نشرت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن التطبيق الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، والذي بإمكانه إعادة هوية الأشخاص المتوفين من خلال آثارهم الرقمية التي تركوها قبل مماتهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن جامعة "رايرسون" في مدينة تورونتو، قد أشرفت على إطلاق هذا المشروع بالتعاون مع معهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويهدف هذا التطبيق إلى تغيير علاقتنا بالموتى. وبناء على هذا المبدأ، عملت الجهات المعنية على تصميم تطبيق من شأنه أن يمكن مستخدميه من التواصل مع الأشخاص المتوفين، سواء كانوا من المقربين أو الشخصيات التاريخية.
وأضافت الصحيفة أن هذه التقنية تعمل على جمع شتى البيانات الرقمية الخاصة بالشخص المعني، ومن خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، يقوم هذا التطبيق بإعادة تشكيل هويته بدقة. وبالتالي، فإن هذا التطبيق لن يكون قادرا فقط على محاكاة أفكار ومعارف هذا الشخص، وإنما سيجسد أيضا طريقة تمكن أحباءه من التواصل والتفاعل معه.
وبينت الصحيفة أنه لضمان نجاعة وفاعلية هذا التطبيق، سوف يحتاج الباحثون للوصول إلى كل البيانات التابعة للشخص المتوفى والمقالات، والصور، ورسائل البريد الإلكتروني ومنشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي. وبهذه الطريقة سوف يكون بمقدور "البوت"، وهو
روبوت يحاكي السلوك البشري، الإجابة على الأسئلة المطروحة من قبل المقربين منه كما لو كان الشخص الذي نتفاعل معه هو المتوفى في حد ذاته.
وسيتم تصميم هذه الروبوتات بطريقة تمكنها من تعلم مهارات جديدة واكتساب المعارف باستمرار، لتكون بذلك قادرة على الإجابة عن مختلف الأسئلة المتعلقة بالفترة الزمنية التي تلي وفاة الشخص الذي نتفاعل معه.
وأفادت الصحيفة أن هذا التطبيق سوف يساهم في تقليص المسافة الفاصلة بين الحياة والموت إلى حد كبير، وهذا في حد ذاته شكل من أشكال تحقيق فكرة "الخلود". وبالتالي، سوف نتمكن من البقاء على اتصال مع أقاربنا حتى بعد وفاتهم، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الراهنة مع شخصيات تاريخية بارزة.
وفي هذا السياق، صرح مدير الأبحاث والابتكار بوسائل الإعلام الرقمية في جامعة رايرسون، حسين راهانما، بأن "وجودنا المادي محكوم بالفناء، لكن بإمكان وجودنا الرقمي أن يستمر في التطور من أجل مساعدة الناس والحفاظ على تراثنا ككائن متطور".
وذكرت الصحيفة أن الهدف الرئيسي لمدير الأبحاث، حسين راهانما، يكمن في "سد الفجوة بين الحياة والموت وتخليد الهوية الرقمية البشرية". ومع ذلك، فإن هناك بعض العقبات التي تعيق تجسيد هذه الفكرة.
لكن تُعد سرية البيانات والحق في الخصوصية حاجزا يحول دون تحقق هذه الفكرة. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تعيق مسألة وجود نوع من التعقيد اللغوي، من حيث استعمال العديد من الأشخاص لعبارات التهكم والسخرية، عملية تفسير أو تأويل الروبوت لمختلف المحادثات، وقد ينتج عن ذلك أخطاء فادحة.