يصل مستشار الرئيس الأمريكي "دوف غرينبلات" إلى فلسطين الاثنين المقبل، لدفع عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط حالة ركود وجمود غير مسبوقة على مدار سنوات مضت.
وطرح إعلان الزيارة العديد من التساؤلات حول جدية إدارة ترامب في إحداث جديد على صعيد
المفاوضات، فضلا عن تساؤلات شكل التعاطي الجديد للإدارة الأمريكية في ظل تخليها عن حل الدولتين وتأكيد ترامب أنه يقف مع ما يتفق عليه الطرفان دون تبن لأي طرح سابق.
وأجرى ترامب محادثة هاتفية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس ناقش خلالها سبل دفع عملية التسوية، وإمكانية الاتفاق على حل نهائي.
وأكد ترامب اعتقاده بأن السلام ممكن وأن الوقت قد حان لإبرام اتفاق، وأشار إلى أن مثل هذا الاتفاق لن يعطي الإسرائيليين والفلسطينيين السلام والأمن الذي يستحقونه فقط وإنما سيكون مردوده إيجابيا في جميع أنحاء المنطقة والعالم.
الرؤية الإسرائيلية
من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور إبراهيم أبراش أن الإدارة الأمريكية الجديدة لابد وأن تتعامل مع الوقائع الموجودة على الأرض والملفات الساخنة في المنطقة، مشيرا إلى أن ترامب يريد فرض بصمته في مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستبعد أبراش في حديث لـ"
عربي21" أن تستكمل إدارة ترامب نهج سلفه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقال: "هناك تصور جديد لإدارة ترامب يمكن استنتاجه من خلال التصريحات السابقة، سواء أثناء حملته الانتخابية أو بعد توليه الرئاسة، منها عدم الالتزام المطلق بحل الدولتين، أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونوايا نقل السفارة الأمريكية للقدس، وكذلك تحميل الفلسطينيين مسؤولية العنف الذي يجري".
وحول خطوات الإدارة الأمريكية لإعادة المفاوضات قال أبراش الذي شغل منصب وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق: "واشنطن تتبنى الرؤية الإسرائيلية لإعادة استئناف المفاوضات والتي يصر عليها
نتنياهو، ولن تأخذ بعين الاعتبار الشروط الفلسطينية وأبرز بنودها وقف الاستيطان".
وأضاف: "الرؤية الإسرائيلية تشترط يهودية الدولة ولا تربط عودة المفاوضات بوقف التوسع الاستيطاني".
حل إقليمي
واستبعد أبراش أن تعطي إدارة ترامب أي تطمينات للجانب الفلسطيني فيما يتعلق بنتائج المفاوضات، على اعتبار أن الرؤية الأمريكية تتطابق مع الإسرائيلية في التركيز على الوظيفة الأمنية للسلطة الفلسطينية.
وحول خيارات السلطة توقع أن تكون الظروف عصيبة جدا، وتابع: "المفاوضات إن عادت ستكون وفق شروط مجحفة ستفرض على الجانب الفلسطيني، وستمنح إسرائيل مزيدا من الوقت، وحال رفض الفلسطينيين للمفاوضات ربما يفرض عليهم حلا إقليميا قد تتعاطى معه بعض الدول العربية".
وأمام الظروف الصعبة المتوقعة التي تواجه القيادية الفلسطينية رأى أبراش أن تصلب الموقف الفلسطيني تجاه ما سيطرحه الأمريكان من شروط للعودة للمفاوضات لا بد أن يكون محصنا بتوافق ومصالحة فلسطينية تعزز الموقف الفلسطيني.