين أفيرز"، إدارة الرئيس باراك أوباما بالتغاضي عن جرائم الحرب التي ارتكبها الحرس الثوري والجماعات الوكيلة له في
سوريا؛ لأنها كانت راغبة جدا بتوقيع الاتفاق النووي مع طهران.
ويعترف الكاتبان بأن بعض نقاد الإدارة الحالية يرون في أي توجه لتصنيف الحرس الثوري إجراء غير حكيم واستفزازا لا معنى له، لكنهما يقولان إن الحرس الثوري، ومنذ إنشائه بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ارتبط بالإرهاب داخليا وخارجيا، واستخدمه المتشددون لقمع المعارضين والأقليات وممارسة الإرهاب الخارجي.
ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مجموعة من النواب الجمهوريين والديمقراطيين، بينهم وزيرة الخارجية في عهد باراك أوباما، هيلاري كلينتون، دعموا في عام 2007 مشروع قرار مواجهة الانتشار النووي الإيراني، ودعوا الرئيس جورج دبليو بوش إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية.
ويقول الكاتبان في تحليل لسجل الحرس، إن "المجموعة العسكرية البالغ عددها 125 ألفا، تضم قيادات رجعية محافظة، فخلال الثمانينيات من القرن الماضي، شن الحرس حملة شرسة ضد المعارضة والأقليات، خاصة الأكراد والبلوش، وخلال التسعينيات من القرن الماضي، شن الحرس حملة ضد الحركة الإصلاحية بدرجة أصبح أكثر خطرا من المخابرات الإيرانية، وأطلق له المرشد الأعلى للثورة آية الله خامنئي عام 1999 العنان لقمع الحركة الطلابية، التي كان يدعمها الرئيس الحالي حسن روحاني، وقام بالتصرف ذاته في عام 2009، عندما سحق الحركة الإصلاحية -الثورة الخضراء- واعتقل آلاف المشاركين فيها".
ويفيد الكاتبان بأن الحرس الثوري أشرف منذ نشوئه على حملة اغتيالات للصحافيين والمثقفين والمعارضين السياسيين والكتاب، مشيرين إلى أن "هذا بالنسبة للداخل، أما في الخارج، فقد كان الإرهاب الذي دعمه في الخارج هو العلامة البارزة لنشاطاته".
ويلفت الكاتبان إلى
حزب الله، الذي دعم الحرس الثوري إنشاءه، وقام بمهاجمة قوات المارينز في بيروت عام 1983، وقتل 238 منها، بالإضافة إلى أن الحرس درّب مليشيات غير إيرانية؛ للقيام بمهام إرهابية، مثل تفجير برج الخبر في السعودية عام 1996، الذي قتل فيه 19 أمريكيا، حيث كان عملية وجهتها إيران عبر وكلائها، مشيرين إلى أنه منذ عام 2003، فإن الإيرانيين قدموا السلاح والذخيرة للمليشيات التي دربتها إيران لمهاجمة الأمريكيين في العراق.
وتذكر المجلة أن الحرس الثوري حاول في عام 2011 القيام بأول عملية له على الأراضي الأمريكية، واغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، حيث قال وزير العدل في حينه إريك هولدر، إنه تم التخطيط للعملية وتوجيهها من إيران، خاصة فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية، لافتة إلى أن الحرس الثوري أدى دورا مهما في حماية رئيس النظام السوري بشار الأسد، فتحت قيادة الجنرال حسين الهمداني تم تشكيل قوات على شاكلة حزب الله.
ويقول الباحثان إن "على الإدارة الجديدة أن تفهم بأن تحقيق الاستقرار غير ممكن طالما ظل الحرس الثوري، وإضعافه يعني تقييد حركة إيران، ويمكن لترامب التغلب على أي معارضة من خلال استخدام الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي اعتمد عليه بوش بعد 11/ 9، وهو ذاته الذي استخدمه عام 2007 لتجميد أرصدة فيلق القدس؛ لتقديمه الدعم المادي لحزب الله وحركة طالبان والجماعات الفلسطينية".
ويذهب الكاتبان إلى أن "الحرس الثوري أصبح أداة طهران للقمع الداخلي والإرهاب الخارجي، ومن أجل تدجين الجمهورية الإسلامية، فإن على الولايات المتحدة البحث عن طرق لإضعاف قوته، وتصنيفه جماعة إرهابية هو بداية الطريق".
وينوه الباحثان إلى أن "استهداف حسابات فيلق القدس لم يذهب بعيدا، وكما كشفت الحرب في سوريا، فإن فيلق القدس ليس كيانا منفصلا عن عن الحرس الثوري، وتعمل وحدات الفيلق بالترادف مع قوات الحرس، حيث يقوم أفرادها بالعمل لفترات في سوريا، ويؤدون دورا في المغامرات الكبرى التي يقوم بها الحرس".
ويخلص الكاتبان إلى القول إن "تصنيف الحرس الثوري من خلال الأمر التنفيذي لبوش سيكون أكثر فعالية، خاصة لو وسعت إدارة ترامب عدد رموز وكيانات الحرس الثوري التي يطالها الحظر، من 60 شخصية وكيانا، ليضم الكيانات والأفراد كلهم، وعددهم بالآلاف، المشاركين في مغامرات الحرس الخارجية، وسيضغط هذا الأمر على الحرس ماليا، خاصة أن الشركات الأجنبية ستجد نفسها في خطر عند التعامل مع مشاريع يديرها الحرس".