نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا، تشير فيه إلى
دراسة أجرتها جامعة جورجيا للهجمات
الإرهابية التي حدثت في الفترة ما بين 2001 و2015، وكيفية تعامل وسائل
الإعلام الأمريكية مع هذه الهجمات.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن وسائل الإعلام لا تهتم بالهجمات الإرهابية، خاصة عندما لا يكون المنفذ مسلما، مشيرا إلى أن الإعلام يهتم أربعة أضعاف ونصف بالقصة عندما يكون الفاعل مسلما، خاصة إن كان أجنبيا، أكثر من الهجمات الأخرى.
وتذكر الصحيفة أن الدراسة، التي اعتمد عليها تقرير "إندبندنت"، تشير إلى أن المسلمين ارتكبوا هجمات إرهابية أقل بكثير من غير المسلمين، لكن عندما يحدث هجوم يرتكبه مسلم، فإن الإعلام يكتب عنه أكثر بنسبة 4.5 مرة، مقارنة مع هجوم إرهابي يرتكبه غير مسلم.
ويشير التقرير إلى أن الدراسة أجرتها جامعة جورجيا للهجمات الإرهابية، التي حدثت في الفترة ما بين 2001 إلى 2015، وذكرتها قاعدة بيانات الإرهاب الدولي، حيث تعرف قاعدة البيانات الإرهاب بأنه "التهديد أو استخدام العنف وقوة غير قانونية من جماعات غير دولية؛ لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية، عبر التخويف والإكراه والاستفزاز".
ويقول الباحثون في الصحيفة: "منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، فإن الأمريكيين عندما يسمعون كلمة إرهاب فإنهم يفكرون بالمسلمين"، ويضيفون أن "الإرهاب يحصل في عدة أشكال".
وتبين الصحيفة أن قاعدة البيانات تضم الهجوم الذي نفذه فريزر غلين ميلر، العنصري من جماعات تفوق العرق الأبيض كو كلوكس كلان على معبد يهودي في أوفرلاند بارك في كنساس، وهجوم روبرت دير على مركز للأمومة في كولورادو سبرينغز، وويد مايكل بيج، الذي هاجم معبدا للسيخ في ويسكونسن، بالإضافة إلى عدد آخر من الهجمات التي لم يعرف عنها الكثير.
ويلفت التقرير إلى أن فريق الدراسة المكون من إري كيرنز وأليسون بيتوس وأنتوني ليموكس، وثق 89 هجوما نفذت في الولايات المتحدة، وقام بها عدد من الأشخاص، حيث ووجدت الدراسة أن المسلمين نفذوا في الفترة ما بين 2011 إلى 2015 نسبة 12.4 من الهجمات.
وتبين الصحيفة أن الباحثين قاموا بعد ذلك بالبحث عن الكيفية التي غطى فيها الإعلام الهجمات بناء على قاعدة البيانات الأكاديمية ليكسس نيكس، مشيرة إلى أنه بسبب اعتماد الكثير من الأمريكيين على الإنترنت، فإن الباحثين قاموا بالنظر لتغطية موقع "سي أن أن دوت كوم".
وبحسب التقرير، فإن كل تقرير تم فحصه فإنه ركز بشكل رئيسي على فعل الإرهاب، المنفذ والضحايا، وعثر الباحثون على 2413 مقالا بين الحادث ونهاية عام 2016، تتوفر فيها الشروط التي وضعها الباحثون، لافتا إلى أنه من بين الـ89 حادثا التي لم تحظ باهتمام الإعلام، فإن الباحثين وجدوا أن 24 منها لم تذكر في الإعلام.
وتفيد الصحيفة بأن نسبة الهجمات التي نفذها
المسلمون، وهي قليلة، حظيت بتغطية إعلامية بنسبة 44%، ولم تكن نسبة الهجمات التي كان فيها المنفذ مسلما وأجنبيا إلا 5%، ورغم أن عددها 4 هجمات، إلا أنها حظيت بتغطية إعلامية وصلت إلى 32%.
ويورد التقرير أنه في لغة الأرقام، فإن الهجمات التي نفذها مسلمون حظيت بـ 90.8 مقال، أما التي نفذها مسلم وأجنبي فحظيت بـ 192.8 مقال، أما بقية الهجمات فلم يصل عدد المقالات التي كتبت عنها إلا 18.1 مقال.
وتنوه الصحيفة إلى أن الباحثين لاحظوا أن تغطية الهجمات الإرهابية تعتمد على عدد من العوامل، فلو تم القبض على المنفذ فإن الإعلام يتابع الاتهامات والمحاكمة له، مستدركة بأن الهجمات على منشآت الحكومة والموظفين تحظى بتغطية صحافية أكبر، وفي حال تسبب الهجوم بقتلى وجرحى كثر فإن التغطية تكون أوسع.
ويؤكد التقرير أن الهجمات التي ينفذها مسلمون تحظى بتغطية تتفوق بأربعة أضعاف ونصف عن الهجمات التي ينفذها غير مسلمين.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول الباحثين: "بكلمات أخرى، سواء كان المنفذ أجنبيا أم لا، فإن الصحافة الأمريكية تقوم بتأكيد العدد القليل من الهجمات التي ينفذها مسلمون بطريقة غير متناسبة، بشكل يقود الأمريكيون إلى الشعور بحس مبالغ فيه من التهديد".