كثف الرئيس
البرازيلي ميشال تامر الأحد اجتماعاته مع وزراء في حكومته ومع سفراء غربيين؛ لملاحقة تطورات
فضيحة قيام منتجي
لحوم برازيليين بتصدير لحوم فاسدة منذ سنوات إلى دول عديدة حول العالم.
وتم الكشف الجمعة عن تحقيق للشرطة، يعود إلى عامين حول مزاعم بتلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك، وهو ما أصاب سمعة المصدّر الرئيسي في العالم للحوم الأبقار والدجاج في الصميم.
وكان على الرئيس تامر الذي تعاني حكومته من فضيحة احتيال كبيرة، إضافة إلى حالة ركود اقتصادي غير مسبوقة في تاريخ البلاد، أن يلتقي أولا بممثلي شركات توضيب اللحوم، إضافة إلى وزيري الزراعة والتجارة الخارجية.
ومن المقرر أن يلتقي لاحقا سفراء الدول الرئيسية المستوردة للحوم البرازيلية.
ولم يحل تأكيد شركات اللحوم البرازيلية والمتعددة الجنسية المتورطة، السبت، بأن بضاعتها سليمة، دون انتقال المخاوف إلى الشارع.
كما أن فضيحة اللحوم تأتي في وقت حساس، تدفع فيه البرازيل ودول ميركوسور أو السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية من أجل إبرام اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي، وهو يشكل سوقا كبيرا للحوم البرازيلية.
وكان على جدول أعمال تامر أيضا السبت اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دون أن يتم الإعلان عما دار خلال هذه المحادثة. والجدير ذكره أن الولايات المتحدة وافقت العام الماضي على استيراد لحوم أبقار نيئة من البرازيل.
وأعلنت وزارة الزراعة البرازيلية عن مداهمة السلطات الجمعة لأكثر من عشرة مراكز لتوضيب اللحوم، كما أصدرت 27 مذكرة توقيف وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم الدواجن تديره شركة "بي آر أف" المتعددة الجنسيات، إضافة إلى مركزين لمعالجة اللحوم تديرهما شركة باكين.
وطردت الوزارة 33 مسؤولا متورطا في القضية، وأبقت على 21 مؤسسة إضافية قيد التحقيق.
ولم تكشف السلطات البرازيلية عن الأمكنة التي تم ضبط اللحوم الفاسدة فيها، لكنها أشارت في مؤتمر صحفيّ في مدينة كوريتيبا في جنوب البلاد إلى استخدام مواد مسرطنة في بعض الحالات لإخفاء رائحة اللحوم الفاسدة.
ومن المتوقع أن تعقد الشرطة الفدرالية مؤتمرا صحفيا الاثنين لإعطاء مزيد من التفاصيل.
وبالإضافة إلى شركة "بي آر أف" العملاقة التي تملك العلامتين التجاريتين "ساديا" و "بيرديغا"، هناك شركات أخرى قيد التحقيق رائدة عالميا في تجارة اللحوم مثل شركة "جاي بي أس"، التي تملك العلامات التجارية "بيغ فرانغو" و "سييرا اليمنتوس" و"سويفت".
وقامت شركة "جاي بي أس" بنشر إعلان على صفحة كاملة في صحيفة "أو غلوبو" تقول فيه، إن الشرطة الفدرالية التي تقوم بالتحقيق لم تشر إلى أي مشاكل صحية ناتجة عن منتجات الشركة، وحذت "بي آر أف" أيضا حذوها بنشر إعلانات مشابهة تقول فيها إن منتجاتها لا تشكل أي خطر من أي نوع على الصحة العامة.
ظام تفتيش غذائي "قوي"
وأعادت التلفزيونات البرازيلية بكثافة عرض إعلان يظهر فيه الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو، وهو يشهد على جودة لحوم "سييرا" التابعة لـ "جاي بي أس" "بنكهتها الإيطالية الأصيلة".
لكن البروفسورة سيلفيا فارياس التي تتبضع من متاجر ريو، أعربت عن قلقها من التقارير التي تتحدث عن مزج بعض منتجات لحوم الدواجن بالورق المقوى.
وقالت لفرانس برس: "نحن نذهب إلى المتجر، نشتري اللحوم لتستهلكها عائلاتنا، وماذا يمكن أن نتوقع! إنها يجب أن تكون في حالة جيدة".
وأضافت: " لا يمكنني أن أتخيل أن اللحوم يمكن أن تكون ممزوجة بالورق المقوى".
تصدر البرازيل اللحوم إلى 150 بلدا في العالم، لذا فإن الفضيحة مقلقة بشكل كبير للسلطات الوطنية.
وقد أقر يومار نوفاكي السكرتير التنفيذي لوزارة الزراعة بهذه المخاوف، لكنه أكد أن هذه التجاوزات التي كشف عنها حتى الآن تشكل "حالات معزولة" وتتعلق "بتصرف أقلية".
ووصف نوفاكي نظام البرازيل في التفتيش الغذائي وإعطاء الشهادات بأنه "قوي".
وأشار أيضا إلى أن كل الصادرات البرازيلية يتم الكشف عليها عند وصولها إلى البلدان المقصودة.